ملهمة النساء نوال السعداوى



سارة كحلة
2021 / 4 / 28

نوال السعداوى تلك العظيمة التى ألهمت أجيال بأكملها من المدافعات عن حقوق النساء فى مصر والعالم أكمل .باتت أيقونة مصرية تفتخر بها النساء المصريات ومرجعية لبعضهن فى أرائهن النسوية لما قدمته كروائية وكاتبة فى الدفاع عن حقوق الانسان بشكل عام وعن النساء بشكل خاص وقد شغلت منصب مديرة الصحة العامة فى الحكومة المصرية لكنها أقيلت فى عام 1972 بعدما بدء نضالها النسوى يتحقق منذ نشر كتاب المرأة والجنس فى نفس العام والذى أنتقدت فيه جميع أنواع العنف التى تتعرض له المرأة كالختان والطقوس الوحشية التى تقام فى المجتمع الريفى للتأكد من عذريتها وقمعهن جنسيا وبعد محاربة نوال السعداوى للختان أتهمتها الجكومة بأرتكاب جرائم ضد الدولة حيث كانت أرائها جريئة حول أرتكاب جريمة الختان فى مصر فتعرضت للأعتقال والحبس عام 1981 . وأصبحت هدفا للمسلحين الاسلاميين فورد أسمها فى قواتم الموت التى شملت الأديب المصرى نجيب محفوظ وأنتقلت الى جامعة ديوك فى نورث كارولينا عام 1993 بعد تلك التهديدات وترشحت للرئاسة فى عام 2005 لكنها تخلت عن حملتها الانتخابية بعد أن اتهمت قوات الامن بعدم السماح لها بتنظيم التجمعات وفى عام 2007 تم ادانتها من قبل الازهر بسبب مسرحية فى أجتماع القمة لمشهد أستجوب فيه الله من قبل الانبياء اليهود والمسلمين والمسيحين ثم أستقال فى النهاية تلك المشهد الذى تم اعتباره من قبل الأزهر خروج عن الاسلام
بينما أسست نوال السعداوى جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982 وساعدت فى تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الانسان وقد أستطاعت نوال السعداوى الحصول على ثلاث درجات فخرية من ثلاث قارات ففى عام 2004 حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا وفى عام 2005 فازت بجائزة اينانا الدولية من بلجيكا وفى عام 2012 فازت بجائزة شون مأكبرايد للسلام من المكتب الدولى للسلام فى سويسرا
وبعد حملاتها المستمرة لمحاربة الختان و صدور كتابها الوجه الخفى لحواء والتى كانت تتحدث فيه عن الاجراء الوحشى لتشويه الاعضاء التناسلية وأنها الأداة التى تستخدم لقمع النساء تم حظرالختان (تشويه الأعضاء التناسلية) فى مصر عام 2008 ولم تنتهى الحرب بينها وبين الختان عند هذا الحد بل أخذت تدين بشكل مستمر أستمرارية حدوثه فى مصر وتتحدث عن الأضرار النفسية والجسدية الناتجه عنه وبصفتها طبيبة قرية تشهد على الأعتداء الجنسى وجرائم الشرف التى تنهى حياة بعضهن أخذت تحارب المجتمع الذكورى وتنفى عن النساء حصرهن فى الدور البيولوجى وشجعت العديدات على كسر حاجز الصمت والحديث عن العنف الواقع عليهن وأقتحام المجال العام ومواجهة المجتمع من الخاص للعام .
ومن أشهر مقولات نوال السعداوى التى رددتها فى الكثير من اللقاءات الأعلامية والأخبار الصحفية( أنا أتحدث الحقيقة والحقيقة وحشية وخطيرة ) وقد أثارت نوال حالة من غضب أصحاب المصلحة فى ابقاء الصورة النمطية للمرأة هى الصورة الوحيدة التى تعبر عن النساء فى المنطقة العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص على مدى رحلتها فى الدفاع عن حقوق النساء .
فلاقى العالم خبر وفاتها المنية يوم الأحد بشهر مارس من العام 2021.
الجميلة التى كانت أخر كلماتها قبل الموت (أنتصرت على الحياة والموت ) كانت نوال مثلا رفيع المقام للنساء القويات المقاتلات اللواتى وجدن فى يوم وفاتها صرخات المجتمع الاسلامى واللجان الالكترونية التى أخذت تطلق عبر منابرها السب والقذف والتشفى فى أحدى المفكرات العالمية فقط لأنها كانت جريئة فى طرح وجهة نظرها كمفكرة ومثقفة وطبيبة .
بينما نعت العديدات الكاتبة المصرية بأجمل العبارات سواء من يعملن فى مجال الدفاع عن حقوق النساء والناشطات النسويات الشابات والوزيرات المصريات والاعلاميين والاعلاميات
فأكد محبيها فى تعليقاتهم على قيمة نوال السعداوى التى تتمثل فى أهتمامها بقضايا وحقوق المرأة منذ الخمسينيات وتطرقها للقضايا النسوية فضلا عن أن نتاج نضالها كلل بأنتصارات عظيمة حول قضايا ختان الاناث ورفض زواج الاطفال وقضايا الأحوال الشخصية
مجتماعتنا العربية أصبحت اليوم تحارب العلماء والمفكرين ومدافعات ومدافعين حقوق الانسان فقط ولأن أرائهم تختلف عن العقيدة الاسلامية المسلحة التى ليس لها علاقة بالدين أو بمصر وتاريخها .فأصبح كل من أختلف معه عدو فاسق لا يجب قبوله أو تمنى الرحمة له بعد الموت تلك لأن الأفكار الوحشية المتاخرة التى تغرس فى عقول المجتمع الكره والجهل تسيطير على زمام الامور الاجتماعية تماما اليوم
بينما نأمل بشكل كبير فى أن تحتفى الدول العربية عموما ومصر خصوصا بنوال السعداوى

