أسباب وأعراض سرطان عنق الرحم



مصعب قاسم عزاوي
2020 / 12 / 27

تعريب فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع لملخص محاضرة قدمها الطبيب مصعب قاسم عزاوي باللغة الإنجليزية في المنتدى الثقافي في لندن.


أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم
دائما لا تكون أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم واضحة، ومن الممكن ألا تسبب الإصابة بسرطان عنق الرحم أي أعراض على الإطلاق حتى يصل السرطان إلى مرحلة متقدمة.

النزيف غير العادي
في معظم الحالات يكون النزيف المهبلي هو أول الأعراض الملحوظة في سرطان الرحم، وعادة ما يحدث هذا بعد ممارسة الجنس.
النزيف الذي يحدث من وقت لآخر غير أوقات الدورة الشهرية لا بد من اعتباره نزيفاً غير عادي، ويشمل هذا التوصيف النزيف بعد انقطاع دم الحيض (عند توقف الدورة الشهرية للمرأة).
عليكِ بزيارة طبيبك العام طلبا للاستشارة إذا تعرضت لأي نوع غير عادي من النزيف المهبلي.
الأعراض الأخرى
قد تشمل الأعراض الأخرى لسرطان عنق الرحم على ألم أو عدم راحة أثناء ممارسة الجنس وإفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
سرطان عنق الرحم في مرحلة متقدمة
إذا انتشر السرطان في رحمكِ وفي الأنسجة والأعضاء المحيطة فإنه يؤدي إلى مجموعة أخرى من الأعراض والتي قد تشتمل على:
• الإمساك
• وجود دم في البول (البيلة الدموية)
• فقدان السيطرة على المثانة (سلس البول)
• آلام العظام
• وجود ورم في أحد الساقين
• ألم شديد في الجانب أو في الظهر ناجم عن تورم في الكلى، له علاقة بحالة تسمى استسقاء الكلية.
• تغييرات في المثانة والأمعاء
• فقدان الوزن
• الإرهاق ونقص الطاقة

متى تسعين إلى طلب الاستشارة الطبية
عليك الاتصال بطبيبك العام إذا تعرضت لأي من:
• نزيف بعد ممارسة الجنس (نزيف بعد الجماع)
• نزيف في غير مواعيد الدورة الشهرية الطبيعية.
• نزيف جديد بعد انقطاع الحيض.
النزيف المهبلي هو أمر شائع جدا ويمكن أن يكون له مجموعة كبيرة من الأسباب، ولذلك فإنه بالضرورة لا يعني بأنك مصابة بسرطان عنق الرحم، وعلى الرغم من ذلك عادة ما يكون النزيف المهبلي من الأعراض التي تحتاج إلى الفحص من قبل الطبيب الخاص بك.

أسباب سرطان عنق الرحم
في معظم الحالات يكون سرطان عنق الرحم نتيجة لتغير في خلايا الحمض النووي الناجمة عن فيروس الورم الحليمي البشروي.
يبدأ السرطان بتغير في تركيبة الحمض النووي الذي يظهر في جميع خلايا الإنسان، ويزود الحمض النووي الخلايا بمجموعة أساسية من التعليمات بما في ذلك الموعد الذي تنمو فيه الخلايا وتتجدد.
عرف التغير في تركيبة الحمض النووي باسم التحول، وبإمكانه أن يغير التعليمات التي تتحكم في نمو الخلايا، الأمر الذي يعني أن الخلايا تستمر في النمو بدلاً من أن تتوقف عندما ينبغي عليها أن تتوقف، فإذا تجددت الخلايا بشكل غير متحكم فيه فإنها تنتج قطعة من الأنسجة تسمى ورماً.

