مشوار في الحيّ



مريم نجمه
2021 / 5 / 12

مشوار .. والعيون اللاقطة !
نهاركم شمس وعمل وإشراق
.... سرت اليوم باكراً في الحي القريب الجانبي البعيد قليلاً عن المواصلات الرئيسية .
شاهدت طفلة وأختها الصغيرة تمشيان على الرصيف أمامي بسرعة , ثم التحق بهم صبيّ بعمرهم حضنهم بفرح ومضوا , يظهر أنهم إخوة لعائلة واحدة يركضون للذهاب للمدرسة القريبة . أدهشني وفرحني بالوقت نفسه لباسهم وحقائبهم الجميلة الأنيقة النظيفة ووجوهم السمراء المشرقة الضاحكة , ,
عند عودتي من الشارع الآخر مررت أمام المدرسة الإبتدائية , فوجدت الأطفال في الباحة يركبون الدراجات الصغيرة بألوانها الزاهية يتبارون ضمن الخطوط الملونة للسير , بجانبهم المعلمات المراقبات , يشرفن , ويعلمن بعض التلاميذ فور توقفهم , وكن بعض الأهالي من النساء يقفن خارج السياج يشاهدن العرض , أو لإصطحاب أولادهن للبيت بعد انتهاء الدوام .
استوقفني هذا المنظر الجميل وأبعاده التربوية , مكثت قليلاً على الحافة الإسمنتية ثم أكملت المسير , وإذ طل أمامي مجموعة من التلاميذ الأكبر عمراً مع معلمهم وهم يقودون دراجاتهم Fietsen .. الكبيرة والمتوسطة يسيرون ببهجة متجهين للمدرسة بكل ثقة واعتزاز ....
متى سيفكر زعماء ورؤساء بلادنا وقادة أحزابنا ومعارضة ثورتنا ببناء وطن عصري حديث وخدمة شعب طال إذلاله بعيداً عن جيوبهم وانتهازيتهم وتخلفهم ببناء دولة القانون والحريات بعيداً عن المحاصصة والشرائع والطائفية والتقوقع
.... فوراً ذهب تفكيري وخيالي ودمعتي بأطفال بلادي , لماذا لا يكن لهم حق الحياة والفرح والأمان , الإحترام والكرامة والعناية والسلام !؟ أين حياة الأطفال هنا , وهناك ؟
نتألم ونتوجع لواقعنا العربي والسوري خاصة الذي ناضلنا لأجله طوال حياتنا ليرتفع إلى مصاف الدول المتقدمة يحاكي هذه البلدان التي نعيش فيها عدلاً وحقوقاً وديمقراطية ..
هنا جنة الأطفال , المدرسة الأساسية للطالب , ة , للإنسان , بالتربية والتهذيب والعلم ومراقبة سلوكه ..المعاملة والأخلاق القيم والنظام , الراتب وكل ما يشتهي , وله حق فيه من " الفاكنسي" .. للدراسة للصحة للملاعب والمسابح والسفر وكل ما يرفّه الطفل ويسعده ويكوّن شخصيته الواثقة المستقلة الصادقة . وهناك الجحيم والرعب الإهمال الإحتقار الخوف القمع التدجين الفقر الحروب المخيمات والمرض التخلف الفساد الأجواء الملوثة و الفوضى والطبقية وعدم تطبيق المعلومات المدرسية إذا وجدت على الواقع المعاش وووو الخ .....! ... 2021 نيسان