نساء السبعينيات



فارحة مجيد عيدان
2021 / 5 / 12

في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم كنا لا نختلف عن النساء الاوربيات بشيء، بل بعضنا افضل منهن وعيا وثقافة. فلم اتفاجىء بالفلم القديم الذي عرضه مدرس اللغة السويدية بعد وصولي بفترة قصيرة الى السويد، بصور النساء وهن يتجولن في شوارع ستوكهولم. ولم التعجب وأنا كنت امرأة لا اختلف عنهن بشيء في تلك الحقبة من الزمن.

زمن كانت النساء يرتدين فيه التنورة القصيرة والصعود بكل ثقة الى الطابق الثاني في الباص الاحمر الجميل، بدون خوف من رفع احد الركاب عينيه ليرى ساقي المرأة وهي تصعد السلم.
والزميل يتحدث لزميلته عن مشاكله الخاصة بدون حرج او استغلال، وكأنها أخته.
الزمن فيه المرأة بعد تخرجها الجامعي تحصل على مقابلة لتبليغها بمكان تعيينها في تلك المؤسسة او المعمل او المدرسة " التعيين مركزي"...
زمن الذي كان الاب والاخ والزوج لديه الثقة الكاملة بالمرأة وان تأخرت بالعودة للبيت.
زمن كان ينظر للمرأة ككيان متكامل، انسانة لها حقوق مثلما عليها واجبات...
لم يكن كل الناس ملائكة... انما كنا ناس طبيعيين..

لقد رباني أبي على الثقة... واحترم رأيي واختياري أخي... وساندني زوجي في عملي...
ولم اسمع في يوم بأني حلوى وبأن الرجل ذبابة يتوجب عليّ تغطية جسدي كي لا تحط عليه ذبابة او تنظر إليه...

لا اقول رحم الله ذلك الزمان... لان المجتمع كان طبيعيا وأصحاب النظريات الهدامة لقمع حرية المرأة افواههم كانت مغلقة..
انما اقول: مساكين نساء المجتمعات المضطهدة للمرأة... إذ يتوجب عليهن الكفاح لنيل جزء بسيط مما كانت تتمتع به جداتهنّ.

كلوني حرة أبية لن يقيدك انسان أو لسان أحمق.
فارحه عيدان