دور المؤسسة الدينية في بخس حقوق المرأة



سهيلة عبد الانيس
2021 / 3 / 3

لم تكن احداث ما بعد 2003 بالنسبه للمرأة العراقية، الا تكملة لمسلسل القهر والظلم والحيف الذي عانت وتعاني منه المرأة، وقد نجحت المؤسسة الدينية الاسلامية ( الشيعية) في لعب دورا ربما يمكن وصفه ب (القذر) والمتجارة بما يسمى بالحقوق المزعومة للمرأة المسلمه، فزاد باسم الدين (المذهب) تعينف المرأة والصاق ذاك بالوضع الاقتصادي فقط.
فشرعنة زواج القاصرات مثلا واحدة من اكبر الجرائم بشاعه، لا بل ان هناك الأبشع والذي يذهب الى القول بشرعية عقد قران الفتاة من أول يوم ولادتها وبالتالي تكون سلعه لرجل يمتلكها .
في احدى المرات دخلت بنقاش مع احد الزملاء الذين يدعون التدين، حول قانون الاحوال الشيعي الذي منح الحق الشرعي لزواج القاصر ، وكنت طبعا بالضد من هذا القانون الجائر.
قال لي: اتدرين ماذا يحصل في القرى والارياف؟
تزوج الفتاة بدون قانون وتعطى كهدية للرجل، وهذا القانون جاء للحد من هذه الحالات. فكان ردي وقتها ولماذا نساعد في تعميم هكذا حالات بسن قانون شرعي لهم، بدل ان نقف بوجه هذه الممارسات الظالمه في حق المرأة عن طريق اجراء حملات التوعية باهمية المرأة ودورها في المجتمع.
لقد وجد رجال الدين بعمائمهم من يشتري بضاعتهم فاصبح الدين والحقوق تفصل كما يحلو لهم ولمن يؤمن بهم وما اكثرهم( مع الاسف). وجاء الالتزم براي بهذه الفتاوى، ليس ايمان وانما لان مثل هكذا فتاوى تخدم اغراض البعض وتحقق امانيهم في الجنس (الحلال) والقيادة والزعامه والعضمه على حساب المرأة .
فلخصوا الدين بالمرأة، وحق الرجل بالزواج باربعه وعملوا على ترسيخ فكرة المراة عورة، والمرأة بنصف دين ونصف عقل ووووو.... وقائمة بخس الحقوق تطول فكانت هذه الفتاوى بمثابة صك السماح للرجل لكي يستعرض فحولته.

كل هذا ساعد وبشكل كبير في زيادة حالات التعنيف وحالات الانتحار ، وارتفاع حالات العدائية التي وصلت بالمراة في بعض الاحيان الى ان تقتُل لتنتقم من هذا الواقع المرير.
أعتقد ان المشكلة تكمن في ان المتكلمين بأسم الدين، اعطو صلاحيات وقدر عظيم للرجل وفضلوه في كل الاحوال على المرأة، وتفضيل الذكورة واضح في القرآن وزاد عليه "الملح والبهار" رجال الدين ليعطوالرجل العضمه الكاملة والقوة غير المتناهية في التحكم بمصير المرأة وفي ابسط حقوقها.
في الغالب ان الخلل ليس في الرجل فحسب، فالمرأة المستسلمة للامر الواقع التي تقبل، وتتسامح وتعفو هي من تفوت الفرضه على حالها وترضخ سهلة أمام جبروت الذكورة.
الدين،العائلة، الاعراف، الرجل، المرأة والنشأة، الجميع مسوؤل، يجب اعادة النظر وتصحيح المعادلة، والمعادلة تعني المراة تساوي الرجل والرجل يساوي المرأة .
ليكن يوم الاحتفال العالمي للمرأة هذا العام صرخه مدوية لنصرتها ضد الفتاوى التي تؤسس دائما لتبقى المرأة دون مستوى الرجل ولتحيا المرأة حرة كريم عزيزة قوية دون وصايه لاحد عليها .