ابنتك ياايزيس 46



مارينا سوريال
2020 / 12 / 12

سيزا
حلم ارفض الاستيقاظ ..ارى خيالات مريم الصغرى وتريزا هناك امراة غريبة تقف فوق راسى مصوبه نظراتها عليه دوما لااعلم من تكون! اين امى؟ هل كرهتنى ؟لايمكنها ان تفعل الان بعد ان اردت حقا غفرانها الان فقط ادركت سبب بكائها دوما حسرتها ألامها المستمر رغم محاولاتى العديده اضحاكها ..بكائها كلما احضرت لها ورده ..اعتقدت دوما انها تؤذى ابى وقفت ضدها ولم اسالها يوما ما بك قلت انها امراة هشه لاتعرف سوى البكاء ..حزنت لاجل ابى دوما كلما بكت اكثر كلما كانت مثيره للشفقة ولا تستحق الامتنان ..
حاولت ان اتكلم رفض جسدى التحرك اردت الركض من جديد ان اعود لتلك اللحظة التى شعرت فيها اننى وصلت حيث الحلم وقبل ان اتاكد من ملمسه تم جذبى من جيد الى هنا..يراقبنى طيف يوسف اللعين من طرف الباب اتصنع النوم احاول نسيان قربه غفران لمساته ..شعرت بتقلص معدتى عاودتنىالحراره.
مريم الصغرى
كان علينا نقلها الى المشفى..رفضوا حتى لايفتضح امرنا..قلت لهم انها تموت ،صرخت بلا استجابة..شعرت بالقهر لضعفى ..راقبتنا تريزا دون مشاعر.هل ارادوا موتها ؟فى لحظة كادت ان ترحل عنا لكن فى اخر لحظة وجدت طبيبا يحضر اليها من جديد ..يوسف من احضره !!وقف من بعيد يراقبها بينما تعمل الممرضة على عجل فى مساعده الطبيب الذى اراه للمره الاولى فيما بعد علمت لما لم يعد طبيب ابى مره اخرى عندما وجدت مريم تنتظر منا خبرا حول سيزا!تذكرت ان ذلك الطبيب هو الصديق الثالث الذى كان يحضر لمكتب ابى ومعه والد مريم !لااحد يتحدث مع مريم الصغرى المثيره للشفقه بينما تركوا مريم تدخل بصحبه تريزا لرؤية سيزا شامته وهى مريضة لم يبالوا برفضى بل ادخلتها تريزا عنوه بينما سيزا غافيه حمدت الله انها لم تفتح عيناها فى تلك اللحظة لترى صديقتها مريم من جديد فنحن الى الان لانعلم مالذى حدث مع سيزا كل تلك المده وان كانت هربت مع ذلك اللومانا ام لا ..بينما رفضت انا ترك غرفةسيزا لو للحظة انتابتنى الهواجس بل هددتهم بأننى من سأفضح الامر اذا تأذت سيزا استهانوا بى بل وحاولوا زجى بغرفتى كدت ان اسقط لولا زوجة ابى سندتى بذراعيها الاقوياء واجلستنى على احد المقاعد بغرفة سيزا معلنه انحيازها معى فيما ظل ابى حبيسا لغرفة مكتبة تاركا الامر بيد زوجها وزاد الوضع سوء قدوم حماه سيزا وبناتها سمعت صراخ امه تسب وتلعن الخاطئة التى مرت سمعه العائلة ويحق الموت لها ..فكرت هل يحق لنا حقا ان نقتل سيزا حتى لو فعلتها واذنبت ؟! فكرت فى يسوع عندما طلب الماء من المراة الخاطئة لم يلعنها او يسبها !لم اعد اعرف من نكون نحن ؟!ظللت اسمع اياما مناوشات ما بين اراده قتلها من ناحية او زجها باحدالاديرة الى الابد للخلاص من فضيحتها !!اوه لو كانت سيزا مستيقظة وعلمت انها ستظل حبيسة لجدران الى الابد جدران تشبه مدرستها التى كرهتها بشده وسعدت برحيلها عنها ..وجدتنى اصرخ بوجه مريم عندما جاءت اخيره لرؤيتها وكانها الحكم الفيصل فى موت او حياة سيزا ..سيزا بريئة قلتها بصوت منخفض فلم تستجب وجدتنى اصرخ بوجهها ..ملامحها بارده لاادرى ماذا ستوقل ظل قلبى يرتجف ..سعلت سيزا وهى لاتزال نائمة فيما كانت الممرضة تراقبنا بعين والاخرى تقيس حرارتها بخوف على حياتها هى اولا ولكن لم يكن هناك وقت للشفقة على الممرضة ذات الحظ العثر فيما كانت تتمنى ان تحصل على جزاء جيد لقاء عملها فى الليالى الماضية باتت خائفة من هول ما تسمع ..
انتظرت ان تدمرها مريم تنتقم لنفسها لانها اخذت منها حبيبها كلانا كان يعلم كم احبت لومانا ..وجدتها تقول بريئة سيزا بريئة لومانا غادر البلاد .
