كبرياء أنثى : حضرة آلهة الحب



صفاء زويدي
2021 / 2 / 11

اتعلم انت في حضرة من
اصمت!! ايها الحيوان
صوت مفاجئ
انتباه حضرة آلهة الحب
تدخل غرفة الاجتماعات ، امرأة في العشرينات في غاية الجمال من شدة جمالها تخجل من النظر إليها لارتكاب أكبر إثم ، شعرها الحريري البني الذي يميل للحمرة ينساب حتى خصرها وجه ابيض كبياض الثلج وعينيها البنياتان يميلان للون الأخضر ، زادها جمالا ربانيا تكاد تكون ملاك نزل من السماء خاصة ابتسامتها تبعث في الروح الحياة …
أخفض رأسك غير مسموح أن يرفع أحد رأسه وينظر لآلهة الحب !!
تظاهر بعدم السماع فكل ذلك الجمال لا يستطيع أحد التغاضي عنه...
انبهار، استحسان ومن ثم تفاجؤ ،استغراب !!!
نعم انها هي ، تلك الفتاة نعم انها تلك الحسناء التي كانت تأتيه كل يوم وعندما يكون حزينا تتكلم معه ..تربت على كتفي تحتضنني تستمع لي وتنصحني صديقتي و اختي ، يعتبرها امه من شدة حبها له …
عقد حاجبيه في تساؤل ، عندما نظرت إليه بعد أن محت كل نظرات الحب والحنان لترسم نظرة شريرة على وجهها
ما كل هذا الحقد!!
رفعت يديها بمعنى أن يخرج الجميع وتبقى هي والسجين وحدهم.
تقدمت إليه بخطوات متناسقة منظمة متوازنة إلى أن أصبحت قريبة منه ..
وجلست أمامه تنظر إليه
اانت !! لماذا انا هنا !!
وفي لحظة
تحول الحب الى حقد ظهر في شكل شرر يتطاير من عينيها... تكاد تولعه في ثانية واحدة شهق شهقة لو سمعتها لا موت خوفا ..
قاطعه من شروده صوت مكتوم :
لماذا فعلت بي هذا ،لماذا تعذبني هكذا
علامات الاستفهام بارزة على وجهه
الم تفهم بعد من أنا ألم تسأل نفسك من هذه التي تأتي دوما لمواساتك ولماذا تفعل هذا ؟؟
عند موت امك ومن ثم ابيك ، حرق منزلك ، اضطهادك ، كره الناس من حولك خذلانك من اقرب اصدقائك ، كنت أنا بجانبك وحدي أنا من احتضنتك بحب انا من بكت خوفا وحبا وشوقا عليك انا التي كانت تأتيها دائما لنجدتك ، انا من احببتك رغم كره الناس ...فقط انا من منحتك الحب الحنان العشق الهيام الراحة والطمأنينة ، حتى انك كنت تنام بين يدي وانا اداعب خصلات شعرك وانت مستسلم كالرضيع النائم في حضن أمه.. ، كنت فتى مشاكس تسرق ،تكسر .. وكنت أنا من يدافع عنك وعندما تطلب شيئا غاليا انا من اجلبه لك ، كل هذا كل تلك التفاصيل فقط انا من وجدتها بجانبك ، لماذا تعذبني هكذا لماذا !!
كنت تعلم بحبي لك ولكنك استغليته لاغراضك الشخصية ...
حقير...
تلك الرسائل التي تجدها بجانب وسادتك في الصباح أنا من خططتها ، انا وليست هي !!
نظر إليها بتساؤل دهشة والاسوء قلق وخوف
بينما تابعت هي بلوم ...
نظر ليجد دموعها تغزو عينيها ...
كنت تعلم ولكن لأجل اغراضك وطمعك فقط ...
استغليت حبي لك...
واظنك الان تعلم لما أخفيت عنك حقيقتي ...
فلا يجوز لآلهة الحب ان تحب عبدا فقيرا ، ولكن أنا احببتك حاربت تمردت فقط لاجلك وما راعني إلا وجودك مع فتاة أخرى مدعيا أنها هي تلك التي تأتي لمواساتك ….
لوم ،عتاب، كره ،حقد ،حزن، انكسار ...
فجأة تتحول نظرتها من لوم الى كره وشر ...
لترتسم على وجهها الملائكي أشد أنواع الوجوه شرا معلنة عن صدمة يمكن أن تكون راحة لها لتعلم منها الكثير …..
حسنا حبيبتك تلك هي صديقتي المقربة هذا ما كنت أظنه بعد علمي بكل شيء عنها ، والان في هذه اللحظة سيتم اعدامها أمام الناس بتهمة القتل ا و تعلم من انا ...
ويشهق لا إراديا يتبعها كل أنواع اللوم والعتاب الاستهزاء الكره الحقد ومن ثم شتم وسب ...
لم تستطع تحمل ...
ليعبر بها عن مكنونة مشاعره تجاهها من احترام وتقدير الى استغلال وكره ، ليبوح بكل مشاعره الفياضة تجاه صديقتها ...
ليحطم كبريائها ليدمر كل أحلامها ...
قطع كلامه صفعة قاسية تطبع أصابعها على وجهه ويصرخ بألم وتهتف بقوة كبيرة : انت اخرس !!!
وتهز يدا واحدة وتشير بيد ليأخذه الحراس يرى حبيبته على منصة الإعدام لآخر مرة ...
لم تستطع كبت دموعها التي انهمرت على وجهها بغزارة ….
اعتقد الجميع انها وفي كل مرة تبكي على هؤلاء المساكين ….
ولكنها كانت تبكي نفسها تبكي هوانها وذلها ، تبكي تعنت وتكبر حبيبها ، تبكي قهرا وانكسارة ...
شهقت دون إرادة منها وازدادت دموعها غزارة وقد احست بدوران الأرض ، حتى فقدت قدرتها على التقاط أنفاسها وترنحت لتسقط فاقدة لوعيها ، حاولت الاعتدال وقبل أن يتكلم أي أحد ، رفعت يدها طالبة منهم الغاء الاعدام لكليهما ….
ليستيقظ بعد ساعة ويجد نفسه في فراشه تحيط يداه جسد حبيبته التي كانت تنام بهدوء ، ليرسم بسمة خفيفة وماكرة ، ليسمع اصوات قرع الطبول التي لم تقرع منذ الأزل ليأتيه صوت من الخارج معلنا انتحار آلهة الحب ….