متى تخلع النساء ثوب الضحية؟



نادية خلوف
2021 / 7 / 5

من أعطى الحق للرجال في قتل النساء؟
عندما تشعر المرأة بحاجتها إلى الجنس ماهو الحل؟
الحل موجود بالنسبة للرجل ، يحق له زواج المتعة، زواج المسيار، زواج نهاية الأسبوع طالما استكمل الشروط الشرعية ، وضحايا الزواج هنّ نساء قبلن تحت وطأة الفقر، وتحت الشعور بعدم مخالفة الدين .
لم يستطع الدين منع سوق الدعارة الشرعي ، أو غير الشرعي ، وهذا يعني أن المرأة موجودة في كل الأمكنة التي يوجد فيها رجل، ومفروض عليها القبول به سواء من أجل المال، أو إرضاء لغريزتها الطبيعية .
يوجد اليوم نساء تدعو لتعدد الزوجات، وقد انطلقت في سورية صفحة اسمها "زوجي زوجك" ، وقد بدأ المجتمع السّوري يقتنع أكثر من أي يوم مضى يقتنع بالسلفية التي تجرّم المرأة حيث أن الابن يقتل أمه ، والجماعة ترجم المرأة ، وربما المرأة نفسها تعتدي على أبنائها ، ولن أنسى كيف تم قتل شباب مراهقين في غزة بتهمة الخيانة ، وجلبوا أمهاتهم ليدعسن في بطونهم، الضحايا هنا ذكور قتلوا بيد مشرّع رجل . جرى هذا منذ عدة سنوات. هل يمكن إحصاء تلك الجرائم.
إن لم تتحرّك المرأة من أجل حقوق طبيعية لن يتحرّر المجتمع ، و أحد أسباب فشل الثورة السّورية هو ربط اسم النساء باسم " الحرائر" أي هؤلاء النساء اللواتي حافظن على فروجهن، وكان الأحرى أن يكون اسمهن الأحرار ، فالحر ليس مؤنثاً ولا مذكراً هو إنسان، ولهذا أبرز ممولو تغيير المسار بأنّ المرأة الثائرة محجبة فقط!
النساء يشعرن بالظلم، لكنهن رهينة للدين الذي يشرّعه الذكور، و تناقش المرأة نفسها : هل يمكنني مخالفة التعاليم الدينية؟ هي تشعر بالذنب لأنها تخالف الشريعة لو عصت أوامر الزوج، تشعر بالذنب من جسدها الملوث، وهذا الشعور يجعلها تنسى وجودها، تتحول إلى شيء ما، ربما كرسي، أو جرّة ، فهي تتحرك كالآلة .
يمكن للمرأة أن تخلع ثوب الضحية ، أن تكون فاعلة في حياة عائلتها ، ترفض العنف، فالدفاع عن النفس حق ، فمن يضربني أضربه ، كي أشعر أنني لست حشرة، لكن إن وصل الأمر إلى الأطفال فعليها أن تنتقل إلى مرحلة البطولة ، ومع أن البطولة موقف متهور عندما يتعلق الأمر بأمور عامة إلا أنه هنا له أهمية كبرى ، البطولة ليست بحمل السلاح بل بحماية الأولاد أناثاً وذكوراً من سلطة الأب المتنمّر ، طالما أن الزواج تمّ ، و الأطفال أتوا إلى الدنيا ، على الأم أن تكون بطلة ،وهنا ليس بالضرورة أن تطلّقه لأنّ القانون ضدها ، وسوف ينعكس الموضوع سلباً على أولادها، بل أن تكون عنصر حماية في العائلة ، و بخاصة عندما يكون الأولاد أطفالاً .
النساء لسن حرائر ، بل هن أحرار ، ولن تنجح ثورة تعتبر أن المرأة الحرّة هي تلك التي التزمت بقانون الرجل " الشرعي" .
عزيزتي الأم : أنت ضحية لو أردت . سوف تدفعين الثمن لو أردت أن تكوني ضحية ، وسوف تدفعينه لو أصبحت ثائرة، مادمت سوف تدفعينه على كل حال . لو أردت يمكنك أن تقودي ثورة " سريّة" ضمن العائلة طالما المجتمع متخلف ، تلك الثورة تشركين فيها أبنائك ، وتكونين عنصر حماية لهم ، هناك آلاف الأمثلة على النساء اللواتي نجحن في قلب القاعدة ، ورغم أنهن ضحايا لكنّهن أوصلن بناتهن إلى الجامعات ، و إلى الاستقلالية الاقتصادية، حيث أن جريمة الشّرف لا توجد إلا في البيئة الفقيرة بشكل عام، والبيئة التي لا تملك فيها المرأة استقلالية اقتصادية تمكنها من اتخاذ القرار.