سلوى حجازى !!



حسن مدبولى
2021 / 5 / 27

Hassan Madbooly

سلوى حجازى
جرائم لا يمكن نسيانها !!

الشهيدة سلوى لم تكن وحدها
كان معها مائة وخمسة شهداء ،،

فى يوم 21 فبراير من عام 1973 إستشهدت المذيعة التليفزيونية المصرية سلوى حجازي وهى تستقل طائرة ركاب مدنية ليبية تم قصفها بصاروخ اسرائيلى فوق شبه جزيرة سيناء المصرية وبالقرب من تيران وصنافير ،،

الشهيدة سلوى حجازي وبجانب كونها اعلامية و مذيعة تليفزيونية شهيرة تمتلك وجها ملائكيا معروف على مستوى العالم العربى ، كانت أيضا شاعرة موهوبة لها الكثير من القصائد العربية ، وأيضا نشرت ديوان باللغة الفرنسية ،
ولدت سلوى حجازى في عام 1933بالقاهرة،و تخرجت من مدرسة الليسيه وكانت من أوائل خريجى المعهد العالى للنقد الفنى قدمت سلوى عدداً من البرامج التليفزيونية، ومثلت التليفزيون العربى في عدد من المؤتمرات الدولية، صدر لها ديوان شعر بالفرنسية ترجم إلى العربية هو «ضوء وظلال»، ومن البرامج التي كانت تقدمها «شريط تسجيل» و«المجلة الفنية» و«عصافير الجنة» وهو برنامج للأطفال حظى بشهرة واسعة، و«ريبورتاج» و«الفن والحياة» و«سهرة الأصدقاء».

وحصلت سلوى على الميدالية الذهبية في عام 1964من أكاديمية الشعر الفرنسية، كما حصلت على الميدالية الذهبية في عام 1965 في مسابقة الشعر الفرنسى الدولى

وفى شهر فبراير عام 1973،وحينما كانت سلوى حجازى في طريق عودتها من بعثة للتليفزيون العربى إلى ليبيا، وعلى متن طائرة ركاب ليبية، أطلقت طائرات فانتوم حربية إسرائيلية صاروخاً على الطائرة المدنية الليبية فأسقطتها فوق سيناء المحتلة آنذاك، فلقى ركاب الطائرة الـمائة والستة أشخاص مصرعهم على الفور ومعهم سلوى حجازي، نكرر لمن يتعامون ويتناسون بأن هناك مائة وستة شهيد مصرى على طائرة مصرية مدنية تم قتلهم بصاروخ صهيونى فوق أرض مصرية؟ ولم يعتذر عن قتلهم أحد فى هذا العالم !!

عقب تلك الجريمة المروعة حدثت ردود فعل كلامية إنشائية على المستوى المصرى و العربى والدولى، لكن سرعان ما انتهت الضجة الكلامية وافلت القتلة بجريمتهم، وإكتفى الرئيس الراحل أنور السادات بمنح سلوى حجازى وسام العمل من الدرجة الثانية عام 1973 باعتبارها من شهداء الوطن، فيما كتب فيها الشاعر الكبير فؤاد حداد قصيدة في رثائها بعنوان «سلوى العزيزة»، بينما ذهبت أرواح المائة وخمسة شهيد وكرامة شعب بأكمله أدراج الرياح ،،
حاولت أسرة المذيعة المصرية الراحلة سلوى حجازي في عام2003 أن تحاكم القتلة فى إسرائيل لإسقاطهم طائرة الركاب الليبية، التي كانت على متنها سلوى حجازى والحصول على تعويضات، خصوصاً بعد نجاح أسر ضحايا طائرة «بانام أمريكان»، التي تحطمت فوق ضاحية لوكيربي الإسكتلندية عام 1988 في الحصول على إقرار رسمى من ليبيا بتحملها المسؤولية عن هذا الحادث، الذي أودى بحياة إثنان وسبعين راكباً، بالإضافة إلى دفع مبلغ عشرة ملايين دولار تعويضاً عن كل ضحية.لكن الدم المصرى ليس كالدم الانجليزى او حتى الاسكتلندى،،،

،رحم الله سلوى حجازى وشهداء مصر المائة والخمسة الذين ذهبت أرواحهم سدى ، واختفت سيرتهم وطوتها أدراج النسيان ،،،