كزانية



نادية خلوف
2021 / 4 / 9

قصة حقيقية
عندما يعتدي شخص جنسياً على فتاة تخجل من نفسها، تعتقد أنّها هي المذنبة ، وعندما تبوح لشخص من ذوي المغتصب يحتقرونها لأنّها ضحية . تسأل الله أن يغفر لها لأنّه اغتصبها فأصبحت بحكم الزانية، لكّنها تحب الحياة ، و إلا لكانت أخذت روحها بيدها. وعدها بالزواج ، وتزوجها حيث حسده المجتمع لأنّه تزوّج امرأة جميلة ، ومتعلّمة ، لكنّها لم تكن تشعر بالراحة معه ، فهي تعتقد أن ممارسته الجنسية لا تتجاوز الاغتصاب .
كلما ألمّ بها سوء تعتقد أنّ الزنى هو السبب، فأمّها قالت لها مراراً " أن من لم تمد يدها لا أحد يمسك بها" لكنّها تقسم لله بأنّها لم تمد يدها، إن كان هذا رأي أمّها فكيف سوف تحدّثها عن الأمر؟
من يغتصب مرّة يفقد ذلك النّور في قلبه ، ويسأل دوماً : لماذا عرّضت نفسي للأمر ؟
كانت أمها تلاحقها كي لا تتحدّث مع الشّبان، و لم تتحدّث ، لكن أمّها لم تشرح لها عن الاعتداء الجنسي ، عندما تحدّثت لأمّها أن أخاها تحرّش بها قالت لها: كذابة، سوف أقص لسانك إن تحدّثت بالموضوع ، صدّقت نفسها أنّها كذابة، فقد كانت صغيرة على أن تفهم ما جرى.
هذه أوّل مرّة تعرّف فيها على الجنس بشكله الوحشي عندما كانت في الخامسة و العشرين، وعرفت أنّ هذا الأمر مريع ، أغلقت منافذها التي تتعلّق باحترام الذّات ، وسلّمت نفسها لمغتصبها كزوجة ، كانت تبرّر نقصها لنفسها ، تتحدّث عن الحب
لكنّها لا تغفر لنفسها أنّها زانية.
في مرّة جلب زوجها فتاة ناضجة ، مارست الجنس معه ، لكن ليس رغماً عنها ، و عندما عرفت رقم هاتفها خبّرتها قائلة: ابعدي عن زوجي
سخرت منها ، قالت لها هذه مهنتي .
قالت لها: سوف أفضحك .
أجابتها شكراً . لو فضحتني سوف يزيد زبائني .
ضاقت ذرعاً بزوجها من كثرة ما ينفق على النّساء . سألته : لماذا تزوجتني ؟ قال: شفقة . كي لا تقتلي. لم تتحمّل كلماته ، أمسكت بحذائها وضربته ، قالت: طلّقني ، أجابها: تحلمين !
رمت نفسها من الطابق السابع، كتبت رسالة: أنفّذ عقوبة الزنى التي لم تفارق ذهني.
لم يفهم أحد الرسالة .