نسوي متردد



منال حميد غانم
2021 / 2 / 4

اعتدل بجلسته وهو يتكلم عن نفسه كمناصر لحقوق النساء وزاهيا بنفسه كرجل " مختلف " عن ابناء جنسه داخل هذا المجتمع الذي يصادر بديهيات حياة النساء وثوابتها ويعاملهن كجنس اخر كما اسمته سيمون دي بوفوار وكما يدعي هو . وبنبرة المتفضل ، المالك ، القاضي الذي يقرر الحق لمن؟وطريقة المشرع الذي يمنح الحقوق لمن ؟ افتخر بنفسه قائلا انا امنح الحقوق لزوجتي ( تقطيرا) بما يناسب استيعابها لاهمية الحق الذي اعطي اليها ومراعاتها لمخاطره في ظل بيئة لاتستوعب ان للنساء حقوق .
بان الاسى في عينيه وهو يسترسل ليقول لكنها تطلب المزيد من الحقوق في كل مرة امنح بها حقا فأضطر لان اصادر منها المهم فالأهم لكي تقدر ماافعله فأنا رجل " مختلف"وهي كحال كل العبيد الذين يسيئون إستخدام حرياتهم بعد العتق وهذا مايضره كمالك وكمانح فيعزف عن إعطاء اي حق اخر اذا كان غير مقدر .
يا للألم المغطى بأبتسامة زائفة الذي يرافق اي امرأة وهي تستمع الى الالية التي تعامل بها اخت لها في الجنس وهي تعيش مع معتِق متردد يدعي انه يحافظ على مصلحتها بعيدا عن الضرر الذي قد يصيبها ،كونها لا تعرف استخدام حقوق الحرة وهي الجارية .
وهي تحاول عيش حالة الالم وانعدام الكرامة التي تعيشها اخت لها .وهي عاجزة عن تغيير واقعها وهي تعرف انها تقاوم بمفردها بلا كلمة دعم واحدة .
في حركتنا نملك مناصرين من الرجال نفتخر بهم وبوعيهم وحبهم لشخص الانسان واهتمامهم بكرامته سواء كان رجلا او امرأة .ونملك من يرون ان الوضع الذي تعيشه النساء غير طبيعي ويستحق التغيير لكن دون المساس بمصالحهم وامتيازاتهم الابوية التي ورثوها ومكنتهم اي يعيشوا كبشر من الدرجة الأولى.

ما نعيشه من مقاومة اليوم ومنذ نهاية العصر الامومي الى الان تجعلنا نواجه شتى انواع الأفكار. لكن الاساس الذي يحكم جميع ردودنا هو ان الحقوق ليست منحة من رب او حاكم او رجل دين او رجل حرب او او او ،
الحقوق تولد مع الانسان واذا سلبت لن تعود الى صاحبها وتستقر لديه الا اذا انتزعها هو ،وبذل جهد في تحقيقها هو ، واستشعر لذة النصر ولذة التعب في الوصول اليها لكي يحافظ على تلك الحقوق ويدافع عنها .
ومن الضروري على كل من يدعي الإنسانية ان يعيش بشكل مفترض معاملته لشخص آخر وهو يقطر عليه حقوقه تقطيرا لكي لايزل عن جادة الصواب، او يضر بمصالحه ومصالح المانح ومن الضروري ايضا ان نفهم بأن من لايناضل لأنتزاع حقوقه سوف تقطر عليه بأحسن الأحوال.
لا يمنح من لا يملك .