بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم في 11 شباط / فبراير (لاغنى للعالم عن العلوم, ولاغنى للعلوم عن النساء )



عادل عبد الزهرة شبيب
2021 / 2 / 11

سبق وان اصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها المرقم (((A-RES-70 – 212 ) المؤرخ في 22 كانون الأول / ديسمبر 2015 باعتبار يوم 11 شباط / فبراير يوما دوليا للمرأة والفتاة في مجال العلوم , حيث تحتفل الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا بهذا اليوم الدولي وبالدور الهام الذي تضطلع به النساء والفتيات في ميادين العلوم والتكنولوجيا. بهدف تحقيق اكبر للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة من المشاركة في العلوم مشاركة متكافئة مع الرجل . وتمثل المرأة اقل من 30% من الباحثين في جميع انحاء العالم في الوقت الحاضر , حيث اشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( يونسكو ) في الفترة ما بين 2014 الى 2016 الى ان زهاء 30 % من جميع الطالبات يخترن مجالات ذات صلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي . وعلى الصعيد العالمي فإن نسبة التحاق الطالبات في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال منخفضة تبلغ 3% بينما تبلغ في مجالات العلوم الطبيعية والرياضيات والاحصاء 5% وتصل الى 8% في مجالات الهندسة والتصنيع والتشييد . وتتجنب النساء والفتيات المجالات ذات الصلة بالعلوم بسبب التحيز والقولبة النمطية الجنسانية القائمة منذ امد بعيد. ولذلك عمل المجتمع الدولي على اشراك المرأة والفتاة في مجال العلوم على مدى السنوات الماضية ولكن لم تزل المرأة والفتاة تستبعدان من المشاركة الكاملة في ذلك المجال . ولضمان ان تتمكن النساء والفتيات من المشاركة في العلوم مشاركة كاملة متكافئة مع الرجل فلابد من تحقيق اكبر للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة, ولذا اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 شباط / فبراير بوصفه يوما دوليا للمرأة والفتاة في مجال العلوم بهدف تحقيق اكبر للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة من المشاركة في العلوم مشاركة كاملة متكافئة مع الرجل .
يأتي اليوم الدولي للمرأة والفتاة في 11 شباط من كل عام في ظل حقيقة ان عاملي العلم والمساواة بين الجنسين من العوامل الأساسية في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة بحلول 2030. ويهدف الاحتفال باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم الى تعزيز وصول المرأة الى ميدان العلوم والتكنولوجيا ومشاركتها الكاملة في هذا المجال بما في ذلك النهوض بتعليمها .
لقد اصدرت منظمة مجتمع مدني بريطانية تهدف الى دعم المساواة بين الجنسين في العالم وتدعى منظمة ( تدابير متساوية 2030 ) , تقرير مؤشر المساواة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة التي سبق وان دعت الأمم المتحدة الى تحقيقها بحلول عام 2030 . ويعتمد القياس على 51 مؤشرا تغطي 14 مؤشرا من 17 هدفا انمائيا مستداما وضعتها الأمم المتحدة , والمؤشر من صفر الى 100 حيث ان المستوى المتوسط هو ( 65,7% ) والممتاز هو درجة 90 واعلى , وقد اشارت المنظمة الى انه لا توجد دولة في العالم حصلت على ( ممتاز ) لكن الدنمارك جاءت قبل هذا المستوى بقليل وحصلت على ( 89,3 % ) . وذكرت المنظمة ان ( 1,4 ) مليار فتاة وسيدة ( حوالي 40% ) من نساء وفتيات العالم يعشن في دول فشلت في تحقيق المساواة بين الجنسين . وفيما يتعلق بدول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وبضمنها العراق فبلغ متوسط اداء دول المنطقة ( 60,8 % ) وتعتبر المنطقة ثاني اقل مناطق العالم في المؤشر بعد افريقيا وجنوب الصحراء بمتوسط ( 51,6 % ). كما اشار التقرير الى ان المنطقة قد تراجعت في المؤشرات المتعلقة بحقوق المرأة القانونية والمساواة في مكان العمل . وقد احتل العراق المرتبة ( 10 ) من مجموع ( 12) دولة بعد اليمن في الترتيب الأخير ثم موريتانيا ما قبل الأخير ثم العراق وبنسبة ( 52,3 %).
وفيما يتعلق بقضية المرأة ومكانتها في المجتمع فقد اكد الحزب الشيوعي العراقي على ايلاء هذه القضية اهتماما مميزا على الصعيدين الوطني والاجتماعي ووضع استراتيجية وطنية شاملة لتمكين المرأة من ممارسة حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة وبما يضمن مشاركتها النشيطة في جميع المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية وفي منظمات المجتمع المدني وفي بناء دولة ديمقراطية عصرية . كما اكد على ضمان تكافؤ الفرص امام النساء في ميادين العمل كافة وتذليل المعوقات القانونية التي تعرقل مشاركة المرأة في العمل .