ما مكانة المرأة بين العرب ؟



عبد اللطيف بن سالم
2021 / 3 / 7

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

المرأة هي أمّ الرجل وهي الزوجة التي بسببها الحياة تستمر وتتواصل، فهلاّ نعترف لها في مجتمعاتنا العربية بما تستحقه من تقدير وتبجيل ومعزة ؟
ألا يخجل الواحد منا من أن لا يقوم إجلالا وإكبارا لمن كانت سببا في وجوده والتي "حملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا" كما جاء في الكتاب المقدس وهي المدرسة الأولى في تربيته وتكوينه ؟ أم أن المجتمع العربي لا يزال كعهدنا به منذ العصر الجاهلي إلى اليوم مجتمعا أبويا "رجاليا" في أغلبه لا يأبه كثيرا بالمرأة و لا يُعيرها الاهتمام اللازم و الضروري حتى تصير كما نُريدها خير أم في العالم و خير زوجة للرجل من أجل الحصول على خير أسرة ممكنة و على خير مدرسة ( إذا أعددناها أعددنا شعبا طيّب الأعراق) كما يقول الشاعر و خصوصا في هذا الزمن الذي طالما احتجنا فيه إلى المحافظة على التوازن في الشخصية الفردية و الشخصية الاجتماعية أو القاعديّة " personnalité de base " المهددة باللامبالاة والهامشية اليوم أكثر من أي زمن في السابق وحتى يتسنى لنا أن نتقدم كغيرنا من الأمم في مواكبة الحضارة المعاصرة في علومها و صناعاتها و تكنولوجياتها و أخلاقياتها المتطورة و لا نقع مجددا في ما وقعنا فيه هذه المدة بالخصوص من الهوان و المذلة كما لو أننا من حثالة البشر.
لو كانت المرأة عندنا في المستوى المطلوب واللائق من التطوّر في جميع المجالات التربوية والعلمية والثقافية والسلوكية كغيرها من النسوة في العالم المتقدم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من الرداءة والتفاهة والهامشية وكما لو كنا مصابين بالشلل نمشي في الأرض على قدم واحدة ولما أنتجت الأسرة العربية مثل هؤلاء الأغبياء والجهلة الواقعين في شباك التنظيمات المتطرفة لاستخدامهم في ما صار يُعرف الآن بالإرهاب لتحقيق أهداف إجرامية مختلفة موظفة في خدمة الإمبريالية والرجعية الظلامية الغادرة فإن أردنا أن نتقدم كغيرنا من الأمم الناهضة لا بد من الإسراع في جميع البلدان العربية في تحقيق المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق والواجبات وبالخصوص منها حقها في التعليم وطلب المعرفة على اختلاف أنواعها وأشكالها خصوصا وقد ـأكدت جدارتها في ذلك عندما منحت الفرصة لذلك في بعض بلداننا السائرة في طريق النمو وفي طريق تحرير المرأة ومنحها حقها في المساواة مع أخيها الرجل وإلا فإننا سنبقى - إن قُدر لنا أن نبقى - نحدو دائما آخر الركب ولا فخر لنا بما لدينا من الثروات ومن الأموال الطائلة إن بقينا هكذا بلا عقول نيّرة تصنع قدرها بنفسها ولا تنتظر ذلك من السماء علما وأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة كما قال عمر بن الخطاب سابقا ...