أنتِ لست سلعة

الجمال ...تلك الكلمة التي جعلت المرأة تضطرب في أغلب مراحل حياتها ، ومع أن الجمال هبة للإنسان لكنّ أغلب البشر جميلون بشكل و بآخر، فالجمال هو الحضور الإنساني في هذا العصر. اليوم يحاول أخصائيو التّجميل أن يجعلوا منك إنساناً تحبّ نفسك أحياناً، وقد تكره نفسك في بعض الأحيان بعد عملية التجميل.
التجميل علم مهمّ ، تصور أنّك خلقت بشفة الأرنب، و أجريت لك عملية تجميل ناجحة ، سوف تكون أنت وعائلتك بمنتهى السّعادة، ليس هذا فقط ، بل قد ترغب بتصغير أنفك لأنّك لست مرتاحاً معه، أو إزالة البقع من بشرتك، أو . . أو . . .
لماذا تسعى النساء للجمال؟
ليس النساء فقط من يسعى إلى الجمال ، فنسبة الرّجال الذين يعملون عمليات التّجميل كبيرة ، لكن بسبب التركيز على حياة النّساء فإنّ حضور المرأة أكبر ، و لآنّ ا لرجل قد أفهم المرأة بأنها يجب أن تكون مرغوبة من الرّجال، ولآنّها لن تكون مرغوبة إن تجاوزت الثلاثين من العمر، فإنها تحاول أن تبقى في حدود هذا العمر من خلال عمليات التّجميل، ونحن هنا لا نتحدّث عن النساء من البيئات المهمّشة ، فأولئك النسوة يشعرن بالشيخوخة بمجرد قدوم الأطفال حيث ليس لديهن إمكانية ليس للتجميل فقط، بل حتى للحصول على اللباس المناسب ، لكنّ تلك الفئة القليلة التي تلجأ إلى عمليات تجميل غير عادية، فنستغرب الشكل و المضمون، هنّ من يقدم النموذج النسائي في وسائل الإعلام و الدعايات، و الفن، وربما الأدب رغم أن الأدب هو من أفقر المهن إلا إذا كنت ضمن نطاق سلطة الدولة، أو سلطة حزب ، أو معارضة .
عزيزتي المرأة: أنت لست حبّة بندورة، ولا باربي، ولا حتى باقة ورد لن يرضى لرّجال عنك حتى لو غيّرت ملامحك. هم يريدونك سلعة ،في العشرين ، لكنّ السّلعة تكسد أحياناً . قدّمي لنا نموذجاً جميلاً للمرأة العادية ، للجمال " الطبيعي" حتى لو أجريت بعض عمليات التّجميل ، أما أن تكون شفاهك كالبطة، لدرجة أنّك لا تستطيعين الكلام ، أو أن تكون عيناك منغوليتان من الشّد، فهذا ربما ليس بالأمر الجيد، فلكل عمر جماله عدا عمر البؤس ليس له جمال، وهنا أيضاً أتمنى على الرجال الذين يدّعون النسوية أن لا يضعوا صورة النساء البائسات، هي إهانة لهنّ و للمجتمع، نحن لا نعرض البندورة إلا إذا كان منظرها جميلاً حتى لو كانت بلدية وفيها الكثير من التجاعيد ، تغضّن الوجه لا يفسد الجمال إن لم يكن ذلك الوجه مقهوراً ، و أغلب وجوه النّساء مقهورة.
عزيزي الرجل: أنت تكبر كما تكبر زوجتك، وجمال حضورك أن تكونا معاً ، و ليس أن تجدّد شبابك من خلال جسد أنثى جديدة!