سيزا
لو حكموا عليه بالموت لكان ارحم من ان استمع الى توسلات مريم الصغرى بوضعى فى احد الاديرة البعيده عن الاعين للابد..هى من كانت تفعلها رغم انها حاولت مرارا فيما بعد التاكيد من ان الحمى منعتنى من الفهم جيدا فحماتى هى صاحبة الاقتراح وفى تاره اخرى تريزا لكننى لم اخطأ قط ..مريم الصغرى من قالتها وسمعتها جيدا بينما اعين الممرضة المشفقة تقيس حرارتى ..
لا لومانا قد رحل الى بلاده منذ فتره طويلة..خيل لى اننى فى عالما اخر ولكن الحقيقة مريم صاحبتى هى من قالتها نظروا لها فيما سمعت مريم الصغرى تردد اسمعتم سيزا برئية لم تقم بخيانة يوسف قط ظلموتموها لااحد استمع اليها ولا اعلم اين كانت ولا لما رحلت الى اليوم؟كان يوسف هناك فى نهاية الغرفة يراقب كل ما يحدث دون ان يبدو متاثرا بشىء ..متجمدا فى مكانه ولكن بداخله حائر ..منذ عرفته للوهله الاولى وحيرته هى سبب بلاء حياته ..ادركت ان كرهه لى دوما لاننى عرفت ما اريد واردته وكدت ان احققه لولا انهم منعونى بينما هو لم يعرف قط..كان حائرا بين عائلته وهو صبى وحيدا وثورته القديمة وثورة البلاد الحديثة ..ربما لو سأل هو ذاته اى انسانا هو لما استطاع جوابا ..
كلمات مريم عافتنى جعلتنى اتخطى الحمى سريعا مضت عشرة ايام هكذا اخبرتنى مريم الصغرى ..اصبحت ممرضتى تاتى مرتين فى اليوم صباحا ومساء لاطمئنان عليه بينما زارنى الطبيب مره واحدة بعد..كافحت اياما لاتذوق الطعام من جديد عاندت معدتى وعاندتنى حتى تغلبت عليها وصارت تهضم الطعام بينما تلك المراة التى كانت حملنى عوضا عن مريم الصغرى وتذهب وتجىء بى فى الغرفة حتى ان صباح ابدت الاحترام امامها خفت اسألهم حتى تلك اللحظة من تكون..فى قراره نفسى اعرفها بينما رفضت الاعتراف لاحدهم بمعرفتى حتى هى بذاتها ما تذكرتنى وما رايته صغيره ..وكان ذاكرتى المعلونة تتلاعب بى فتمحو صورة المراة فى حضن ابى وانا بعد شيطانه صغيرة تركض فى الظلام فى بيتنا الواسع بين اراضينا وبين المراة التى صرت ..تاتينا الصورة لتضرب اوصالى فأكاد افلت منها لكنها امراة قوية بما يكفى فتحملنى بقوة ذراعها عن السقوط..اتنهد فى ضعفى اتردد فى النظر الى عيناها بينما تجلسنى فى فراشى وتقترب من مريم الصغرى تتحسس ساقها ساله اياها ان تعود معها لغرفتها حتىتقوم بدهان ساقها بدوائها الخاص ليزيل الالم ..تربت على رأس مريم الصغرى كما لو كانت ابنتها اتطلع الى السماء التى تظهر فى شرفة الغرفةالواسعة على يمين فراشى ..مايحدث يفوق العقل..تذكرت ذلك الحلم اردت ان اعرف ما حصل لفيلمى هل علموا بامره هل شاهدوه..لم يتحدث اى منهم امامى بشأنه ..ما عادت مريم من جديد لزيارتى وكانها اكتفت بدور المنقذه القديسة لولاها لماتت صاحبتها كزانية لكننى لست تلك المراة لم انسيوما رغم حبى للومانا اننى زوجة خفت من يسوع والعذراء ..خفت من السقوط فى الخطيه .لكن حبى للتمثيل ليس خطيه..
مضى شهرا قبل ان اقف بمفردى جوار النافذةارتوى بنور الشمس بينما مريم الصغرى غافيه على احدى الارائك ..وقفت بلاحراك بينما دخلت زوجة ابى لتوقظنا تركتنى على شرودى للحظات وكنت اتجاهلها عامده .قالت استيقظت بسم الصليب تبدين بخير اليوم ايد يسوع شفتك ..حلم اختك مريم قد تحقق ..كنت ادرك انها تحاول اثاره فضولى عن ذلك الحلم لكننى استدرت لاعود الى فراشى وبمجرد جلوسى تنهدت وكاننا قطعت مسافة طويلة اركض..جف حلقى ..ربتت على كتفى لاتزالين ضعيفة سأتى بصينيه افطار شهى تعيدك كعود قويا لاينكسر..راقبتها تهدهد مريم الصغرى فى نومها تردد نتركها لتستيقظ بمفردها انها عنيده كابيها صدقينى رفضت ترك غرفتك رغم ان ساقيها تؤلمانها.تمتمت عنيده بينما تغلق الباب برفق..عنيده اتطلع الى مريم غافيه طفلة يسيل اللعاب عن فمها من جديد بعد ان مسحته زوجة ابى منذ قليل..متى كبرت يا صغيرة واصبحت عنيدة؟!