إطاحة الكرامة أمام المادة



نور السامي
2021 / 2 / 6

أن موضوع الكرامة هو من المواضيع ذات الاهمية الكبيرة في كل من الاخلاق والاخلاقيات والقانون والسياسة في التعامل كامتداد لمفاهيم عصر التنوير للحقوق الطبيعية والحقوق القانونية واحيان كثيرة نستخدم لفظة (الكرامة ) لوصف التصرفات الفردية .
حيث ان عند وضع دستور معين لدولة معينة اولى المواضيع التي تطرح هي كرامة الانسان واثباته في منظمات حقوق الانسان المعروفة
وبفطرة الانسان الله سبحانه وتعالى خلقه مكرم فلا يجوز للإنسان بمرور الايام ان يقلل من شأن كرامته , حيث كان اباؤنا واجدادنا عندما يعلمون الأجيال الحكم والأمثال اولى النقط التي يقفون عندها هي الكرامة .
ولكن في عصرنا الحالي نرى ان بعضاً من الناس والتي في الاعوام الاخيرة لحد هذا العام ظهرت عليهم سمة تقليل الشأن من اجل الحصول والوصول للمبتغى .
واصبحت بتزايد بين الناس فظاهرتنا اليوم ليست فقط تقليل الشأن بالتصرفات وانما ظاهرة
( إطاحة الكرامة أمام المادة) .
نعم فنحن مجتمع أصبح يتعامل بالماديات والتفاخر وأصبح الطعم لهذه الظاهرة الشباب ...
فأن الشباب في الاعوام الاخيرة بات يشكو من البطالة المتزايدة من ذكور واناث وبات يشكو من تواجد مظاهر وتفاخر قد يفوق الخيال ففي مجتمعنا العربي ظهرت سمة الطبقية وعدم التوازن المعيشي لظهور فئات من الأغنياء تتفاخر ابنائهم بما يملكون وقد يكون ما يملكون من الغنى المادي لم يأتهم من خلال السعي والكسب الحلال وهنا تقع المصيبة الكبرى التي تحطم اخلاق وافكار مجتمع بأكمله وفي هذه النقطة سوف اسرد ما يدور في مجتمعنا العراقي بالتحديد كمثال للجيل الحالي فمن الجانب الذكوري ارى ان الشاب العراقي لم يعد حافظ لكرامته وهيبته كما كانوا ابائنا في الجيل السابق واخوتنا من الاجيال التي سبقتنا فبدأ الشاب يبحث عن طرق الكسب السريع والسهل حتى وان كان على حساب رجولته وكرامته ويتقبل افكار للكسب قد تطيح حتى بشرفه كرجل من خلال زواجه من أمرأة مسنة وغنية أو غنية لا يعرف من أين مكسبها او المتاجرة بالمخدرات او تقبل الرشوة او بيع معلومات عن صاحب العمل للوصول السريع ... ألخ.
اما الاناث فأصبحن سلعة رخيصة جداً للتداول واصبحت تطرح كل شيء من أجل المادة او الزواج من شخص متمكن مادياً أو الحصول على وظيفة راقية من خلال إقامة علاقة مع شاب غني او البحث عن رجل غني لديه عائلة وزوجة تقوم بصداقته أو منح صاحب العمل كل ما يطلبه منها على حساب كرامتها واخلاقها.
فقبل كم يوم وانا اقلب بالمنشورات على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ظهرت لي مجموعة لكروب كل شاب او شابة يعرضون صورهم تحت شعار صورتك هويتك وفي اليوم التالي اطلقوا مسابقة تحت عنوان صورتك بالمرآة , صراحة انتابني الفضول بالدخول للمجموعة والبحث عن افكار الشباب وتعليقاتهم ومن خلال تواجدي اطلقوا مسابقة جديدة وهي صورتك وصورة شبيهك من الممثلين ووجدت الفكر الشبابي لهذا الجيل متدني جدا وخصوصا لدى الاناث وتتقبل اي فكرة بعرض صورتها بملابس توضح جميع مفاتنها وتتقبل عرض صورتها بالمرآة وتعليق الرجال على جسدها وبكل تفاخر وكأنها توجت ببراءة اختراع لعلم معين ...
صراحة اشمأزت نفسي من هذه التصرفات وحملتني غيرتي وكرامتي عليهن فالمرأة يا أيها السيدات والسادة بدون كرامة لا تنفع ان تعيش بمجتمع لا تنفع ان تعمل لا تنفع ان تدرس لا تنفع ان تكون سيدة لأسرة او ام لطفل ينشأ بأحضانها ...
اي رخص هذا أصبح يطيح بكرامة المرأة امام المادة وحصولها وأمام فكرة التزوج من غني حتى وأن كانت هي من الاغنياء ايتصورن بهذه التصرفات سوف ينالن الغنى لا ادري أيعلمن أنهن اصبحن ارخص من حبة رمل أمام عين الرجل لأنها قدمت جسدها ومفاتنه أمامه وعبر برامج التواصل الاجتماعي وأمام الملأ...
أتعلمون ان عفة المرأة وكرامتها هو نفوذ وسلطان لحاله لا بل سند لها من بعد الله .
يا أيتها الانثى كوني قوية داخلك واعلمي أنك ان فقدتي كرامتك بشبابك لم تبقى لك كرامة وأحترام لذاتك بمشيبك عندما تنضجين يوما ما سوف لن تستطيعي تقبل نفسك حتى وان كان بينك وبين ذاتك , فلو استطعنا قتل كل شيء داخلنا لن يموت الضمير الذي ينطق ويصحو على حين غفلة.
الكرامة لا تقدر بثمن ان كانت للمرأة أو للرجل فـحافظوا على كرامتكم كي يبقى سموكم بعين ذاتكم يرضيكم في يوماً ما يوم تصحو الضمائر امام انفسكم ولا تستطيعوا حينها تقبل الذات لان الماضي كان مخجلاّ.