واقع الزواج المتاخر في العراق والمعالجات



سوسن شاكر مجيد
2021 / 1 / 1

اولا: مقدمة:
تعد ظاهرة التأخر في سن الزواج من الظواهر ألأجتماعية التي تؤثر في المجتمع من الناحية السلبية لما لها من نتائج وخيمة على نفسية الشباب وعلى المجتمع بأكمله ، ذلك ان تاخر الزواج لايخص النساء وحدهن ولا المتاخرات بالزواج بالذات بل يخص المجتمع ككل سواء كانت هذه ألأخطار والآثار نفسية ام اجتماعية ام اقتصادية ام اخلاقية ام سلوكية ولاسيما في هذا الوقت التي كثرت فيها توافر السبل المنحرفة لقضاء الشهوات وارتفاع نسبة الفساد الاخلاقي بسبب دخول الانترنت وماتبثه القنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية .
ان ظاهرة تأخر سن الزواج بين الشباب ارتفعت بشكل ملحوظ في المجتمع العراقي وقد جاءت هذه الظاهرة نتيجة لتفاعل العوامل الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والنفسية وتعد العوامل الاقتصادية من اهم الاسباب التي تتجلى بالأساس في البطالة التي تحول دون حصول الشباب على الاستقلال الأقتصادي الذي يستطيع من خلاله ضمان دخل يمكنه من تحمل مسؤولية الزواج ، والعوامل الأجتماعية تتمثل في تجاهل الأسر للظروف الأقتصادية حيث تطالب الشاب بمطالب يعجز عن تلبيتها في ظل الظروف الراهنة مثل المغالاة في المهور ، والتزام الترتيب بين ألآبناء في سلم الزواج ، أو جشع وطمع بعض اولياء الفتيات كل ذلك تحول دون تحقيق الزواج، والمفاخرة والترف في جهاز العروس والمباهاة في اقامة الأفراح في الصالات والفنادق الفارهة هذه الظروف الضاغطة والقاهرة جعلت الشباب يفكر بتأخير سن الزواج والتفكير ببدائل غير مشروعة مثل ( الزواج العرفي، وزواج المتعة، والأنحراف الجنسي غير المشروع ...وغيرها) ، واصبحت هذه الظاهرة مرضية ومنتشرة في المجتمع بشكل ملحوظ واصبحت تستدعي الدراسة واستقصاء واقعها وحجمها واسبابها وآثارها والبحث عن السبل لمعالجتها.

ان الباحثة ستقوم بمتابعة وتشخيص واقع الزواج المتأخر في بعض محافظات العراق من خلال الأطلاع على البحوث والدراسات المنجزة من قبل الجامعات العراقية في هذا المجال .
ثانيا: اهداف الدراسة:
1- التعرف على واقع الزواج المتأخر في بعض محافظات العراق كما شخصتها البحوث والدراسات في الجامعات العراقية.
2- التعرف على البحوث المنجزة في هذا المجال من اجل معالجة المشكلة
3- وضع المقترحات للأصلاح والمعالجة.
ثالثا: حدود الدراسة:
عثرت الباحثة على (8) ابحاث ودراسة صادرة عن الجامعات العراقية المنجزة والتي تم فيها تشخيص واقع الزواج المتأخر في بعض محافظات العراق
رابعا: المنهجية المتبعة:
اجرت الباحثة عملية تحليل المحتوى للأبحاث والدراسات الصادرة عن الجامعات العراقية فيما يتعلق بواقع الزواج المتأخر في بعض محافظات العراق وتم تبويب اوجه الخلل وفق ثلاثة محاور وهي:
1- واقع الزواج المتأخر في بعض محافظات العراق.
2- اهم الدراسات والبحوث المنجزة في العراقية لمعالجة المشكلة
3- المقترحات للأصلاح والمعالجة.

