الحجاب!!


ادم عربي
2021 / 1 / 27

اصبح الحجاب مقترنا بالمراة المسلمة ، في عصرنا هذا ، وذلك لان المراة المسلمة هي الوحيدة التي تلبس الحجاب من بين نساء المعمورة ، ترى ما السبب؟ لا شك ان الحجاب ارث ثقافي تاريخي فرضة الرجل على المراة في مراحل تطور الانسان الاقتصادي وخاصة عصر انشاء الممالك والتجمعات البشرية كرمز للعنة هذا من جانب وللتفريق بين النساء الاحرا والعبيد او للتفريق بين نساء المسلمين وغير المسلمين في عصر ظهور الاسلام ، فُرض الحجاب رمزا لعفة المراة وتملكها من قبل الرجل الاقوى ، وجائت جميع الاديان به امتهانا وتكريسا لدونية المراة وتفوق الرجل ، لكن لماذا ما زالت الان المراة المسلمة تلبس هذا الحجاب ؟ الجواب انها ما زالت هي والمجتمع يعشان الماضي ، سواء كانت المراة متدينه او غير متدينه ليصبح علامة تخلف واختلاف في المجتمعات الاسلامية ، فالتخلف هو ثقافة الماضي التي يستعصي مغادرتها ، والاختلاف هو التميز الذي لا معنى له سوى قصور وتقولب عقلي وثقافي ، وشعور داخلي لاختلاف مجبر المراة عليه .
على الرغم ان للعامل الاقتصادي دور في هذه المسالة ، الا انه دور خجول مقارنة بالتجذر الثقافي لتلك الظاهره وهي الحجاب ، فكثير من الاسر والنساء الاثرياء يمارسون لبس الحجاب سواء عن تدين او عادة ، حتى ان الاسرة المسلمة تابى الاندماج عند الهجرة في المجتمع الجديد وتحافظ على ثقافتها والمتمثلة كعنوان له الحجاب ، اذن الحجاب ليس بالضرورة عنوان تدين بقدر هو تعريف لهوية المراة على العموم ، اعتقد ان ظهور الاسلاموفوبيا له دور كبير لابقاء المراة صاحبة حجاب ، واعتقد ان الاسلاموفوبيا ظاهرة تخدم المجتمعات المتحضرة بقدر خدمة اصحاب الدشاديش والخناجر والكوفيات بدول الخليج والتي تظهر الرجل انه يعيش في زمن ومكان ليس زمانه ومكانه وحتى اعطي بعض الرصد فيما اقول ، لقد نفضت المراة المصرية الحجاب في الربع الاول من القرن العشرين عندما كانت مصر تضع خطواتها البكر نحو التطور الاقتصادي ، وفي منتصف القرن كان الطابع الغالب في القاهرة والاسكندرية هو السفور، وازداد السفور حتى نهاية الستينات تقريبا، بعد ذلك حصلت عملية الضمور مع انتعاش حركة الردة الاسلاموية بقيادة الاخوان المسلمين.
علما بان هذه الردة تزامنت مع تراجع مصر في كل الميادين وفي مقدمتها الميدان الاقتصادي والانتاجي.
كما ان دوافع استخدام الحجاب في مصر متعددة اهمها على الاطلاق دوافع اقتصادية اي الفقر تحديدا ، جاء ترتيب التدين كسبب لارتداء الحجاب في المرتبة السادسة .. وكان الفقر السبب الاول .
يُركز رجال الدين وخاصة السعوديين منهم على المراة ، بسبب حرصهم على بقاء المجتمع جاهلا ، ولما كانت المراة هي المسؤول المباشر عن تربية الاطفال ، فاذا ما استمرت جاهلة فذاك يؤدي الى تجهيل المجتمع وبقاء رجال الدين سادة عليه.ومن هنا فقضية المراة يجب ان تتصدر اولويات القوى الديموقراطية .
من هنا ارى ان مسالة محاربة هذه الظاهرة يجب ان تكون عالمية بالاضافة للقوى الديموقراطية الشعبية ، ومحاربة احزاب الاسلام السياسي المتامرة مع العالم الحضاري ، واعتبار الحجاب شكل من اشكال التمييز ضد المراة ولبس ما قبل التاريخ للرجل هو نوع من التخلف الذي يجب محاربته بكل الوسائل . فالفضيلة والشرف والعفة والعزة والكرامة والعلم والتطور والتقدم والابداع في كل الميادين لا يحدده زي المرأة بل عقلها ووعيها وتربيتها واخلاقها.فاي امرأة مهما كان عمرها او جنسيتها تستطيع ان تكون فاضلة في الخلق والتعامل ويكون سلوكها هو الحكم وليس قطعة قماش تغطي راسها.لذلك فان قرار الحكومات الغربية وخاصة فرنسا بمنع الحجاب هو يجاري تطورات العصر وينسجم معها .