المرأة العربية بين الهاجس والتحدي



نساء الانتفاضة
2021 / 7 / 2

تُشّكل قضايا المرأة في العالم محورا استراتيجيا وحقوقيا مُتعدّد الاهتمامات والاطروحات إذ يُنظر لقضيّتها بعين التوجس والايديولوجيات التي تعتمدها شتى المجتمعات لتعكس سلوكيات الدول وشعوبها في جوانب الحياة المختلفة
وليست قضية المرأة في البند العالمي مجرّد محاضرات أكاديمية أو دراسات بحثية أو موضوعات تنموية أو حتى سلسلة من الرؤى تجاه جنس ما إنما هي أساس وركيزة بدرجة أولى تطرقت إليها الأحكام الدولية او المجتمعية
وقد ظهرت مصطلحات عديدة في طرح موضوع المرأة منها: مشكلة المرأة أزمة المرأة إشكالية المرأة وقضية المرأة لكن تظل قضية المرأة في جوهرها إنسانية ومجتمعية
فما هي التحديات التي تواجه جهود تمكين المرأة من حقوقها واندماجها الكامل في المجتمع وما سقف الطموحات التي تسعى المرأة العربية لتحقيقها في ظل القوانين والثقافة المجتمعية السائدة وأيضا في ظل المُستجدات العالمية
قضايا المرأة بين الموروث الراكد والطرح الوافد
هناك من تناول قضية المرأة كعنصر مستقلّ عن باقي المجتمع لكنها تظلّ إشكاليّة تاريخية تضرب جذورها عميقا في حياة البشرية التي ظهر فيها مبدأ الملكية الخاصة ليطفو معها الاستلاب واستغلال الإنسان للإنسان ككل
وإن تأملنا وأمعنا النظر جيدا أدركنا أن معاناة المرأة في العالم إنما هي جزء من معاناة مجتمعات بأسرها فما الرجل والمرأة إلا صورتين لموضع واحد وهو الإنسان
إنّ أنواع من الظلم الاجتماعي والاقتصادي قد وقعت على كاهل الرجل كما هو على كاهل المرأة لكن الأخيرة عانت أكثر واقع التهميش والاستغلال فهي تعاني من الاقصاء وتتراكم الكثير من الجرائم الفردية والمُجتمعية فوق كاهلها كما تتعرّض أيضا الى العنف والنظرة الدٌونيّة في الأسرة نفسها والذي يتفجرّ أكثر لأسباب اقتصادية واجتماعية
ومن أهمّ ظواهر هذا الظلم المُسلّط عليها الأميّة والبطالة والعنف الاسري وعدم المساواة وهنّ أقصى الكوارث الاجتماعية التي تصيب المرأة وتمنعها لأجيال كثيرة من التطّور التي تطمح إليه إضافة إلى التمتّع بحقوقها في ظلّ قوانين عادلة.

ملاك طالب