الاحتكار البيولوجي للإنسان



دليلة إبراهيم
2021 / 5 / 2

الاحتجاج والتمسك بالتفرقة على معيار القوة و الصلابة كحجة يرددها المنادي بعدم المساوى على انها خلق سماوي وفارق جلي و جسيم بين النوعين ؛ يحتم احتياج نوع لأخر
ويبرر خضوعه وسيطرته,الدخول في تابوهاتهم يدور في ذهني حين أفعلا هذا هو الفارق ؟ أهي السمى التي تجعل ابن الجيران الذي يصغرني قادر على حمايتي اكثر
من نفسي ؟ الفكرة التي تكاد راسخة في كل الجموع لم تكبد مني .
طفلة يردد من حولها قوة الرجل وفروسيته و هي يخاف منها جل اطفال الحي لم افهم علامَ يرموا !
اذكر يوم كنت اركض بالعصا خلف زملائي في الابتدئي قاصدة تهذيبهم بعد شغب ؛ دخل المديرركضو يشكوني اليه قال بعد قهقه أدليلة اخافتكم ؟ باستهزاء وكأنه حدث جلي
ان يخاف شلة من الصبيان من انثى! مر العمر والسموم تنبعث من كل حدب هو اقدر هو اجدر , هي اضعف هي اقل , ما تكاد الغاية تلبث مني حتى اطردها
قياسًا لِمَ قوة جدتي العضلية تفوق جدي ؟ ولا يسري عليهما نظامهم! جدتي المرأة القوية التي يبلغ حجم كفها يد جدي مرتين تحدثنا كيف كانت تجمع سنابل القمح بكف واحدة ؛
محصول يعد مساحته بالهكتار في موسم الحصاد ,وكيف تبني رمام البيت وتولد وحدها قاصه حبل المشيمة مكمله بعدها تحضير الطعام!
انظر لجدي بعد التقاعد الذي لا يجيد شيء بعد ربطة عنقه وياقه قميصه, مكمل النهار بين كتبه .
متسائله اين كان بين كل ذلك ؟ تقول في الصيف كان يدرس في داخلي المدينة الجامعيه لانراه لأشهر وبعد التخرج عمل بالوزارة ولا ينشغل بما ننشغل.
افكر بتنافي تطابق الواقع بتلقينهم ومبادئهم , كانت الردور المعتادة ؛المرأة اضعف, الجنس اللطيف وان كانت قادرة يجب عليها التخلي عن قدرتها و إحجامها لعدم التشبه بغير
صفات جنسها , جدتي كانت كاملة القوى و لم تمنعها قوتها من التمتع بكامل انوثتها ! ولم يجرأ احد على نعتها بعكس ذلك , كنت اضرب الصبيان اترابي ولم تألمني يدي الا بعد ان كبلت
في الفصل الدراسي بين الاناث و الذكور .
اعادني لكل هذا هو نظرية للعالم سذرلاند تقوم على تفسير السلوك الاجتماعي على اساس المخالطة و المرن بين صراع الثقافة و العقائد السياسية و الدينيةو الاقتصادي ؛
أن السلوك مكتسب من احتكاك الفرد مع غيره بناء على توجيه الشخص لدوافع وميول سلوك معين بفن وتكنيك ليغلب عليه تأثير من حوله , استعمل القواعد تلك في كيفية الولوج للجريمة
وفقا لذلك ثار في ذهني تقسيمات المجتمع لوظائف معينه لجنس دون الاخر , ورغبة لثبات النظام التوجيهي و استهجان مخالفيه , لربما وجدت في النظرية باب لطرح مجال للعلم
بشكل اكثر وان كان من يحتكر صفوفه هم ذاتهم من سيمنعون من يؤكد ذلك.