الحركة الشيوعيّة في تونس و المرأة



سفيان بوزيد
2021 / 1 / 4

إن المرأة التونسية بإعتبارها شريكا فاعلا في المجتمع التونسي رغم الحيف و الظلم التي عاشته كنتيجة طبيعية لواقع من بنى تحتية و فوقية متخلفة إلا أنها بفضل عزمها و نضاليتها العالية حققت العديد من المكاسب التي كانت حكرا على الرجل كالتعليم و العمل و ليس بهبة من "المجاهد الأكبر:الحبيب بورقيبة" أو من "صانع التغيير:زين العابدين بن علي"كما كنا نسمع من خطابتهما الكاذبة و المضللة.
إن النظرية الشيوعية تعتبر أن قضية تحرير المرأة هي قضية تاريخية بالمفهوم العام لسيرورة تحرر المرأة منذ أمد طويل أي أنها ذات بعد سياسي، إقتصادي،إجتماعي،ثقافي...فهي لا تمس المرأة فقط بل المجتمع بأكمله على إعتبار أن تجهيل المرأة الممنهج لا ينعكس فقط عليها بل على النواة الأولى للمجتمع:العائلة(الأطفال:جيل المستقبل،الرجل...) و كنتيجة مباشرة يقود إلى تخلف المجتمع كله وهو فعلا ماقامت بها قوى الرجعية العربية بتزكية من الإستعمار الغربي و بمعية الدين الذي وظف بصفة مركزة نحو المرأة.
إن الهدف الرئيسي من تحرير المرأة التونسية هو القطع مع الخرافة الساذجة والأفكار الغيبية و التيارات الظلامية(كالحركات السلفية الرجعية،أو بعض تيارات" الإسلام السياسي" الملتحفة بغطاء الدين) التي إعتبرتها متاعا للذة من أجل قتل الفراغ و الملل و تصريف الطاقة المعطلة،أكثر من ذلك فالعرب إعتبروها عارا وقاموا بوأد الرضع من جنس الأنثى و كائنا ناقصا دون الإعتماد على أي دليل عملي علمي أو نفسي فالعلم البيولوجي أو الفيسيولوجي أو التشريح لم يثبت أن المرأة أقل عقلا أو جسدا أو نفسا من رفيقها الرجل و العمل على إثراء المجتمع بشخصية النساء التقدمية المناضلة بحرية الفكر،العمل الخلاق،المساواة الفعلية بين الجنسين عبر التعاون البناء مع الرجل و ربط أواصر التواصل و فعل النقد البناء لينمو المجتمع و يتطور في مناخ سليم و صحي.
إن الحركة الشيوعية الثورية بتونس في تحليلها لقوى الصراع الطبقي ضد الإستغلال و الظلم فهي تعتبر أن قضية تحرير المرأة ليس حكرا علىيها فقط بل هي قضية أساسية تهم أيضا الرجل و عليه أن يسخر قواه التقدمية في سبيل تحقيق العدالة التاريخية للمرأة،فعلى المرأة و الرجل أن يوحدا نضالهما و خطواتهما حتى إستكمال المهام النهائية لقضيتهما المبدئية تحت راية الحركات الشيوعية التقدمية التي ستأطر و توجه هذا الصراع ضد بنى التخلف الرأسمالي و الإستبداد والإرهاب الممنهج ضد المرأة و الرجل.
لقد قدم التراث الماركسي أفقا جديدا للمرأة أينما ستحقق ذاتها و تفرض إرادتها محققة بناءا لمجتمع متقدم،إنساني القيم.
إن التاريخ مد و جزر و قد شهد الناس جزره،فحتما سيشهدون مده.
عاشت المرأة التونسية ثورية مناضلة تقدمية.