أمي الكردية التي لم تلدني



عبدالله عطية شناوة
2021 / 3 / 20

يحتفل الشعب الكردي اليوم بعيده القومي وعيد الربيع، عيد نوروز، الذي تشاركهم الأحتفال به عديد من شعوب الشرق الأوسط . كما أن عديدا من البلدان العربية تحتفل بهذا اليوم كعيد للأم.

وفي نوروز وعيد الأم من كل عام أتذكر أم كردية كادحة، غاية في الكرم وغنى الروح ونبلها. تشرفت بزيارة بيتها البسيط مع رفاق لي من الأكراد، خلال فترة النضال ضد دكتاتورية صدام حسين.

حنان تلك الأم الكردية لم يقتصر على أولادها الشبان الثلاثة، بل شملت أمومتها حتى الطيور، فبنت في السقف الخشبي لبيتها البسيط في سهل شهرزور أوكارا وأعشاشا، تلوذ بها الطيور من صقيع ثلوج كردستان، وتزودها بالماء والطعام.

منذ الزيارة الأولى لبيت تلك الأم الكردية، لاحظت اني لا أجيد اللغة الكردية، وعرفت اني لست كرديا، فصارت تحيطني بعناية خاصة، يحسدني عليها رفاقي الكرد.

وفي احدى الزيارات عرفت اني لم التق بعائلتي منذ سنوات، فتساءلت يحرقة، كيف هو حال قلب أمك الآن؟ وانطلقت دموعها إشفاقا على ام عربية لم تَر وليدها من سنين.

تلك الدموع النبيلة التي سأذكرها ما حييت، لم يمنعها من الأنطلاق، تعاطفا مع ام عربية، حقيقة ان هناك امهات عربيّات كان أبناء لهن يقومون بحرق وتدمير قرى كردية، بأمر من "دكتاتور عربي".

على بساطتها أدركت تلك الأم النبيلة ان أخوة البشر، والتعاطف بينهم، أسمى من ان تقوضهما جريمة مهما كان حجمها، ومجرمون مهما أوغلوا في الدماء.

مجدا وسلاما لك يا أمي الكردية التي لم تلدني. ومجدا لشعبك الحر، والعار السرمدي لمن روعك وآذاكِ، ومثله لمن يريد، من أجل شهوة السلطة، ان يزرع الحقد والضغينة بين الشعوب.