الرجل النسوي



نادية خلوف
2021 / 3 / 23

عزيزي الرجل : لا تخلط بين ذكوريتك و النسوية!
رأيت اندفاعك الكبير كي تشارك النساء همومهن، واندفاعك لأن تفرض وجودك في مجموعاتهن كنسوي ، كما رأيتك و أنت تعنّف زوجتك بينما تحتسي كأسك ، وتتعالى عليها . أنت خطير تماماً كعالم دين لم نعرف من علمه سوى حديثه عن جسد المرأة و المحرمات منه ، حيث يشبه جسدها التّفاحة فيه أماكن منخورة لا تؤكل .
سوف أوجه لك سؤالاً : هل صحبت زوجتك و أطفالك إلى أماكن توفر لهم فيها جواً من السّعادة ؟ بالطبّع لا. البارحة كان لي لقاء مع زوجتك ، قالت لي أن البيت جحيم لا يطاق، و أنّ حياتهم جميعاً تتمحور حولك. هم يخافون منك عندما تجلس لتشرب كأسك، يخافون أن يطلبوا منك طلباً ، يخافون من وجودك كلّه ويتمنون أن لا تأتي إلى المنزل إلا من أجل النوم .
اليوم التقيت بأختك. تقول عنك طماع. أخذت حقها في الميراث، تخليت عنها بعد أن طلقها زوجها، قلت لها أن العذر فيها.
أما ابنتك فقالت أنّها تخجل أن تكون أباها ، لآنّها تعرف عن علاقتك مع النساء وكيف تصرف المال عليهن ، وتترك عائلتك دون طعام.
منذ أيام سمعنا قصة قتل أحد المؤمنين لزوجته غسلاً للعار . هي طليقته ، وليست زوجته تسلل إلى منزلها وقتلها غير نادم . لقد وعدها قبل الطلاق أنه سوف ينتصر.
الحاج بهلول اتهم زوجته بالجنون ، وكسب قضية حضانة الأطفال حيث رماهم على مسؤولية أمّه لأن الحضانة لها ، هو لم يخالف تعاليم الدين، فلو كانت أم زوجته على قيد الحياة لأعطاها الحق بالحضانة ، و أرسل ابنتها إلى مستشفى الأمراض العقلية ، لكنه اختصر الموضوع، وزوجته اليوم مشردة، و لا أتوقع أن تصمد كثيراً ، فالجنون أحياناً هو أحد الحلول .
النّسوي عبد الحسين اتهم زوجته أنّها مختلّة عقلياً ، وقال لها بأنّ الطبيب قال له : كيف تسمح لتلك المرأة المختلة أن تربي أولادك ؟ و لآنها مختلة تخلى عنها وعن أولاده ، لكن تلك المرأة لم تكن مختلة صاغت حياتها من جديد ، وكبر أولادها فعرفوا أن والدهم النسوي كاذب فغيروا كنيتهم!
نحن النساء ليس لدينا مشكلة مع الرّجال شريطة أن يكونوا رجالاً عاديين، فلا نرغب برجل خارق. نأمل أن نلتقي بالرجل العادي الذي يقبل أن نشاركه الحياة كشركاء حقيقيين ، وليس مثل المحامي طيسون الذي جرّد زوجته من أموالها، ثم ادّعى أنّها متصابية ، و أنّه رجل واقعي. لقد رممت زوجة طيسون حياتها، وهجرت المكان إلى مكان أكثر تقدماً ، بعد عشر سوات أصبح طيسون في سن الشيخوخة، لكنه لا زال يعتقد نفسه شاباً، ويحاول أن يكون زير نساء.
عزيزي الرّجل: لا أرغب أن أثقل كاهلك بالأمثلة ، فقط أقول لك لا داعي أن تكون نسوياً. كن رجلاً فقط ، وليس ذكراً ، وسوف أقول لك سرّاً : بالأمس دخلت إلى مجموعة نسوية رأيتك ناشطاً فيها وعلى مدار السّاعة تفرز سمومك القومية التي لا علاقة لها بالمرأة.
النسوية ياعزيزي في وطنني العربي تعني : أنّني أكاد أنفجر غيظاً من الذكور. زوجي، و أخي ، وأبي يتعاونون على قمعي . لا أرغب بنسوي سكّير ، ولا بعالم دين. كلاهما خطر على حياتي.
تعلّمت منك أن أحصي كلماتك المبطنة ، أعطيها تفسيراً، فعندما تقول لي :" لو تركتك سوف تعوين مثل الكلاب " سوف أسعى للنجاح، و أجعلك تعوي بالمقلوب، فلست أنا من يجب أن يذل على يديك .
عزيزي الرّجل: أعرف أن العذر فيني ، فأنا التي نصبت نفسي حارساً على بنات جنسي كي يكنّ تحت وصايتك، و أخفتهن من العنوسة ، و الطلاق ، وجعلتهن صابرات، ولسن ثائرات ، لكنّهن فهمن اللعبة. هنّ اليوم يسعين جهة الاستقلال ، فإن وجد الشريك الرجل فلا بأس ، و إن لم يوجد فلا بد أن يجدنه بعد زمن. لا عمر للحبّ و الزواج ، ولا يوجد شيء اسمه عنوسة. هناك فكرك الذكوري الذي يعطي للفتاة ذلك اللقب . و أخيراً، وليس آخراً : أتمنى لك الشّفاء .