عزيزتي المرأة النّذلة



نادية خلوف
2021 / 3 / 1

عشرات السّيدات العربيات و السّوريّات قتلن بدم بارد من قبل أزواجهن .
مئات النّساء السوريات يحاربن بناتهن .
وآلاف الزّوجات الشّابات يعانين من أزواجهن ، لكنّهن يعتقدن أنهن لا يستطعن فراقهم لأنهن يحببنهم.
طبعاً الحفاظ على العائلة مهم ، وعلى النّساء و الرّجال أن يحاولوا فتح حوار حول الأمور العالقة، و علينا أن لا ننكر أن هناك نسبة غير قليلة من الرّجال تحاول قدر الإمكان الاهتمام بالعائلة و الزوجة و الأطفال ،هنا لا يشمل الحديث هؤلاء الرّجال .
آخر قصة سمعتها من لسان والد " الضحية الفتاة" ، وهي حتى الآن ضحيّة تتعرّض للعنف، لم تقتل بعد، لكن يمكنك التنبؤ بأنّها قد تقتل في الغد، و لو كانت تعيش في سورية لعذرنا صمتها، لكنّها تعيش في الغرب. الضّحية المهدّدة بالموت يحبسها زوجها في الحمام، يضربها، يحمل عليها مسدساً بعد أن يذهب بها إلى الغابة ، يذلّها ، يصورها وهي تصرخ ليثبت أنّها مجنونة . هو العنف الجسدي، و العنف اللفظي، كما أنه يهدّدها بأنّه سوف يحرمها من رؤية أولادها .
ما الحل؟
هل ينتظر الأب أن تختفي ابنته ؟
ما ذنب الأطفال كي يعيشوا هذه الحالة من الرّعب؟
نصحته أن يبلّغ الشّرطة ، وفي هذه الحال تتدخل الدولة لحماية الأطفال حتى لو كان البلاغ حول العنف من شخص غريب، وتخيّر الزوجة بين البقاء مع أطفالها، أو زوجها ، لأنّ حق الطفل مقدّس ، وعليهم حمايته.
لن نناقش قوانين الغرب ، لكن إذا كانت الفتاة تعيش بالغرب، وتقبل بذلك الذّل و الإهانة، فما بالك عن حالها في سورية .لماذا تعرّض النّساء أنفسهن للعنف، والتهديد بالموت، و أحياناً تموت فعلاً ؟
عزيزتي المرأة: سوف تعيشين الحياة مرّة واحدة ، حتى لو تزوجت فارس الأحلام عن حبّ، لكنّه اليوم يهدّدك بالموت. اهربي على الأقل من الموت. لا تسمحي له أن يقتلك، أو يهددك بالقتل. سيدتي النّذلة : لا تقولي أن الأمر يتعلق بأطفالك، فإن كنت في الغرب فأنت وأطفالك محمية بالقانون، و إن كنت في سورية سيفصل بموضوع الأطفال قانون الغاب، ولن يفيد صبرك، فعندما يرغب هذا الفارس في حرمانك سوف يحرمك. لا يوجد قانون ، حتى لو وجد.
و أنت أيتها الأمّ النذلة : بدلاً من أن تتعاطفي مع ابنتك. تهددينها بأنها لو تطلقت فلن تدخل بيتك. كيف تسمحين لزوجها أن يضربها في بيتك، و أمام ناظرك؟
لا. ليس جميع النساء تستحق الاحترام. كيف لي أن أحترم أمّاً لا تحمي ابنتها من الموت، هنا لا أرغب أن أعفي الأب من المسؤولية، عليه أن يحمي ابنته.
أمثلة كثيرة ، كنت قد كتبت عنها سابقاً ، وهناك فتاة في سورية كنت قد قرأت الخبر عنها على صحيفة سورية ربطتها أمّها و أخوالها ، وقتلوها من أجل الوراثة، كما أنّ أم الفتاة السورية الكردية التي تعرضت للاغتصاب في سورية وذهبت إلى ألمانيا . استجرت أمها قاتلاً، وقتلتها. هنا لا بدّ أن أطرح السّؤال أيهما أسوأ : الذكورة، أم الأنوثة النذلة؟