فبالرغم من جهدها فى الدفاع عن قضايا المرأة المصرية والعربية فان الاحتفاء بها جاء من دول غير عربية كما رشحت لجائزة نوبل و نأمل بأن تطرح كتب نوال السعداوى فى المكتبات المصرية بأعداد كبيرة بحيث يستطيع الكثيرون قراءة ما قدمته فقد ألفت نحو أكثر من خمسين عملا متنوعا بين الرواية والقصة والمسرحية والسيرة الذاتية وعزفت بقلمها على الثالوث ( الدين والجنس والسياسة)
وكتبها هى ...
أدب ام قلة أدب,أوراقى ...حياتى,ايزيس,الأطفال يغنون للحب,الأغنية الدائرية,الأنثى هى الأصل,الانسان,الحاكم بأمر الله,الحب فى زمن النفط,الخيط وعين الحياة,الزرقاء,الغائب,المرأة والصراع النفسى ,المرأة والعربة,الوجه العارى للمرأة العربية ,أمرأة تحدق فى الشمس,امرأة عند نقطة الصفر,امرأتان فى امرأة,تعلمت الحب,توأم السلطة والجنس,جنات وابليس,حنان قليل,رحلاتى فى العالم,زينة,عن المرأة والدين والأخلاق,قضايا المرأة والفكر والسياسة,قضية المرأة المصرية السياسية والجنسية ,كانت هى الأضعف ,كسر الحدود,لحظة صدق,مذكرات طبيبة,مذكرات طفلة أسمها سعاد,موت الرجل الوحيد على الأرض,موت معالى الوزير سابقا

ما قدمته أمرأة مناضلة عبر عمر يناهز 90 عام من علم يستحق أن تدرسه الأجيال الناشئة حتى نتخلص من الجهل والرجعية التى أصبحت سمة من سمات العصر الحديث فى المنطقة العربية
ولنوال السعداوى كل الشكر والامتنان لتاريخ دافع عن قضايا حقوق الانسان