لست أنا1



مارينا سوريال
2021 / 2 / 15

لقد اخذوا صفية اليوم.
ليتنى اخبرتها منذ زمنا..
ليتنى احببتها منذ زمنا..
لكان مصيرها غير هذا المصير..
الحسرة تنهشها.
اه يا جارتى الغالية لكم
احببتك رغم صمتى
احببتك رغم عدم محبتك
لصفية
اه لو عرفت كم احببت صفية

اسمعهم يتهامسون حولها يعضهم ينظر بدهشة..خوف..اشمئزاز
خائفة حائرة لاتعرف الى اين ستذهب..
تلقى نظره اخيره على الصبى الرجل الصغير
تتلقف الايادى الفتاة الصغيرة
المبتلة من الخوف ..العيون تنهش..
الصغار ثمار السيئة يوصمون بالعار
اى عار يا صفية لو راوك بعيونى لربما اشفقوا لو علموا كم كنت جميلة فى الماضى.

الفصل الاول
تراقب على مهل تفاصيل ما حدث بالعود القديم من ترهل وانحناء يلق الخصر والارداف
تزفر فى ضيق،تضع قطعة من القماش فوق المراة تفتح صنبور المياة الساخنة،تسرح فى تدفق المياة الساخنة ،تشعر بالراحة للحظة لانها تمتلك حق دفعات الغاز واستطاعت ان تقنع باقى سكان العمارى القديمة بضرورة التخلى عن اسطوانات الغاز والبحث الدائم عنها وادخال الغاز الطبيعى الى الشقق القديمة المتهالكة على سبيل الراحة القليلة..
تغمس جسدها فى الماء ،لاتسمح صرخات الصغيرة التى تستيقظ على كوابيس فى الليل،يوما وراء الاخر عليها ان تغسل فراشها المبلل فى الصباح ،تضايقت حين تذكرت سبابها لها ذلك الصباح،فتاة مقرفة قذرة قبيحة..انكمشت الصغيرة عادت لتغوص فى غرفتها فى عزلتها الدائمة،لم تعد تخرج الى الخارج،توقفت عن مساعدتها فى اوقات الظهيرة وهى منكفئة على ماكينة الخياطة،حلم مصنع ملابس التريكو يبتعد يوما وراء الاخر..باعت الثلاجة بالامس وتخلصت منها عل الصغيرة تعود لحالتها القديمة من جديد.
تسمع حركة الصغير لقد عاد ،سيضع المال على الطاولة قبل ان يخلد للنوم..ارادت كثيرا ان تحتضنه لكنها لم تتعلم كيف تفعل ذلك..
تراقب تشققات البيت كل ليلة تنتظر ان تتسع ،تغمض عيناها تتذكره بحسره لو كان هنا لربما استطاع ان يفعل شيئا ولما حدث ما حدث ..لكنها تعود لتتذكر علاماته على ظهرها قالوا ان ازالتها لن تصلح سوى بجراحة تجميلة ،لن تستطيع ان تدخر لاجلها ابدا
تستيقظ فى الصباح باكرا تخرج المخبوزات ساخنة من الفرن تضعها فى صوانى تغطيها جيدا ،تسير بهدوء على الدرج حتى الطابق الاعلى تفتح بالمفتاح كما تركته فى يدها العجوز،تضع الطعام على طاولة المطبخ،تتجنب المرر بالصالة حتى لاتراه فى صورة المتناثرة،ما بال العجوز لاتتوقف عن السؤال عنه والكل يتجنبها تركوا لها الامر..ليست من دمها لن يحدث لها شىء..يرددون على مسامع صفية ..كل ليلة تراه فى الليل لايتحدث تنتظره ان يقول شيئا ليلعنها ينظر لها نفس تلك النظره المشفقة عليها دوما..اللعنة عليك لاانتظر شفقتك..تردد فى غيظ تنتبه حتى لايسمعها ذلك الجار الذى لايكف عن اتباعها..توفى زوجها والكل ينتظر ان يحصل على نصيبه اللعنة عليهم جميعا تردد تلك المره دون خوف...
منذ ان مات تعلمت ان لاتخاف ليس مثل المره السابقة عندما رحل زوجها..خافت كثيرا عندما تطلعت لعين اخوها الوحيد ستعود له من جديد..راقبت عينى زوجته الماكره،تقلصت عضلات بطنها التى لاتزال تعانى اثار الولاده الثانية ..مسكينة الصغيرة لن ترى لها ابا ابدا..اعين الصغير حائره يبحث عن ابوه..لقد تعلق به كثيرا..صفية منصفه تردد دوما كان جيدا مع الفتى الصغير يحبه كثيرا بقدر ما يكرهها هى!
تبدأ زوجة الاخ فى البحث عن زوج جديد محتمل ،تجيد دوما صفية التخلص منهم ..تعلمت كيف تفعلها فى كل مره حتى باتت تتقن الامر..رغم الخوف شعرت انها حره لاول مرة منذ سنوات طويلة ستتمكن من ان تعيش دون الخوف من اقتراب زوج ..احبت الصغير واعتنت بالصغيرة حتى وهى ترحل الى شقتها وحيده من جديد بصحبتهم لاتعرف كيف تبدا كانت مطمئنه البال..متى عاد الخوف من جديد؟ لاتذكر جيدا لكنه عاد وجعلها تقفز ذات ليلة فى منتصف الليل فى قلب ظلام الحى فى خوف تبحث عن شمعه تضىء لها انقطاع الكهرباء عن الشارع..
تذكرت غمزهن عليها فى المصنع حديث ابراهيم على المشرفات ..الغمز ازداد قالوا ابراهيم يريدها سكرتيرة له ..سكرتيره مثل الاخريات عندما ينتهى منهن يرحلن..تلعثمت دار عقلها..منذ تلك اللحظة بدات تضبط وهى تتحدث مع عقلها بصوت مرتفع ..قالوا مجنونة..اشفق البعض..خاف الاخر اما الباقية ارادت طردها ..انكفأت خلف ماكينة الخياطة تعمل بجهد تحول اقماش الى ملابس لسيدات الحى واحدة بعد الاخرى..صفية الخياطة فى العمارة الثامنة الدور الثانى من ذلك الحى العتيق ..تردى نفس الملابس دما ..انها امراة بخيلة ..تعتنى بكل قرش..صفية..صفية
متى ينسون امرها ليستريحوا وترتاح صفية..
حتى جاء يوما تشرب قهوتها على شرفتها فتراه ..متى تهبط الملائكه فى وضح النهار..هل هذا ه من النظره الاولى لا يراها لن يراها ..تراقبه يصعد الى العجوز..متى جاء وكيف ظهر؟سنوات لها ولم تراه من قبل لم ترى اى شخصا يسال على العجوز..
حاولت ان تنسى لكن عقلها رفض..صار شغلها الشاغل انتظار ساعة قدومه وتخيل حديثه مع جدته حوالى النصف ساعة قبل ان يرحل بخفه مثلما جاء..