نساء فى مهب الريح



نيفين عاطف مشرقى
2020 / 12 / 18

هى جميلة ، عاشقة للحياة ، أحلامها تعانق عنان السماء ، منذ نعومة أظافرها لمع أمام عينها و فكرها أنها مخلوق وجد فى هذا الكون من أجل أن تتزوج و تنجب حتى تكتمل أنوثتها ، و لذا حاولت سعيا أن تزف تلك الاحلام المنشودة إلى أرض الواقع حتى ترضى افكار ملوثة لا يدفع أحد ثمنها سوى عمرها الذى سوف تهدره السنوات ، تميزت فى دراستها و تفوقت عن مثيلاتها ، و التحقت بمجال العمل الذى حققت فيه كارير متميز لإجتهادها و إتقانها أدق التفاصيل ، و فى رحلة نجاحها لم يفرقها حلم فارس الأحلام الذى حلمت به منذ أناملها إلى أن تحقق الحلم وصار حقيقة تسعد قلبها حيث لقاء الفارس الهمام الذى لا يشوبه عيبا كما ترأى لها ، وتمر السنوات وترزق بالبنات و البنين ليصبح عبء تربيتهم عائق يحول بينها و بين العمل و ليصبح ترك العمل ضرورة حتى ترعى أسرتها ، وتمر السنوات و يتبدد حال الفارس و تزداد الخلافات التى سرعان ما انتهت بالانفصال ، و فى غصون أيام. كان طليقها فص ملح ودأب ولم يترك لهم حقوق مالية ، و ماذا تفعل بعد أن تركت عملها فى منتصف الطريق و أصبحت اسرتها فى مهب الريح بلا عائد يسند دروبهم من السقوط ، وعادت تفكر كم كانت مخطئة حينما تنازلت عن استكمال طموحاتها لكى تفنى وقتها فى خدمة أسرتها ، عفوا و إرضاء رغبات و عادات متهالكة !! فكم نحن شغفاء بالحاضر و لكن جاهلين التفكير بالمستقبل الذى يستتر فى طيات عبائته ما يندى له الجبين !!!
نيفين عاطف مشرقى