المرأة في المجتمع .. مساوة و حرية ..



عصام محمد جميل مروة
2021 / 3 / 7

مع عودة وإطلالة اليوم الثامن من اذار ككل عام تقفُ البشرية جمعاء امام فعل ودور المرأة التي تحملت وتتحمل الصعاب وهي حتماً تنتظرُ الأصعب في شتى المجالات وفي كافة الدول والمجتمعات حتى لو كانت شيوعية ،أو ديموقراطية ،او مسيحية، او يهودية، او اسلامية ،او ملحدة، او بوذية، او مجوسية ،او سيخية، في الهند ، ولا تعترف سوى بالإحراق والنار وعبادات متعددة الأطوار والألوان والأدوار لكل من أولئك نسجاً ونسيماً وتسميات ونهجاً وكيفية خاصة في إدراج معالم الحكم على المرأة من مبادئ ومنطلقات على إنها الأضعف !؟. وذلك مجسد في التاريخ حتى لو زُوِرَ او تم لعب هنا او هناك في تجميل صورة ودور ومِحن وهول إطار حكم على المرأة ، مهما طال الشرح تبقى "الأنثي ضعيفة والزاوية والركن الرخو في كل بناء" .
علماً لو انصفنا المرأة منذ بداية البشرية الى اللحظة فلسوف نستخلص من إنها كانت الأولى منذ بداية ترسيم وخلق البشرية ومنها تم وتشكل جمال الإنسان.
كان هناك "آدم ، وحواء" يعني الأنثي والذكر وإن زاد وطال البحث في الشرح والتفصيل حول جوهر الموضوع يبقى الصراع الكبير والتساؤل لماذ يتم التعامل مع المرأة كونها ضعيفة ، برغم اتمام كامل واجباتها على اكمل وجه . ومن هنا يمكننا ان نصل الى فجور وفضح ودور وضمور من ينعتها بإنها مُقصرة.
حتى لو عددنا ووصلنا الى قمة السرديات والروايات التي كُتِبّ حولها وعنها الكبار من اصحاب الأقلام وبكل اللغات الكبرى من الصينية ،والفرنسية ،والأنكليزية، والإسبانية!؟. وقد يجرنا الحديث هنا في راحة وحرية كاملة على دور المرأة من خلال اللغة العربية على الأقل منذ سنوات الإعتراف بعيدها يوم الثامن من اذار بعد اعوام 1922 وصاعداً ووصول إنعكاسات وإرتدادات الإهتمام من جانب الدول في تعظيم نهج ودور المرأة. لكننا يجب وقبل أن نُقِرُ ونعترف بإن "الأديان جميعاً " حددوا دون تفرقة من إن المرأة خاصرة رخوة وفي كل الملل والنحل وبجميع اللغات!؟.تم إضطهادها ويتم الإتفاق الى اللحظة في جعلها خلف الرجل الى ما شاء!؟.
لماذا نضع مؤشرات حول دورها الريادي في بعض الثورات ولن نقول بأكملها وعلينا الرجوع والعودة الى ما قامت بهِ فعلاً وليس قولاً في السنوات العشرة الأخيرة ، بعدما فُعِلت وفُجِرت الثورات داخل شوارع العالم وعواصم الدول العربية التي إشتهرت بربيعيتها.
وهي التي صدحت ورفعت صوتها وكتبت على لافتات الأيام والليالي ان الظلام قد ولىّ وإن المساواة والإشعاع قد بدأ، والحرية صارت بين قاب قوسين نجوةً لكل فتاة وإمرأة عربية تم إدراجها على إنها مملوكة للذكر !؟.
في كل من تونس ،ومصر، ولبنان ،وليبيا، واليمن، وسوريا ،والمغرب ،والجزائر ،والسودان . ولها كذلك المرأة دوراً مميزاًً لعبتهُ منذ الإحتلال الصهيوني لفلسطين .
حيث شاهدناها ورأيناها على مدى التاريخ غداة الإحتلال بأن المرأة قد تعرضت للإهانة مباشرة من قِبل الإحتلال سواءاً كانت جدة ،ام والدة، ام زوجة، ام اخت ، لكنها في النهاية دأبت على اتمام واجباتها دون انتقاص نتيجة حريتها المطلقة برغم التمييز العنصري وإجبارها على خيارها بين الأعتراف والحريّة وبعد (اغتصابها )،كانت قدوةً لا وتتعلق بالترفع عن إتهامها بشرفها كونها انثي!؟.
