تزويج القاصرات ... الحمل و الولادة المحور السابع

في إطار حديثنا عن تزويج القاصرات و على عدة محاور كان لزاما علي أن أخصص مقال منفرد عن موضوع الحمل و الولادة عند القاصر , قد يرى البعض أن المسميات التي ستذكر غير ذات أهمية لأنه سمعها مسبقا لكننا نتحدث عن مشاكل صحية معقدة يصعب علاجها و قد تؤدي الى الموت.
بداية عند أغلب حالات تزويج القاصرات يكون الحمل مبكرا جدا أي في الأشهر الأولى من التزويج و هذا له أسباب منها أننا نتكلم ظروف إجتماعية غير سوية أدت إلى هذا التزويج فقلة وعي ما يسمى بالزوج تكون مرتبطة برغبة أن يكون أب في أسرع وقت , و منها عدم معرفة الطفلة أو المراهقة بتبعات الحمل و الولادة و في نفس الوقت وسائل و طرق منع الحمل.
بحسب التعريف الطبي لحمل القاصرات هو أي حمل يكون ما بين سن الخامسة عشر الى سن التاسعة عشر يصنف كفئة عمرية تكون الأكثر خطورة على حياة الحامل و على الجنين أو الطفل إن ولد و بعد أن نتكلم عن هذه المخاطر لكم أن تتخيلوا مدى الخطورة على من تكون حامل في سن أقل من الخامسة عشر و سأترك التقدير لكم.
مقدمة عن الموضوع النمو في جسم المرأة و خاصة العظام لن يكتمل قبل الثامنة عشر و قد يستمر الى ما بعد ذلك و خصوصا فيما يتعلق بمنطقة الحوض لأنها الأكثر تأثيرا على قابلية المرأة على الحمل و الولادة فمن ناحية بدنية هي غير مؤهلة لحمل طفل و الحوض عندها غير مكتمل النمو مما يؤدي الى إنحراف النمو نتيجة نمو الجنين داخل الرحم .
الرحم نفسه في هذه الفئة العمرية قد يكون غير مؤهل لإحتضان جنين لمدة حمل كاملة و هذه ما يفسر سبب كثرة الولادات المبكرة في حالتنا, النسبة الأغلب من الولادات المبكرة تكون نتيجة حمل القاصرات و لكم أن تتخيلوا مدى خطورة الولادة المبكرة على الطفل في سبعة أ أشهر أو أقل و هل سينجو بعد وضعه في العناية المركزة أم لا و إن نجى هل سيكون نموه طبيعي مستقبلا كل هذه مخاطر مسبقة لمشاكل و أمراض سيتعرض لها.
أكثر نسبة من حالات تسمم الحمل هي من حمل القاصرات و هي حالة ليست سهلة إطلاقا إن لم تعالج في أسرع وقت تودي بحياة الحامل و في أحيانا كثير يكون الإجهاض هو الحل الوحيد لإنقاذ حياتها, الإجهاض في سن مبكرة مشكلة لها تبعات كثيرة مستقبلا خاصة إن تكرر و هذا أمر جدا وارد في هذه الفئة العمرية ...
الآثار النفسية التي يتركها الحمل على طفلة غير واعية لما يحدث و مدى تقبلها للتغييرات الجسدية التي تمر بها فضلا عن تغييرات مهمة في هرموناتها خلال فترة الحمل وما له من آثار تتعرض لها طفلة أو مراهقة في فترة حرجة من حياتها.
مرحلة الولادة هي الأخطر في حال لو إستمر الحمل و ما ستعانيه من آلام و هي غير مدركة و غير مدربة لما سيحدث و ما عليها فعله أثناء الولادة فتكون في الغالب ولادة متعسرة منهكة للأم و للطفل في أغلب الأحيان تكون ولادة طويلة تصل فيها الحامل الى مرحلة الإرهاق التام علما أن نسبة كبيرة منهن تنتهي حياتهن خلال عملية الولادة و الطفل إن تم إنقاذه سيعاني من الإختناق و تطول مدة علاجه في العناية المركزة للأطفال...
العمليات القيصرية النسبة الأكبر في ولادة القاصرات تكون أما مخطط لها مسبقا حسب تقييم الطبيب لحالة الحامل و عدم قدرتها على خوض ولادة طبيعية, أو طارئة تكون أثناء تعسر الولادة و هي الأخطر و قد تنتهي بموت الحامل الضحية فضلا عن مضاعفات العملية القيصرية قصيرة و طويلة الأمد
أما ما بعد الولادة إن تمت فالدراسات تشير الى أن إكتئاب ما بعد الولادة عند القاصرات هو النسبة الأكبر بل و قد يكون موجود في كل الحالات و هو ما يحدث في مرحلة النفاس و مدى تقبلها أنها أصبحت أم و مسؤلة عن رعاية طفل...
أتمنى أن أكون قد وضحت أغلب و أهم النقاط بخصوص الموضوع و بالتأكيد هناك الكثير ما لم يذكر...