تزويج القاصرات ... مقدمة



أمير البياتي
2021 / 6 / 21

انطلاقا من الواقع و من مبدأ أن الاعتراف بوجود المشكلة هو أول خطوة للبحث عن حل و لأنها مسؤلية مجتمعية مشتركة أحاول أن أناقش موضوع تزويج القاصرات من كل جوانبه و على عدة محاور علني أساهم في وضع بعض الحلول في نهاية هذه السلسلة من المواضيع التي أحاول أن أنشرها بشكل منفصل و مختصر على منصة الحوار المتمدن علني أكون جزء من الحل و أنجح في ايصال الفكرة و مدى خطورتها .
في هذه المقدمة سأقتصر على التعريف بمدى حساسية مرحلة الطفولة و المراهقة المبكرة في حياة الانسان و مدى تأثيراتها المستقبلية على حياته , حياة الانسان تبدأمن نقطة و هي لحظة الولادة و تستمر لو تخيلنا أن خطا يفترض أن يرسم باتجاه معين و كان هناك ميل بسيط جدا بمقدار مليمتر واحد في بداية رسم هذا الخط بعد مسافة عشرات الأمتار كم سيكون معدل الانحرافه , مرحلة الطفولة هي أهم مرحلة في حياة الانسان وهي ترسم خط حياته المستقبلية و تحددها لذلك واجب علينا التعريف بهذه الأهمية كوننا مسؤلين , في الطب النفسي هناك ما يعرف باساءة معاملة الأطفال و التي تجعلهم مستقبلا أكثر عرضة للاصابة بأمراض نفسية عديدة بل و تكون السبب المباشر في بعض الأمراض منها ما يتعلق بعلاقة الطفل مع المجتمع و التواص وصولا الى السلوك العدائي تجاه المجتمع لكن ما هي أقسام هذه الاساءة تقسم بحسب الطب النفسي الى ثلاث أنواع:
النوع الأول هو الاساءة الجسدية مثل الضرب و التحرش الجنسي.
النوع الثاني هو الاساءة اللفظية بالتوبيخ و الاهانة والتنمر من قبل أفراد الأسرة و خصوصا الأبوين.
أما النوع الثالث و الأهم في رأيي هو الاهمال و قلة ابداء التعاطف مع الطفل و عدم الاهتمام المباشر ...
كل هذه الأنواع من الاساءة قد تتسبب بمشاكل نفسية كبيرة مستقبلا يصعب حلها و في بض الأحيان يستحيل لأنها تركت انطباعها على نفسية الطفل بعيدا عن جعلهم أكثر عرضة للادمان سواء على نوع من أنواع المخدرات أو الكحول ... مشكلة تقود الى الأخرى و صولا للاكتئاب و قد تصل الى الانتحار.
أكتفي بهذا القدر في هذه المقدمة فقط للتعريف بأهمية الموضوع و سنتناول باقي المحاور في مقالات قادمة.