الاول من ايار يوم العاملات والعمال العالمي



نساء الانتفاضة
2021 / 7 / 2

يمر علينا الاول من ايار هذا العام، في الوقت الذي تسجل فيه البلاد اعلى الإصابات بڤايروس كورونا المستجد، وسط نظام صحي متهرئ ووضع اقتصادي بائس لأغلب شرائح الطبقة العاملة وجماهير الشغيلة حيث البطالة في أعلى مستوياتها، وفرض الضرائب جارية على قدم وساق، وانعدام شبه تام للخدمات.

ان هذا الواقع المرير الذي تعيشه الطبقة العاملة في العراق، ليس نتيجة اليوم إنما هو تعبير عن تطور تناقضات النظام الرأسمالي السائد وعن عقود من هيمنة القوى الإسلامية والقومية والليبرالية على خيرات البلاد، ونهبها المنظم لثروات وأموال المجتمع، وسعيها المحموم نحو خصخصة جميع قطاعات الدولة الخدمية

ان هذه السياسة تحاول وضع العاملات والعمال على الهامش، دون أي فعل سياسي بالضد منها، لكن الطبقة العاملة وعلى طول سنوات عديدة وخصوصا منذ انطلاق انتفاضة أكتوبر، باتت تقف بكل بسالة بالضد من هذه السياسة الاقتصادية، الساعية إلى مزيد من الافقار والبطالة والتجويع.

تشهد مدن العراق احتجاجات واعتصامات يومية لعاملات وعمال العقود والأجراء اليوميين، وللخريجين المعطلين عن العمل، كما أن مختلف المحافظات تشهد احتجاجات مطالبة بتثبيت المحاضرين العاملين بالمجان وأصحاب العقود في وزارات الكهرباء والنفط والصحة وعمال البلدية وغيرهم من فئات العمال. هذا وأن عمال الصناعة يمارسون نشاطهم النقابي منذ سنوات في سبيل إيقاف ما تقوم به السلطة من إعادة هيكلة وخصخصة لشركاتهم ومعاملهم وتسريح العمال.

ان الطبقة العاملة في العراق امام تحديات حقيقية بسبب السياسة التي تعتمدها سلطة الاسلاميين والقوميين، فهم الأكثر تضررا من هذه السياسة، ودون تنظيم صفوف هذه الطبقة، لن يتسنى لها التقدم إلى الأمام وفرض إرادتها ومطالبها وحقوقها.

تحتفي نساء الانتفاضة بالأول من ايار وسط الإضرابات العمالية والاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ سنوات، وتؤكد على الدور المحوري والأساسي للمرأة العاملة وضرورة مشاركتها الواسعة والمؤثرة في هذه الاحتجاجات وفي الحركة العمالية عموما، وهي التي شاركت بنشاط وكقوة مستقلة في الانتفاضة التي تشكل الطبقة العاملة عصبها الرئيسي.


تعاني النساء العاملات العديد من المشكلات منها التمييز في العمل والأجور خصوصا في القطاع الخاص، كما انها تعاني الاستغلال والتحرش ومن دون توفر الضمان الاجتماعي والقوانين الذي تضمن لها الحقوق والمساواة.

ان واحدة من اهم القضايا التي تحتاج لوقفة جدية من قبل النقابات والاتحادات العمالية في العراق، هي مسألة العمل المنزلي غير مدفوع الاجر والغير معترف به، إذ تعمل النساء لساعات طويلة وتستنزف كل طاقتها في خدمة مجانية مثل الطبخ والتنظيف وتربية الابناء دون حصولها على اي مقابل لقاء هذه الأعمال اليومية التي لا تنتهي، والتي تشكل عبئا جسديا ونفسيا رهيبا على النساء.

نحتفي نحن في نسـاء الانتفاضـة مع العاملات المناضلات المثابرات اللواتي قضين حياتهن في العمل خارج المنزل وكذلك العمل المنزلي.

لن يكون للمرأة العاملة صوت أو تأثير دون العمل النقابي وخوض النضال المنظم والموحد والذي يفسح المجال للمرأة من اجل كسب حقوقها وضمان حصولها على الامتيازات التي تستحقها، وسن القوانين التي تضمن عدم استغلالها.
ستبقى صحيفة نساء الانتفاضة تناضل من اجل اقرار كل القوانين التي تحمي المرأة العاملة والمهمشة والمستغلة وتقف جنبا بجنب العاملات والعمال في نضالهم اليومي وأهدافهم التحررية.
عاش الأول من أيار يوم التلاحم الطبقي والعالمي للعمال، من كلا الجنسين، بوجه الاضطهاد والاستغلال بكل أنواعه وأشكاله.
عاشت المرأة العاملة والمعطلة عن العمل أينما كانت.