اين موقع العراق من بين دول العالم في تقرير مؤشر رفاهية الشباب العالمي ؟



سوسن شاكر مجيد
2021 / 2 / 8

صدر عن المؤسسة الدولية للشباب International Youth Foundation IYF ومركز الدراسات ألإستراتيجية والدولية Center For Strategic of International Studies CSIS تقريرا لعام 2014 حول مؤشر رفاهية الشباب العالمي ، وهذا الجهد المشترك هو ثمرة الألتزام من قبل المنظمة الدولية للشباب، وهيلتون العالمية للتطوير لمبادرة كلينتون العالمية 2012.
واشار التقرير الى ان الشباب ضمن الفئة العمرية 12- 24 سنة يمثلون ربع سكان العالم الا ان قدراتهم وطاقاتهم وحماسهم غير مستخدمة من اجل احداث التغيير نحو الافضل في العالم.
فما زال هناك مايقرب من 300 مليون من الشباب في العالم ليس لهم عمل او دراسة. وان هذه الفئة تواجه عددا من التحديات وعدم الاستقرار ينبغي على الدول ايجاد السبل من اجل معالجة احتياجاتهم . واشار التقرير الى ان الدول ذات المستوى الاقتصادي المرتفع انخفضت لديها وفيات الشباب ولكن في المقابل ارتفعت لدى شبابها مستوى الاجهاد والتوتر وايذاء النفس والتدخين. كما وضح التقرير الى ان هناك تفاوتا لدى الشباب في مجال الصحة العقلية والجسمية فالقيود التي يواجهها الشباب من الوصول الى الخدمات الصحية والمعلومات وخاصة خدمات الصحة الجنسية والانجابية كانت لها انعكاساتها الكبيرة على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وبوجه عام فإن القائمين على الدراسة أكدوا أن البحث أظهر أن غالبية شباب العالم لا يتمتعون بأوضاع حياتية جيدة تساعدهم على النمو والازدهار، وأن هناك الكثير من الخطوات التي يجب اتخاذها لتحسين أوضاع الشباب في جميع أنحاء العالم.
لذا فأن اهمية التقرير تتجلى بما يلي:
1- يساعد المؤشر في تحديد احتياجات الشباب والفرص والمشاركة في البرامج الوطنية والعالمية.
2- انه مؤشر يجمع ويربط البيانات من اجل تقييم ومقارنة حالة الرفاهية لدى الشباب في جميع انحاء العالم.
3- يوفر ويسهل الطرق لصناع القرار في القطاعين العام والخاص لفهم التصور الكبير حول الشباب وتوجيه الأعمال والأستثمارات ودفعها نحو التقدم مع مرور الوقت.
4- ان رفاهية الشباب موضوع يهم الجميع اذ ان المجتمعات ستنمو وتزدهر من خلال مشاركة الشباب وتلبية احتياجاتهم وتسخير امكاناتهم واذا لم يتحقق الفهم الكافي للشباب والشعور بحياتهم وتطلعاتهم ستبقى هذه الفئة مهمشة وتؤدي الى عرقلة النمو الاقتصادي وستظهر الجريمة وستزداد الأضطرابات في المجتمع.
5- انه يساعد الحكومات ووكالات الأغاثة الأجنبية والشركات والمؤسسات الخيرية في تقرير اهم الموارد التي بحاجة اليها الشباب اليوم أكثر من غيرها.
6- انه يساعد الحكومات في تغيير السياسات والبرامج والخطط والاستثمارات والادوات والتكنولوجيا فضلا عن انظمة التعليم والصحة والعمل من اجل مشاركة الشباب .
7- ان المؤشر يعد نقطة انطلاق لاجراء المزيد من الابحاث وتسليط الضوء على الثغرات في البيانات وتوفير الاسس من اجل مشاركة الشباب في وضع السياسات.
8- ان التقرير يساعد على تحسين نوعية الحياة للشباب في جميع انحاء العالم من خلال توفر قاعدة معلومات موثوقة اذ ان معظم الدول تمتلك معلومات مجزأة او غير موجودة وغير متسقة.
9- ان مشاركة الشباب في التنمية امر بالغ الاهمية لتعزيز التماسك الاجتماعي وتحقيق التنمية الشاملة وضمان الشفافية والمساءلة
10- ان المؤشر يعكس البيئة الوطنية التمكينية والنتائج المحددة للشباب وتوقعاتهم ورضا الشباب في ستة مجالات وهي المشاركة والفرص الاقتصادية والتعليم والصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسلامة والامن.