خامسا: النتائج:
1- واقع الزواج المتأخر في بعض محافظات العراق
بينت الدراسات والبحوث المنجزة من قبل الجامعات العراقية الى واقع الزواج المتأخر في بعض محافظات العراق وهي مايلي:
الأسباب الأجتماعية والنفسية:
• بعض العادات والتقاليد الأجتماعية القبلية السائدة
• فرض ابن العم على ابنة العم اجبارا واكراها فلا يحق لها ان تتزوج غيره في حالة وجوده
• تحريم الاختلاط بين الجنسين قبل وبعد الزواج
• سيطرة الشعور بالخوف من الفشل في تجربة الزواج
• غيرة الرجال من نجاح المرأة دراسيا
• شيوع الثقافة التي تحدد الزواج من الطبقة ألأجتماعية الواحدة
• تخوف بعض الفتيات على حريتهن الشخصية من قيود الزواج
• الخوف من عدم التوافق في الزواج
• تجارب الحب الفاشلة التي يمر بها الشباب
• عدم وجود الرغبة في تحمل مسؤولية الأسرة والأطفال
• معاناة الشابات من قلق المستقبل والتفكير بالزواج عندما لايجدون الزوج المناسب بعد تلك السنوات التي تم قضاؤها في الدراسة.
• الالتزام بالعادات التي تخالف الشريعة الاسلامية
• تهرب الشاب او الشابة من المسؤولية العائلية
• ضعف الوازع الديني لدى الشباب
• ان منادة المرأة المتأخر سن زواجها بالعانس يشعرها شعورا سلبيا
• الخوف من عدم التوفيق في متطلبات الزواج لدى الفتيات
• اشتراط الفتاة لمواصفات خيالية في الزوج.
• غلاء المهور ادى الى اختطاف الفتيات والتزويج بهن من الشباب دون رضاهن
• العوامل الطبقية والطائفية
• رغبة الفتيات في سكن مستقل خوفا من المشكلات التي تحصل مع اهل الزوج
• الضغوط ألأجتماعية ادت الى زيادة عدد العزاب نساءا ورجالا
الأسباب الأقتصادية:
• ان انخفاض الدخل وانتشار البطالة وعدم توفر فرص العمل سبب في عزوف الشباب عن الزواج
• ارتفاع ألأيجارات وتأثيث المنزل
• استيلاء بعض الآباء على رواتب بناتهم العاملات
• استقرار المرأة اقتصاديا والعيش مع افراد عائلتها في مسكن خاص بها.
• عدم تسهيل نفقات الزواج على المتقدم للزواج سواء بقلة المهر او الآثاث او المسكن
• عدم اقدام الحكومة على خطوات جدية لتسهيل الزواج للتخفيف عن كاهل الزوج
• ضعف اتجاه الرجل عن الزواج بالمرأة العاملة
• تاكيد بعض الفتيات على مستلزمات الزفاف الباهظة التكاليف
• الهجرة الداخلية والخارجية فعدد المهاجرين الذكور يزيد على عدد المهاجرات
• عدم رغبة المرأة بترك العمل بعد الزواج
الأسباب ألأسرية
• السمعة وشرف البنت وعائلتها
• عوامل اجتماعية تتعلق بفارق السن بين الرجل والمرأة
• امتناع بعض الآباء من تزويج بناتهن بحجة تسلسلهن حسب العمر
• تخوف بعض الفتيات اللواتي من امهات مطلقات او من امهات غير متوازنات في علاقاتهن الزوجية من تكرار هذه الخبرة معها
• اجبار بعض الآباء بناتهن على الزواج من اشخاص دون رغباتهن
• ارتفاع تكاليف الزواج وكثرة مطاليب الحياة الأسرية
• ندرة التقاء الشباب والشابات بوجود الأهل وندرة المناسبات العائلية والاجتماعية
• لازال الزواج يجرى بناء على رضا ام الشاب ورغبتها
• ان متطلبات ألأهل كثيرة ومنها غلاء المهور
• معاناة المرأة من ضغوطات الأهل والمجتمع بسبب تأخر سن زواجها
• ان العزوف عن الزواج ادى الى نزوع الشباب نحو الفاحشة وجعل العلاقات ألأسرية وألأجتماعية متوترة وغير مستقرة نفسيا واجتماعيا ودينيا
• التزام الترتيب بين الأخوات اي تزويج الأخوات الأكبر سنا ثم ألأصغر
• عدم تقدم عريس مناسب من الناحية ألأجتماعية
• الأعباء ألأسرية التي تقع على كاهل الفتاة والتي تصبح مسؤولة عن عائلتها واعالتهم مما يدفعها لعدم التفكير في الزواج .
• تدخل ألأهل في اختيار الزوج لبناتهن يساهم في تأخر سن الزواج
• رفض الأسرة بارتباط الفتاة بالرجل الذي ترغب به ومحاولتهم اجبارها على الارتباط بمن يرونه مناسبا من وجهة نظرهم
• المشكلات الأسرية بسبب العلاقة غير المنسجمة بين الوالدين ولفترة طويلة تجعلهم من التخوف من تكرار التجربة
• تدخلات اسرة الشاب في وضع مواصفات زوجة المستقبل

