اين نحن من حقوق المرأة ؟



حسن نبو
2021 / 3 / 8

في هذا اليوم ،الثامن من اذار اغلب المتواصلين اجتماعيا ، اي الذين لهم علاقة بوسائل التواصل الاجتماعي سيكتبون عن حقوق المرأة ، كل واحد حسب مايحمل من رؤية وثقافة في هذا المجال ، ومهما كانت الكلمات براقة ورقراقة وجذابة ، فلن يكون لها اثر او معنى ولن تؤدي الى اي نتيجة ، لأننا مهما كتبنا وقلنا من كلمات جميلة عن المرأة وعن حقوقها لن نقدم شيئا يؤدي الى مساواتها بالرجل او الى نيلها لحقوقها ، مادام هناك ارث او موروث اجتماعي وثقافي وديني يضطهد المرأة ، او لنقل يقزم المرأة ويصنفها اجتماعيا كتابع للرجل وبالتالي يضعها في هامش مسيرة المجتمع ، ارث تكون منذ مئات السنين بل اكثر ، لأن هذا الارث متأصل بنسبة ما قلت او كثرت موجودة في اعماق كل واحد منا ويجعلنا ننظر الى المرأة ككائن اقل عن الرجل او ادنى مرتبة منه .
حصول المرأة على حقوقها الواردة في الاتفاقيات الدولية لن يتم الا بتفكيك هذا الارث والغاء كل جوانبه التي تحد من اي انطلاقة حقيقية للمرأة نحو حقوقها المنصوص عليها في الاتفاقيات المذكورة وهذا امر صعب بل صعب جدا بسبب هيمنة المقدس الذي يستحيل الغاءه على الكثير جوانب التراث .

لقد فشلت مجتمعاتنا ، اي مجتمعات العالم الثالث في احراز اي تقدم في مجال اخراج المرأة من المكان الذي وضعه الارث فيه ، وماحدث من تغيير في هذا المجال ليس سوى شذرات كلامية لم تؤد الى اي تغيير فعلي في مكانة المرأة .
يمكننا الاقرار بحدوث تغيير ما في الموقف من تعليم المرأة ، اي ان ابواب التعلبم فتحت امام كلا الجنسين ، وهذا التغيير فرض نفسه في المدن اكثر منه في الارياف ، لكن هذا التعليم لم يخرج كثيرا عن نطاق قواعد وسلوكيات الموروث ولذلك لم يتمكن من تخطي الموروث في خطوطه العامة، فالمرأة مثلا في مجتمعنا حتى ان كانت تحمل شهادة الدكتوراة في حقل تعليمي فإنها تحرم من تركة والدها ووالدتها بعد وفاتهما، ربما هناك قلة قليلة تشذ عن هذه القاعدة لكنها لاتؤثر على رؤية غالبية افراد المجتمع ، وهذا الامر سببه الارث الاجتماعي ، ومثل هذه المرأة لاتستطيع ان تمنع زوجها من الزواج بإمرأة ثانية بسبب التعاليم الواردة في موروثنا الديني بهذا الخصوص ..الخ

كيف يمكن تغيير التراث او تغيير التعاليم او الثقافة الواردة فيه التي تمنع المرأة من مساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات؟
ان الاجابة على هذا السؤاال ليس بالامر السهل واعتقد ان حصول المرأة على حقوقها وممارستها لواجباتها اسوة بالرجل يتطلب تغيير المجتمع ، ليس في مجال الموروث المتعلق بالمرأة فحسب ، بل على صعيد الكثير من المفاهيم والرؤى في الكثير من المجالات ، اذ لايمكن فصل قضية المرأة عن قضية المجتمع ككل .