الحب يحتاج صدراً شامخاً لا عضلات



روزا سيناترا
2021 / 1 / 15

أحبُّني وأنا عائمة فوق ورقة وعاريةً بنوري واضحاً في عين العتمة، نهداي يلمعان وعقلي يفكر ..
في الحقيقة لا أفكر جيداً وانا مرتدية لكل ملابسي ولا أكتب كل مائي فوق صفيح ساخن الا اذا خلعتُ ثيابي ولا اتذكر انني نمتُ الا عارية منذ سنوات والموضوع لا علاقة له لا بالحلال ولا الحرام ولا المسموح ولا الممنوع ولا العيب ، فأسخف شيء قد افكر فيه الآن هو ان انال الرضا او العفو او السماح من أحد فالموضوع أبسط بكثير من تعقيدات البشر..
هي تجربة التوحد مع الطبيعة، هي ان تكون نقياً واضحاً وشفافا دون اقنعة والكتابة تحديدا فعل حب وممارسة شبق لا علاقة لها بالحفلات التنكرية في الفراش او حتى في خيالك ،ان تكتب يعني ان تتجرد من كل شيء حتى من الإيجو أو الخوف !
الكتابة مسافة أمان وأوان ورد.
وأن تكون بأقل قدر من الملابس بحسب فلسفة غاندي هو ان تكون شخصاً بسيطاً وعفوياً وليست مشكلتي ان تكون محروماً او مكبوتاً جنسياً لمجرد انك شاهدت جزء من جسد امرأة فثار غلّك وأوجعتك اعضاؤك، ببساطة اذهب وارتبط او تزوج أو ادخل في علاقة ،لكن لا ترمي علينا حرمانك الجنسي وحتى لو كنت محروماً فهذا لا يعطيك البطاقة الخضراء بأن تتجاوز حدودك فالمرأة مثلاً عندها رغبات وقد تتعجب فملايين النساء حول العالم لديها رغبات حميمية أكثر ضراوةً وحرارةً منك ولكننا لم نسمع عن الكثير من النساء اللاتي يغتصبن ذكوراً او حتى يتحرشن بهم لأن الموضوع لا علاقة له اصلاً بقطع القماش ولا بالحرمان ولا غيره، بل تتعلق بالضوابط الشخصية وأخلاق الفرد ذكراً كان ام انثى !
أحبّ روحي قبل جسدي، روحي التي هي جزء من روح السماء الحرة المريحة الجميلة ،التي لا تحقد ولا تؤذي فأنا لا اسمح لشيء بالتغلغل الى قلبي وعروقي سوى الحب والموسيقى لذلك ستجدني في حالة رقص على الدوام .
أما جسدي فهو ليس مجرد رسمة مزخرفة بل معجزة من معجزات الخلق مثلها مثل الفصول والكواكب !
شاماتي أوسمة وأصابعي أهم من أي آلة موسيقية أما نهداي فهما حكاية فشلَ في فهمهما أبرع العرّافين وأنا كذلك ..
فقط قمت بتجربة قبل اشهر وبدأت بلبس بعض الكنزات عالية القبة وبدأتُ أشعر بالاختناق حتى انني لم استطع اكمال ما بدأته بكتابي الثاني والبارحة فقط عدت للكتابة نصف عارية وعاد " الوحي اللذيذ "..
قد يفسر البعض انها مجرد صدفة ولكنها ليست كذلك فقد قمت بعدة تجارب على نفسي وروحي وجسدي خلال السنوات الماضية كي أفهمني وفعلاً وجدت اننا كلما اقتربنا من الطبيعة اكثر كلما تحررنا، وكلّما قرأنا أكثر كلما ارتقينا، وكلّما كنا بأقل ما يمكن من الملابس عندها فقط سنبدع أكثر وربما هذا يفسر ايضا انتشار فن اللوحات العارية في عصر النهضة وصحيح انهم في البداية وبفعل السلطة السائدة قاموا بإعدام الكثير من النساء واعتبروهن ساحرات بإدعاء ان قوتهن الجنسية قد تسيطر على الذكور خاصة ان معظم الحاكمين في تلك الفترة كانوا مثليي الجنس لكنهم فهموا فيما بعد أن اجسادنا اناثاً ام ذكوراً بمثابة معجزات تستحق الرسم والحب والشعر.
أقصى درجات الثقة وأبهج لحظات الحرية الجسدية هو العري وامرأة لا تعتز بنفسها وعقلها وثقافتها وجسدها هي امرأة تفتقر لأقل معايير الثقة بالنفس وهذه الثقة لا يمكن شراؤها لا بعمليات التجميل ولا بالشخصيات المزيفة بل بالوضوح الحقيقي، بالقناعة الذاتية والحب الحقيقي المدهش !
هذه ليست دعوة للتعري ولا اثارة متعمدة فالجسد بالنسبة للفنانين بشكل عام جزء من الحالة ،من الوحي، من المادة الحية اي اننا حين نكتب تماما كما نكتب عن نجمة او عصفور او اي شيء آخر،فالوعي يتخطى عندنا حدود التكوين العضوي الى ما هو ابعد من الشكل واللحم والدم مثل ان تقول مثلاً وردة،الوردة بالنسبة للبستاني بمثابة جزء من عملية الخلق، من عملية الزرع لإتمام لوحة ،وابتسامته في نهاية يوم عمله هي ابتسامة نصرة الجمال كذلك أنا من شدة خفة روحي فوق الارض احس ان تعليق الملابس الكثيرة فوق جسدي يشعرني بالاختناق وضيق التنفس .
فلنتنفس جيداً،الحب يحتاج صدراً شامخاً لا عضلات .