المؤشرات التي تم تحديدها لقياس مستوى الرفاهية لدى الشباب هي:
حددت في التقرير ستة مؤشرات رئيسة و 40 مؤشرا فرعيا تنوعت في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وتنمية الشباب الايجابي والممارسات وتم استشارة اكثر من 50 خبيرا واصحاب المصالح الذين تم اختيارهم من 35 منظمة عامة ومتخصصة في التطوير. واهم هذه المؤشرات هي:
اولا: مشاركة المواطنين وتشمل:
-مؤشر حرية الأقتصاد
-وجود الشباب في السياسة
-عدد المتطوعين
-عمر المرشح في الدوائر الوطنية
-مدركات الشباب لقيم المجتمع
-مشاعر الشباب لخدمة الحكومة
ثانيا: الفرص الاقتصادية:
- معدل الدخل الإجمالي للفرد
-المناخ الاقتصادي والتنافسية
-قروض الشباب من المؤسسات المالية
-تواجد الشباب في المراحل المبكرة لريادة الأنشطة
-عدد الشباب العاطلين عن العمل
-دخل الشباب والثروة المتوقعة
-عدد الشباب خارج التعليم والوظيفة والتدريب
ثالثا: التعليم
- عدد سنوات التعليم
-المسجلين في المدارس الثانوية
-اعداد الطلاب في التعليم العالي
-الامية والشباب
-عدد السنوات المتوقعة من المرحلة الابتدائية الى التعليم العالي
-الرضا او القناعة التربوية
رابعا: الصحة:
-مصادر الماء المحسن
-معدل العمر المتوقع منذ الولادة
-الشباب الذين يعيشون بنقص المناعة المكتسب الأيدز
-معدل البلوغ عند المراهقين
-التدخين
-ايذاء النفس
-مستوى التوتر المنظور بين الشباب
-تحديد الاولويات لصحة الغذاء ومستوى المعيشة للشباب
خامسا: تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات
-الحصول على الكهرباء
-وجود الراديو المنزلي
-الحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
-اعتماد الشباب على الانترنت
سادسا: السلامة والأمن
-المؤشر الداخلي للسلام العالمي
-الاتجار
-الحقوق الاساسية ( تقرير العدالة العالمي)
- العنف الشخصي بين الشباب
-اصابات الطرق بين الشباب
-الشباب وحمايتهم من الجريمة والعنف
ترتيب دول العالم في مؤشر رفاهية الشباب العالمي:
أختارت المؤسسة (30) دولة من اجل تطبيق المؤشرات اعلاه وبين التقرير الصادر عام 2014 ان ترتيب الدول في تحقيق الرفاهية للشباب كانت كالأتي:
احتلت المرتبة الأولى استراليا ، والمرتبة الثانية السويد، والثالثة كوريا الجنوبية، والرابعة المملكة المتحدة، والخامسة المانيا، والسادسة الولايات المتحدة الأمريكية.
واحتلت المرتبة الأخيرة نيجريا اذ احتلت المرتبة(30) عالميا ، واوغندا التي احتلت المرتبة 29 ، وتنزانيا المرتبة 28 ، وكينيا المرتبة 27، والهند المرتبة 26 ، ووروسيا المرتبة 25.
اما الدول العربية التي شاركت في الدراسة فهي السعودية التي احتلت المرتبة التاسعة، والأردن في المرتبة 17، والمغرب في المرتبة 20، ومصر في المرتبة 24. اما العراق فلا وجود له من بين هذه المؤشرات.
المقترحات:
1- ضرورة وضع إستراتيجية وطنية للنهوض بالشباب العراقي من قبل الوزارات المعنية وبالتنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية والعربية. ووضعها موضع التنفيذ و متابعة تنفيذها.
2- ضرورة قيام وزارة التخطيط بأجراء مسح شامل لعينة كبيرة من الشباب وفق المؤشرات الدولية اعلاه للوقوف على احتياجات الشباب ومشاكلهم ووضع الخطط للإصلاح والتطوير.
3- بناء قاعدة معلومات شاملة ومتكاملة حول مؤشرات رفاهية الشباب العراقي المطلوب رصدها ومتابعتها من قبل الدولة وفق المؤشرات الدولية.
4- عقد ندوات التوعية والتثقيف حول المؤشرات الدولية وسبل تطبيقها من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
5- ابرام الاتفاقيات الدولية مع منظمات الأمم المتحدة والوكالات والمنظمات الدولية والأقليمية المختصة في قياس المؤشرات وعقد المؤتمرات وورش العمل التخصصية في هذا المجال.
6- ضرورة أطلاع اللجان المختصة في البرلمان ورئاسة الوزراء على نتائج التقارير الدولية من اجل تطبيق المؤشرات الدولية الخاصة بالشباب على العراق بكل علمية وشفافية.
7- توسيع مجالات التعاون مع مراكز الابحاث الدولية والاقليمية ومراكز الابحاث في الجامعات العراقية للتعرف على انجازاتها في مجال تشخيص مشاكل الشباب واحتياجات الشباب من البرامج التي يمكن ان تنمي مهاراتهم وقدراتهم.
8- ايجاد السبل الملائمة لدمج الشباب في المجتمع من خلال توفير فرص التدريب والتشغيل وتوفير العمل الملائم لقدراتهم ومهاراتهم.
9- تطوير المراكز التدريبية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتدريب المتدربين على المهن على تتوافق مع سوق العمل والتي توفر للشباب فرص المشاركة الواسعة في المجتمع.
10- توفير المراكز والعيادات الصحية والنفسية والإرشادية التي يمكن ان تسهم في حل المشكلات التي يعاني منها الشباب.
11- اعتماد البرامج التي تشجع الشباب على ثقافة الحوار وتحقيق السلام ونبذ العنف
12- اتاحة الفرص امام الشباب من اجل الاندماج في المجتمع المدني والسياسي وتشجيع الشباب على ممارسة العمل التطوعي والانساني من خلال منظمات المجتمع المدني.
13- تطوير المهارات القيادية لدى الشباب واتاحة الفرص امامهم من اجل تنمية معلوماتهم ومواصلة تعليمهم.
14- ايلاء الأهتمام الكبير بالشباب والشابات في المجتمعات الريفية والمحرومة والنازحين من خلال توفير فرص العمل لهم من اجل توفير مورد رزق مستمر لهم.
15- القضاء على البطالة من خلال توفير المشاريع الصغيرة المدرة للدخل ومنحهم القروض او تاسيس الجمعيات التعاونية وما شاكل ذلك.
16- القضاء على الامية بين الشباب من خلال توفير مراكز محو الامية القريبة من مناطق سكناهم .