انها مناضلة وثورية تسعى وبكل مقدرتها المتواضعة في مقاومة ومعارضة المحتل وقول ما لا يستطيع الرجل فعله وقولهِ بوجه وامام المحاكم الصهيونية القاتلة . ومن المستبعد بعد كل تلك البطولات وتحملها الجوع ،والفقر ،والعوز، والمرض ، بأن تُتهم المرأة وإخضاعها الى نظام معين ، وهنا ومن باب التكامل معها في اقوال وافعال حول جدارة نشاطها وسعيها الدؤوب للوصول الى القمة في المساواة وإن ثبتت إنها قادرة على ان تقوم بأدوار صعبة، ومشقة، جسدية ،وروحية ،وعقلية ، في الطموح والتقدم الى اعلى القمم في السلطة ، وتبوءها مراكز الرئاسة في بعض الدول الأسيوية خصوصاً في مراحل فترة الثمانينيّات. بعد ما ارخت وارست اثاراً مهمة عن تضامن النساء الضعفاء في تلك الدول وتُرِكت المرأة عنوةً في إختراق مهم نتيجة تزايد وتصاعد البطالة وكانت الخدمات التي تقدمها النساء قد مهدت الى حصولها ونيلها مراتب رئاسية في تلك البقعة من العالم اذا ما قلنا إنهُ منسيٌ وليس لَهُ تأثير سياسي على المستوى الدولي.
عودةً على بدء في حقيقة إعطاء وتزكية المرأة اليوم في هذا العصر الصعب وسياق الغضب المستمر على مجريات الاحداث وصولاً مع جائحة" الكوفيد الكورونا القاتل والصامت " الذي لم يفرق ما بين شيخ وكهل وطفل وصبية وذكر وانثي . لكنها المرأة كانت وما زالت كما تعودنا ان نشاهدها مضحية وبكل شراسة تواجه كل من يتعدى على المجتمع وهي من اوائل الواقفين في المقدمة والمجابهة والمراجعة وبكل الأساليب المتاحة.برغم كل تلك التضحيات تقف المرأة كذلك ضد كل من يسعى الى اعادة تقليص دورها الريادي وعدم السماح الى تقبل العيش واعادة التاريخ الى الوراء.يعني ذلك التنبه الى إزدياد ورفعة تطور دورها في كل شئ . كونها رئيسة ونائبة رئيس في اكبر دولة تحكم العالم . يجب الإعتراف انها تستطيع بعد اثبات دورها انها مناضلة اصيلة وثورية غاضبة ومحامية وطبيبة وقائدة طائرات ومهن ليس حكراً للذكر وحسب ، بل انها قد تحمى المجتمع وتحصن نمط الشعور بالمسؤولية من خلال إدراكها وحسها وطيبة التعامل مع الواقع من منطلق انساني ثابت !؟.
هي اذاً مرشحة للتنافس مع شريكها الرجل في سباقٍ ومواقف ديموقراطية ولا ينقصها لا الوهن وتكتمل في نبذ الهزيمة وإصرارها على العزيمة .
ندرى جيداً ان ماهية الانسان في المفاهيم والإدراك الضرورية للتعايش والكمال في العقل الذي ينطبق على الرجل والمرأة ، اذا هنا نطرح المعادلة الابدية لماذا نُعوّلُ دائماً على إختصاص الذكر ونمنحهُ كل شيء. وعندما ندخل الى معادلة الحقوق للمرأة فترانا جميعاً نقف على منحها كل مفاصل الشك والوصف كونها عاجزة وإتهامها ربما " ناقصة عقل ودين " !؟.
وهنا الوقوع في الرذيلة وفي جوهر ولب وقلب الغلط ،عندما نضع ونضخ اشاعة الحدود ما بين المرأة والرجل او بالشكل الأوضح في اسلوب إخضاع وإجبار المرأة ان تكون فقط "آلةولادة ومرضعة" وجاهزة دائماً لنزوات وشهوات الذكر . ان ابسط الأمور عندما تُترك المرأة لإختيارها ما تريد وما لا تريد وقد يكون مسارها الإنساني هو الصائب وهي صاحبة الفضل والفصل في ذلك .رغماً عن ورود النصوص في كل الكتب السماوية في تكريمها، لكننا نجدها في التعامل معها بكل تخلف وعدم الإكتراث لأحقية وبروز دورها ليس إلا خوفاً على إقصاء نزعة قيادة الرجل !؟.
لكن هناك ظلامات اكثر دقة ومعينة في سردها يبقى جرح نازف على مدى التطور الإنساني كما ان وجوب قواسم مشتركة بين الرجل والمرأة في العمل وفِي الواجب والحب والإرادة ،وهناك ابواب مجهولة يجب فتحها لكى نُنجزُ مجتمعاً اصيلاً وخالى من الشوائب اولاً ان نترك للمرأة حريتها بلا قيود وان لا نمارس الذكورية فقط عندما نضغط عليها في تراتب الأحوال الشخصية والمدنية إبتداءاً من حقها في المساواة وتنازلها عن الميراث وعدم تركها عرضة لتغافل المجتمع لها بسبب تعدد المشاكل وان نجعلها اخر القافلة مع صعوبة الحياة.

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 7 / اذار / 2021 / ..