فيروس الورم الحليمي البشروي
تحدث أكثر من 99% من حالات الورم الحليمي البشروي في النساء اللاتي قد أصبن من قبل بفيروس الورم الحليمي البشروي، وفيروس الورم الحليمي البشروي هو عبارة عن مجموعة من الفيروسات وليست فيروس واحد، فهناك أكثر من 100 نوع مختلفة من فيروسات الورم الحليمي البشروي، وينتشر فيروس الورم الحليمي البشروي أثناء الاتصال الجنسي وعند الأنواع الأخرى من النشاطات الجنسية (مثل الاتصال من الجلد إلى الجلد في الأعضاء الجنسية أو استخدام المداعبات الجنسية) ويعتقد أنه أمر شائع جداً، وتشير التقديرات إلى أن هناك 1 في كل 3 نساء يصبن بفيروس الورم الحليمي البشروي في غضون عامين من بدئهن لممارسة الجنس المنتظم، وأن ما يقرب من 4 من 5 نساء يصبن بالعدوى في مرحلة ما في حياتهم.
هناك بعض حالات فيروس الورم الحليمي البشروي لا يتسبب في أي أعراض ملحوظة ثم تمر الإصابة بدون علاج، وهناك أنواع أخرى من فيروس الورم الحليمي البشروي بإمكانه أن يتسبب في تشويه الأعضاء التناسلية، على الرغم من أن هذه الأنواع غير مرتبطة بزيادة خطر التسبب في عنق الرحم.
هناك ما يقرب من 15 نوع من فيروس الورم الحليمي البشروي لا يتم اعتبارهم ذوي درجة عالية من الخطورة بالنسبة لسرطان عنق الرحم، والنوعان المعروفان بأعلى درجة من الخطر هما فيروس الروم الحليمي 16، وفيروس الورم الحليمي 18، واللذان يتسببان فيما يقرب من 7 من كل 10 حالات مصابة بسرطان عنق الرحم.
ويعتقد بأن الأنواع الأخرى الأكثر خطورة من فيروس الورم الحليمي البشروي تحتوي على مادة جينية والتي من الممكن أن تمر في خلايا الرحم، وتبدأ هذه المادة في التشويش على الأعمال الطبيعية للخلايا، الأمر الذي يتسبب في جعل تلك الخلايا في النهاية تتجدد بشكل غير متحكم فيه، مما يؤدي إلى نمو الورم السرطاني.
بما أن معظم أنواع فيروس الورم الحليمي لا تتسبب في أي أعراض فأنت أو زوجتك من الممكن أن تكونا مصابين بالفيروس لمدة شهور أو أعوام بدون أن تعلما به.

أورام داخل بطانة عنق الرحم
عادة ما يأخذ سرطان عنق الرحم العديد من السنين ليتطور، وقبل أن يتطور فإن الخلايا الموجودة في الرحم غالباً ما تظهر تغيرات معروفة باسم أورام داخل بطانة عنق الرحم أو بشكل أقل شيوعاً باسم أورام داخل بطانة الغدد.
وكلا من أورام داخل بطانة عنق الرحم والأورام داخل بطانة الغدد هي حالات ما قبل سرطانية، ولا تشكل الحالات الما قبل سرطانية خطراً مباشراً على صحة الإنسان، ولكنها من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان في المستقبل.
وعلى الرغم من ذلك إذا أصبت بأورام داخل بطانة عنق الرحم وبالأورام داخل بطانة الغدد فإن فرص تطور هذا للإصابة بسرطان عنق الرحم ضئيلة جداً وإذا تم الاكتشاف عن وجود تغيرات أثناء مسح الرحم فإن العلاج يكون ناجحاً بشكل كبير، وفي الغالبية المطلق من الحالات.
وتطور المرض من الإصابة بفيروس الورم الحليمي إلى الإصابة بأورام داخل بطانة عنق الرحم والأورام داخل بطانة الغدد ثم الإصابة بسرطان عنق الرحم بعد ذلك هو أمر ضئيل جداً، وغالباً ما يأخذ من 10 إلى 20 عاماً.

