أول سيدة في تاريخ المغر ب رئيسة للمجلس الأعلى للحسابات



كمال آيت بن يوبا
2021 / 3 / 23

حرية – مساواة – أخوة


مجرد رأي

المجلس الأعلى للحسابات هو مؤسسة مراقبة عُليا على المال العام في المؤسسات العمومية و غيرها الذي يقوم بدور المراقب لسير هذه المؤسسات وفق القوانين والمساطر الجاري بها العمل و إستجلاء أي خلل محتمل في تسسيرها ...و هو في نفس الوقت أداة من أدوات الحكامة و المحاسبة ..و المستهدف في الأخير هو المواطن الذي يحميه عمل هذا المجلس و ذلك بفحص صرف الأموال العمومية و تبيان هل ذهبت فعلا إلى حيث تم رصدها في القانون المالي الذي يصادق عليه البرلمان ..

هذا المجلس له أساس قانوني و شرعية في الدستور الجديد لسنة 2011 ..

رئيس المجلس الأعلى للحسابات الذي سيشغل هذا المنصب الذي هو من المناصب العليا يجب إذن أن يتوفر فيه علاوة على الكفاءة المهنية في تدقيق الحسابات العمومية و الذكاء شرط الثقة الكبيرة التي يجب أن ينالها من طرف الجهات العليا في الدولة ..

يوم أمس نالت الثقة في تعيينها لشغل رئيسة المجلس الأعلى للحسابات أول سيدة مغربية محترمة هي سعادة السيدة زينب العدوي التي سبق لها أن نالت الثقة في شغل عدة مناصب عليا منها مناصب والية على إقليمي مدينتي االقنيطرة و أكادير و عدة مناصب أخرى كرئيسة جهوية للحسابات ...(أنظر رابط الخبر أسفله الذي نشرته جريدة الزنقة 20 المغربية مشكورة )

لأول مرة في تاريخ المغرب ربما سيدة مغربية هي سعادة السيدة زينب العدوي ستشغل منصبا رفيع المستوى مثل هذا ..

و بدت السيدة أثناء تعيينها بمظهر عصري يعكس توجه المغرب نحو الحداثة والعصرنة التي تطبع القرن 21 ... فهنيئا لها ...

حسب ما كنت أسمع عنها في مدينة القنيطرة أنها كانت جدية و محترمة جدا و محبوبة من طرف سكان القنيطرة نظرا لإنصاتها لهم و عملها على حل مشاكلهم بسرعة .وكانت تبدو في تدخلاتها واثقة من نفسها ....و بالتالي فمصداقيتها لا غبار عليها ...

إذن الثقة الغالية التي تنالها اليوم سعادة السيدة زينب العدوي على رأس المجلس الأعلى للحسابات هو في نظري تتويج آخر لعملها الدؤوب من أجل الوطن والمغاربة و حرصها على أن تكون دائما عند حسن الظن المرتبط بشخصها الكريم .. شخصيا أتمنى لها كل النجاح والتوفيق و الصحة وراحة البال ...آمين.

و المغرب إذن بتعيينه لسيدة في هذا المنصب يعني أنه لا يمارس أي تمييز تجاه النساء في التعيين في مناصب رفيعة المستوى مثل هذا .فهن وزيرات أيضا و سفيرات و رئيسات شركات كبرى و قائدات للمقاطعات الإدارية التي كانت في الماضي حكرا على الرجال ...


فهنيئا للمغاربة بأول سيدة ذات كفاءة عالية على رأس المجلس الأعلى المذكور ..و بما سينتج عن ذلك من عمل و تغيير يصحح الإختلالات إن وجدت و يكون أداة لدفع الموكولة لهم مهام تسيير المؤسسات العمومية و المال العام من ضبط سلوكهم و عدم الإستهانة بالأمانة المقدسة التي في أعناقهم ليستفيد المواطنون ..


و هنا لابد من الخلاصة و هي أن النساء المغربيات بذكائهن و عملهن المخلص للوطن و كفاءتهن صرن ينلن الثقة لولوج المناصب العليا في الدولة المغربية الحديثة بسرعة كما سبق أن قلنا في مقال سابق بمناسبة 8 مارس الماضي ..و هو الشيء الذي لم يكن ممكنا عندما حصل المغرب على الاستقلال سنة 1956 ..

مع تحياتي الخالصة ..


رابط الخبر :
https://rue20.com/496936.html