-وراء كل امرأة فاشلة رجل-



هند الصنعاني
2021 / 1 / 8

وراء كل رجل عظيم امرأة، شعار رفعه العديد من المجتمعات و منحت وسام الذكاء و الصبر و الحنكة للمرأة التي تهيء للرجل كل تداعيات النجاح ليلمع في مجتمعه و يصبح ذو مكانة قيمة، هذا الشعار هو بمثابة " السم في العسل" هو فخ يقدم للمرأة و يجعلها تحتل المرتبة التانية بعد الرجل الذي يجب أن يكون دائما في المقدمة اما هي يجب ان تكون في الخلف و يقتصر دورها فقط على تقديم العظماء الى المجتمع.
بهذه المقولة أراد المجتمع ان يمحو شخصية المرأة و يحجب عظمتها، لكن أظن أن من هو اقل عظمة على حسب قولهم، من المستحيل أن يقدم شيئا الى من هو أكثر عظمة و إلا تكون فلسفة خاطئة.
لو عكسنا المقولة " وراء كل امرأة عظيمة رجل" ، الشعار هنا يفقد مصداقيته و يتحول إلى مجاملة غير مقنعة في هذا الزمن، فالاقلية من الرجال لا يهدفون الى نجاح المرأة أو يهيؤون لها تداعيات النجاح كما تفعل هي، بل بالعكس ستجد أن وراء كل امرأة فاشلة رجل هو الذي ساهم بقدر كبير في فشلها لأسباب أو لأخرى.
وراء كل امرأة فاشلة، رجل حاول هز ثقتها بنفسها تعمد الاستهزاء بأحلامها، رجل مؤذي بالقول و الفعل، رجل حاول كسرها و قتل عزة نفسها، رجل حاول إخفاء عقده النفسية على حسابها، رجل حاول شدها إلى الأسفل بحجة أنه ذلك الشرقي الذي تحكمه التقاليد و الأعراف، هو ذلك الرجل الذي يضع مبدأ " المركب التي لها ريسين تغرق" و نسي قول الله تعالى" و أمرهم شورى بينهم".
المرأة الوحيدة التي باستطاعتها ان تجعل من المقولة " وراء كل عظيم إمرأة " شعارا حقيقيا و صحيحا، فقط عندما تختار الرجل الصحيح، الرجل الذي تربى في بيت يقدس المرأة و يعلي من شأنها، عندما تختار شريكا للحياة و ليس زوجا فقط، عندما تختار الرجل الذي يؤمن لها الحياة نفسيا قبل ماديا، عندما تختار الرجل الواضح و الصريح، عندما تبتعد عن الرجل المضطهد فإنه سيعوض نقصه على من هو الأضعف منه جسديا و نفسيا، عندما تبتعد عمن رفضه العقل من اول وهلة، عندما تختار الرجل " المداح" الذي يمدح جمالها و عقلها، عندما تملأ فراغها فالفراغ العدو الأول للمرأة، عندما لا تخشى الفشل فالفشل في بعض الأحيان يكون بداية نجاح.
كل امرأة عظيمة وراء عظمتها و نجاحها طموحها، كبرياءها، صبرها، ذكاءها و قوة شخصيتها التي تحفزها للوصول الى القمة، من النساء العظيمات كليوباترا كانت رمزا للقوة و التحدي لكن من كان وراءها أقل ما يقال عنهم عشاق ضعفاء.
النجاح ليس بالضرورة أن تصل المرأة الى المراكز العليا كالوزيرة و الحاكمة او غيرها، النجاح ان تمتهن ما تحب و تبدع فيه مهما كان بسيطا يكفي أن يكون سببا لسعادتها.