الأسباب الأخلاقية والثقافية:
• انتشار ظاهرة الزنا في اوساط الشباب
• ان غلاء المهور ادى الى انتشار ظاهرة الزواج العرفي.
• العوامل الثقافية والتعليمية وقلة فرص الزواج بالنسبة للمرأة المتعلمة والعاملة
• عدم قيام منظمات المجتمع المدني والعلماء والمثقفين بحملات لمحاربة ظاهرة العنوسة
• انشغال بعض الفتيات بالدراسة على حساب الزواج مبكرا
• تأثير الأغاني العاطفية المعروضة في القنوات الفضائية على الشاب والشابة وتجعلهم يرسمون صورة مثالية للشريك ( الزوج والزوجة)
• شيوع بعض العلاقات غير الشرعية بين الشباب والشابات
• تطلع بعض الشباب للزواج من عربيات او اجنبيات
• التحلل الاخلاقي والقيمي واتباع الطرق غير المشروعة لاشباع الرغبات والحاجات الجنسية
الأسباب الصحية:
• ان تأخر سن الزواج هو خسارة في انجاب ألأطفال لأن المرأة لها عمر محدد للأنجاب
• حدوث مضاعفات خطيرة عند تاخر الامومة
• ان تأخر الزواج بالنسبة للأناث كان عامل مؤثرا كأحد اسباب الخطورة والوفيات للنساء في ألأمومة المتأخرة.
• كثرة الشباب والشابات المصابين بالأمراض النفسية والمعوقين بسبب الحروب والعوامل السياسية
المقترحات للمعالجة والأصلاح
1. تنظيم الزواج الجماعي من قبل هيئات الأوقاف ( الشيعي، السني، المسيحي) والمنظمات غير الحكومية للحد من الآثار السلبية لتأخر سن الزواج لدى الشباب.
2. الأهتمام بأنشاء مراكز ألارشاد الأسري والزواجي الأمر الذي يسهم في حل المشكلات المتعلقة بالزواج وتكوين الأسرة.
3. تنظيم الندوات والمحاضرات للتوعية بمفهوم الديانات عن الزواج وضرورة تسهيله باعتبار الزواج رابطة اسرية وليست صفقة تجارية
4. تشجيع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والمصارف على تقديم المساعدات المالية والقروض الخالية من الفوائد لدعم الراغبين في الزواج
5. مساهمة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بتوعية المجتمع العراقي بحجم هذه الظاهرة وشيوعها ومضارها على الشباب والشابات ونبذ الزواج العرفي والعلاقات غير الشرعية.
6. توفير فرص العمل للشباب كي يتمكنوا من الصمود امام غلاء المعيشة
7. حث المسؤولين في الدولة في القضاء على البطالة وزيادة دخول الشباب ليتسنى لهم الزواج واعانة الشباب عن طريق تقديم التسهيلات بالحصول على السلع المعمرة بأسعار مناسبة او بالأقساط
8. حث الدولة على بناء الوحدات السكنية ذات المواصفات القياسية وتاجيرها للمتزوجين حديثا.
9. عمل برامج توعية لكلا الجنسين على حد سواء باهمية الزواج للحد من الانحرافات السلوكية والمحافظة على كيان المجتمع
10. عدم المغالاة في المهور وتكاليف الزواج
11. تعريف الشباب واهاليهم بمخاطر التاخر في سن الزواج ( الصحية والأجتماعية وألأنسانية) وتاثيرها السلبي على الفرد وألأسرة والمجتمع.
12. منح القروض للزوجين الشابين طويلة الامد لتمكينهما من تاسيس حياتهما الاسرية بعيدا عن الضغوط الاقتصادية
13. التشجيع في انشاء صندوق زواج الشباب التعاوني من قبل منظمات المجتمع المدني وهيئات ألأوقاف الدينية من اجل تيسير الزواج للشباب.
14. تشجيع الزواج بالشباب المتقاربين سنا وليس بمن هم اصغر منهم عمرا بعدة سنوات .
15. تشجيع رجال الأعمال والميسورين على توفير المساعدات المالية في تكاليف الزواج.
16. تقديم الرعاية النفسية والأجتماعية للشباب المتأخرين في الزواج خاصة اذا ما تعرضوا لمشكلات مادية او نفسية او اجتماعية مع مراعاة مشاعرهم وعدم تجريحها بالتصريح او التلميح.