التحرش الجنسي في الجامعات والمدارس في العراق ظاهرة لابد من معالجتها



سوسن شاكر مجيد
2021 / 1 / 1

تعد ظاهرة التحرش الجنسي من الظواهر السلبية الموجودة بين الأوساط الجامعية، وانها تتنافى مع الحرية الأكاديمية وآداب المهنة والأخلاق. وأخذت هذه الظاهرة بالأزدياد في الجامعات والمدارس بشكل ملفت للنظر تحت ذرائع الرقي، والمساواة، والتحرر، والحضارة.
كما ان الظاهرة اتسعت لتدخل داخل الفضاء الأداري للمؤسسات الجامعية وحتى وزارات الدولة واها تعد حلقة من حلقات الفساد بكل أصنافه .
وتحول نفوذ المنصب الى نوع من المقايضة والمتاجرة في المناصب والترقيات والتنقلات والايفادات الرسمية، واستخدم المنصب كأسلوب من اساليب التغرير أو الترهيب والترويع للطالبات أو عضوات هيئات التدريس او حتى بالتراضي الوهمي من اجل الوصول الى الأشباع واللذة الجنسية.
ان التحرش الجنسي في الجامعات والمدارس تعددت اشكاله وصوره اليوم ، فمنه التحرش غير الكلامي مثل الالحاح بالنظر، والتلميحات الجسدية، والتقاط الصور عبر الموبايل وغيرها. او التحرش الجنسي الكلامي المتمثل بالغزل والاغواء والأثارة ، والتعليقات الجنسية المشينة ، وطرح الأسئلة الجنسية، والنكات البذيئة ، والإلحاح في طلب اللقاء، ومن ثم يتطور الأمر الى هتك العرض ، والزنا، والأغتصاب.
ومن خلال خبرتي في العمل التدريسي لم تسلم اية طالبة أو عضوة هيئة تدريس من التحرش الجنسي وبالأخص من رؤوساء الأقسام ، ومسؤولي الشؤون الأدارية في الكليات والجامعات وحتى الوزارة.
ولعل من الأسباب الرئيسة التي تدعو الى التحرش الجنسي داخل الجامعات والمدارس هي:
1- عدم وجود الرادع القانوني والأداري للمتحرشين والسكوت عن الظاهرة يشجع الآخرين على ممارسة التحرش وأمام انظار الجميع.
2- النظرة الدونية او السلبية للرجل تجاه المرأة تجعلهم يتعاملون معها كسلعة رخيصة.
3- الانحلال الاخلاقي والقيمي والتفكك الأسري.
4- ازدحام القاعات الدراسية والنوادي والمطاعم وعدم وجود الفضاءات الواسعة في الجامعات والكليات ودوائر الدولة تتيح الفرصة للمتحرشين في ممارسة سلوكهم المنحرف.
5- انتشار وسائل الإعلام الرخيصة والأفلام الإباحية والدخول على مواقع الانترنت .
6- الحالات المرضية والنفسية الشاذة لبعض الطلاب والمسئولين
7- خوف المرأة من التحدث عن الواقعة الأمر الذي يغري الرجال الى القيام بهذا الفعل باستمرار.
وبناءا على ماتقدم ومن اجل معالجة الظاهرة اقترح مايلي:
1- تقديم برامج التوعية والتثقيف للطلاب والطالبات والمسؤولين عن التحرش الجنسي واساليب ردعه
2- ان تعمل المؤسسات التربوية والجامعية على نشر القواعد السلوكية المهنية والاخلاقية التي ينبغي ان يتحلى بها الجميع وان اي خرق لها يعد تهديدا للحرية الأكاديمية واعتبار التحرش الجنسي والاكراه الجنسي خرقا لقواعد السلوك ينبغي اتخاذ الإجراءات الرادعة وتوفير المحاكمة العادلة للمتهمين.
3- تشجيع الطالبات وعضوات هيئة التدريس اللواتي يقعن ضحية التحرش الجنسي من تقديم الشكاوى الى ( وحدة الارشاد التربوي والنفسي في الكلية) من اجل معالجة المشكلة تربويا وبسرية تامة
4- ان تتم عملية معالجة الشكوى بين الطرفين بسرية وعدم استخدام اي شيء مكتوب من اجل تلافي عملية الملاحقة المستقبلية
5- في حالة عدم التوصل الى حل مرضي لكلا الطرفين تفرض على الجاني العقوبات التأديبية.
6- انشاء وحدة حقوق الانسان داخل كل كلية من اجل توعية المرأة بحقوقها القانونية وعدم التنازل عن اي حق من حقوقها.
7- توعية الاسرة باهمية مراقبة الابناء والتنبيه حول السلوكيات غير السليمة بشكل غير مباشر
8- نشر الثقافة الجنسية في المناهج التعليمية .
9- اصدار النشرات والملصقات والكتيبات الخاصة عن التحرش الجنسي
10- تنمية الوازع الديني والاخلاقي من خلال الخطب الدينية في المساجد والجوامع واستثمار القنوات الفضائية والوسائل المسموعة والمرئية.
11- إقامة مؤتمر لمعالجة المشكلة بالتنسيق مابين ( وزارة المرأة، ووزارة الشباب، والتربية، والتعليم العالي، والعدل وغيرها).
12- استثمار طاقات كلا الجنسين من خلال اقامة المسابقات الثقافية والفنية والرياضية والعلمية وغيرها في الجامعات والمدارس واعتبار الاختلاط الجنسي حق مشروع مبني على الاحترام والتمسك القيمي والأخلاقي.