نوال السعداوي توشح مارس بالوسام الذهبي



كمال آيت بن يوبا
2021 / 3 / 22

حرية – مساوا- أخوة

و شاء القدر أن تسلم عملاقة الدفاع عن النساء في شمال إفريقيا والشرق الأوسط الأميرة نوال السعداوي روحها في الشهر نفسه الذي تم تخصيص الثامن منه يوما عيدا عالميا لسيدة الكون المرأة لكن في الواحد و عشرين منه الذي هو بداية الربيع .

ومن هنا البداية......بداية الربيع...

...ربيع السيدات .....اللواتي قلنا في مقالات سابقة أنهن أمهات النوع البشري كله ..

الربيع آت لا جدال في ذلك للنساء ...

الأميرة نوال دافعت عن المساواة و الكرامة للنساء كطبيبة و مفكرة و فيلسوفة .ودحضت تلك المقولة التي يتلفظ بها البعض دون تفكير"النساء ناقصات عقل" ...فكان عقلها وكتاباتها حجة في حد ذاته ...

ناقشت رجال الدين و الثراث الديني و ما فيه من عسف بالعقل و المنطق في كتبها و حواراتها المتلفزة .و دافعت عن حرية الدين والمعتقد ...و عن الحرية في إطارها العام ...و شجبت الديكتاتورية الذكورية الدينية و غيرها ...

و حين أتعبت آلتها المنطقية هؤلاء شتموها ...و قالوا عنها عاقصة و عجوز و شمطاء و غير ذلك من النعوت ...
لكنها ربت جيلا من النساء قادرات على تسلم المشعل منها .فكانت مثل حبة القمح التي تلد الملايين.

إرتقاؤها اليوم هو فقط راحة من تعب كبير أصابها بسبب الإجهاد الذي عانت منه لردح طويل في نضالها من أجل مجتمع متوازن ليس أعرجا يمشي برجل واحدة .نضال من أجل رد الإعتبار و ليس من أجل الإنتقام ..فالأم كإنسانة معروفة بالتضحيات معروفة أيضا بالغفران للذين يسئون إليها ..

و من يعتقد أنها صمتت فهو واهم ..لأن بناتها اليوم في كل مكان يملأن كل مكان بضجيج الدفاع عن النساء الأمهات ...

لن أقول لك وداعا سيدتي الكريمة لأنك ستبقين كما كنت دائما حاضرة في وجدادنا و أذهاننا كسيدة و منارة عملاقة تضيء لنا الدرب و لا تنكسر أبدا ..

و لأن مارس قد نال منك وساما ذهبيا بإحتضانه ليوم الواحد والعشرين منه كتاريخ لا ينسى لإرتقائك الأبدي ...

تعازي الحارة من المغرب لعائلة الأميرة نوال و للشعب المصري و للمسؤولين المصريين و لهيئة الحوار المتمدن و للمثقفين و المدافعين والمدافعات عن حقوق المرأة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط و كل مكان ..