عومل زيادة الخطر
إن الحقيقة هي أن الإصابة بفيروس الورم الحليمي أمر شائع، ولكن معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم تشي بأنه ليس هناك سوى نسبة صغيرة جداً من النساء عرضة لآثار عدوى فيروس الورم الحليمي البشروي، وهناك عوامل خطيرة إضافية تؤثر على فرصة إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم: وتشتمل هذه على:
• التدخين: النساء اللاتي يدخن هن أكثر احتمالية بمقدار الضعف للإصابة بسرطان عنق الرحم أكثر من النساء الأخريات اللاتي لا يدخن، ومن الممكن أن يكون هذا ناتجا عن التأثيرات الضارة للمواد الكيميائية الموجودة في التبغ على خلايا الرحم.
• ضعف جهاز المناعة: من الممكن أن يحدث هذا نتيجة لأخذ أدوية معينة مثل مثبطات المناعة، والتي تستخدم لعلاج بعض الأمراض مثل الأمراض المناعية الذاتية.
• تناول حبوب منع الحمل ووسائل منع الحمل عن طريق الفم لأكثر من خمس سنوات: حيث أن النساء اللائي يتناولن حبوب منع الحمل يعتقد بأنهن معرضات بمقدار الضعف لمخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم أكثر من غيرهن من اللائي لا يتناولن على الرغم من أن السبب غير واضح في هذا.
• الإنجاب من قبل: فكلما كان لديك أطفال أكثر كلما كان الخطر أعظم، والنساء اللائي لديهن طفلان معرضات للإصابة بسرطان عنق الرحم بمقدار الضعف مقارنة بالنساء اللاتي لم ينجبن أي أطفال. والسبب وراء الربط بين سرطان عنق الرحم وبين الولادة غير واضح، وهناك نظرية وهي أن التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل قد تجعل الرحم أكثر عرضة لتأثيرات فيروس الورم الحليمي البشروي.

انتشار سرطان عنق الرحم
إذا لم يتم تشخيص ومعالجة سرطان عنق الرحم فإنه سوف ينتشر ببطء في الرحم وفي الأنسجة وفي أعضاء الجسم المحيطة، ويستطيع السرطان أن ينتشر لأسفل إلى المهبل وإلى العضلات المحيطة التي تدعم عظام الحوض، ويمكن أيضاً أن ينتشر لأعلى السبيل البولي التناسلي مع عرقلة الأنبوب الذي يمتد من الكليتين إلى المثانة (الحالب).
وبعد ذلك يستطيع السرطان أن ينتشر إلى المثانة والدبر، وفي نهاية المطاف إلى الكبد، والعظام والرئتين، كما أن الخلايا السرطانية بإمكانها أن تنشر من خلال الجهاز اللمفاوي لديك، وهذا الجهاز اللمفاوي هو عبارة عن سلسلة من العقد (الغدد) وقنوات تنتشر في الجسم في طريق مشابه لنظام الدورة الدموية.
وتنتج العقد اللمفاوية العديد من الخلايا الخاصة التي يحتاج إليها جهاز المناعة لديك لأجل الدفاع الطبيعي للجسم ضد العدوى والمرض، فإذا كان لديك إصابة بسرطان عنق الرحم فإن العقد في المغبن والمنطقة الإربية وفي رقبتك أو تحت الإبطين من الممكن أن تصبح منتفخة.
في بعض الحالات في بداية سرطان عنق الرحم تحتوي الغدد اللمفاوية القريبة من عنق الرحم على خلايا سرطانية، وفي بعض الحالات المتقدمة من سرطان عنق الرحم من الممكن أن تتأثر الغدد اللمفاوية في الصدر والبطن أيضاً.

*****

لقراءة النص الأصلي باللغة الإنجليزية لملخص محاضرة الطبيب مصعب قاسم عزاوي على موقع الحوار المتمدن يمكنكم مراجعة الرابط التالي:

https://m.ahewar.org/enindex.asp?u=Mousab%20Kassem%20Azzawi