أين العفة من الطلاق الغيابى ؟



سلوى فاروق رمضان
2021 / 1 / 3

ظاهرة إرتفاع نسبة الطلاق تثير إهتمام المجتمع ودوما نسمع التخوفات التى تثيرها زيادة نسبة الطلاق ,الحقيقة أنا أرى أن التخوف الحقيقى ليس فى الطلاق ولكن فى المشاكل التى تجعل الناس تفضل الطلاق عن الحياة الزوجية , فالطلاق هو المتنفس الوحيد من الضغوط للنساء فى بعض الأحيان ولاسيما لو عرفنا أن معظم من يطلب الطلاق هو النساء , فالرجال أقل اللجوء إلى الطلاق ,هذه الحقيقة لا تعنى أن الرجال يحافظون على بيوتهم أكثر من النساء بل تعنى أن الزواج بقوانينه ومنظومته الإجتماعية هو قائم لمصلحة الرجال على حساب مصلحة النساء بل هو يلبى حتى فوضاهم الجنسية إن أرادوا فالمرأة معنفه فى البيت أو مخانه ( سواء بإستخدام الشرع أو بدون ) أو واقعه تحت ضغط إساءة المعاملة من الزوج وأهله , يكفى أن نمر على الإحصائيات لنعلم مدى تعنيف النساء فى بيوتهن ,لذلك يعد الطلاق هو الخلاص بالنسبة لكثير من النساء ,لا أنكر وجود رجال يعانون فى البيت وتستحيل سعادتهم مع زوجاتهم ولكن ما يهمنى هنا فى قضية النساء أن ظلمهن يحدث بمباركة القانون والمجتمع ورجال الدين , فالخيانة للرجل مشروعة رغم أنف إنسانية النساء فالخيانة المشرعنة أو التهديد بها أصبح بمثابة المكافئة للمرأة بعد صبر على عسر حال الرجل , فعذرا لرجال الدين المرأة لم تخلق ديوثة لتستحمل الخيانة ولا تستحمل الإهانة ولا الضرب لإذلالها وكسر كبريائها ,فالحرة لا يكسر كبريائها .بدلا من أن نوجهه نظرنا للزاوية الخطأ وهى أن نعتقد أن الطلاق مشكلة علينا بدلا من ذلك أن نوجهه وجهنا إلى ما تعانيه النساء ,لذلك تفضل الطلاق عن الإستمرار فى الحياة الزوجية ولا سيما أن الطلاق ليس رفاهية بل هو رحلة شاقة من أول طلب الطلاق والإذلال أمام الزوج ليوافق إلى اللجوء إلى المحاكم والمحامين إلى أن تحصل على الطلاق وتتعرض لتنمر من المجتمع كإمرأ مطلقة مباحة للجميع ,كيف أختارت كل ذلك على أن تستمر فى الزواج , لا يعنى هذا إلا أن الزواج كان لها أكثر جحيما من الطلاق ,كما أن رأس الحكمة أن تسمى الأمور بمسمياتها فرأس الحكمة أيضا ان نوجهه نظرنا إلى المشكله الحقيقية وهو ( ما تعانيه النساء وليس الخلاص الذى إسمه طلاق ) وإلا كان هذا هو الحول الإدراكى بعينه .
الأصوات التى تعلوا وتوجهه نظرنا إلى مخاطر الطلاق وتحاول تمرر إلى العقل الجمعى أن للحفاظ على الأسرة يجب أن نمنع قانون الخلع لا أعتقد بها أى حسن نية ,لإن هذه الأصوات رأت أن الخلع مشكلة ولكن يا سبحان الله لم تر الطلاق الشفهى مشكلة ولا الطلاق الغيابى مشكلة ؛ الطلاق الشفهى الذى يتفوه به الزوج بمجرد غضبه لإن فريقه خسر, هذا ليس مشكلة .
الطلاق الغيابى الذى تطلق فيه الزوجة بدون علمها !وتراجع بدون موافقتها وتقهر على الرجوع حتى لو لم تريد ,إمعانا فى إذلالها , فالنتخيل إمرأه لا تعلم موقفها فى العلاقة لإن الأمر بيد الزوج وحده لا شريك له وهى أسيره له ، إمرأه ممكن أن يطلقها زوجها ويعاشرها دون أن تدرى إنه لم يعد زوجا لها !أين العفة هنا يا أصحاب الفضيلة من كل هذا الإستعباد ؟ يا من منعتوا النساء من التعليم خوفا عالعفة يا من منعتوا النساء من دخول الجامعة بحجة العفة ؟ يا من منعتوا النساء من العمل بحجة العفة ! أين العفة من الطلاق الغيابى ؟يا من كفنتم النساء بالحجاب والنقاب بسبب العفة أين العفة ؟ لو كنتم تهتمون بالعفة فعلا كما تدعون كنتم واجهتم هذا الإستعباد ولكن العفة لا تذكر إلا للحد من حرية النساء وإستعبادهن بإسمها أما الذكوريين فلهم الحق الأبدى فى الكيد