العلاقة بين التمكين والخراب الاسري



عدوية السوالمة
2021 / 7 / 11

كثيرا ما تسمع اعتراضات هنا وهناك على فكرة تمكين النساء بدعوى قدرتها على تقويض استقرار مجتمعاتنا وهو ما يجعلنا نطيل النظر في الربط غير الموضوعي بين فكرتي التمكين , والتقويض . فمجتمعاتنا بالأساس غارقة , ومنذ زمن طويل تسبح في محيط الاستبداد والجهل ولم تنتظر ظهور مثل هذه المفاهيم حتى يعم التيه فيها .
لا اعلم كيف تحدث مثل هذه الارتباطات ولكني اعلم كيف يمكن للتمكين ان يحمي الاسرة من التكسر والانحراف, فكثيرا ما يقدم الرجل في مجتمعاتنا مع اول بادرة تحسن مادي على الارتباط بأخرى أو اخريات. وكثيرا ما يترك اسرته الاولى في مهب الريح .اقول كثيرا بمعنى حالة اصبحت قاعدة ولم تعد شواذ. ومع ان تزايد تعداد الاسر وحيدة الوالدية التي تقودها امرأة يعتبر مؤشرا هاما على ضرورة تقديم المزيد من الاهتمام والدعم لنساء تلك الاسر إلا أن زيارة بسيطة الى محاكمنا يمكنها أن تجعلك تنسى فكرة محاربة التمكين تماما حين تراها كيف تغص بقضايا النفقة وبعدد المتهربين من الانفاق بعد التخلي , وأن تشهد على قوانين وتشريعات غير قادرة على حماية الهالكين من ام وابناء مستسلمين لعدم الحماية يصارعون الفقر والحاجة والقدر المحتوم .
هذا قانونيا أما عن الجانب الاجتماعي والاقتصادي والنفسي فحدث ولا حرج .
العودة الى الاهل مع الابناء يبقى الخيار الوحيد امام المرأة غير القادرة على الاعالة وهو امر يطرح بدوره مجموعة اشكاليات جديدة فهل يستطيع والدها ان يعيل جيشا آخربالاضافة الى جيشه الاول خاصة وان الغالبية في مجتمعاتنا من ذوي الدخل المحدود ؟
هل تستطيع من لم تكمل تعليمها ولم تملك مهنة ان تدخل عالم العمل لتؤمن احتياجات اسرتها ؟
هل تستطيع من اتخذت من تكنيك كثرة الانجاب درعا واقيا لها بوجه الترك ان تحقق استقلالا نفسيا لتنطلق نحو الاستقلال الاقتصادي وهي بالاساس تملك احساسا متضخما بالتبعية ؟ علما وأنه لا شيء يمكن ان يقدم ضمانة لعدم الترك سوى اشباع الحاجات النفسية المتبادل بين الشريكين في العلاقة الزوجية من دعم واسناد والاحساس بالقبول والامن النفسي
حماية الاسرة تبدأ اولا من حماية الذات والقدرة على الوقوف بثبات وحيدا مهما كانت الظروف . قد يكون الزوج مسؤولا و حاميا ولكن لسبب ما تم فقده موتا حبسا مرضا لأي سبب كان . يبقى السؤال هل الزوجة قادرة على الثبات في الحياة من بعده ؟
تمكين النساء هو الحماية الاساس للاسرة التمكين لا علاقة له بانهيار مجتمعاتنا بقدر ما له علاقة بحمايتها وتماسكها
الاحساس بالتخلي يمكنه أن يدمر أشياء كثيرة داخل المرأة منها الامان والثقة بالنفس والاحساس بعدم الكفاية والعجز
المرأة الضعيفة العاجزة غير قادرة على تأمين الحماية لنفسها ولأولادها تصبح تنازلاتها ممكنة جدا والتخلي عن الرعاية الجيدة للابناء يصبح ضرورة لذا كان لابد من تمكين نفسي واقتصادي معا .
الموضوع لا علاقة له بسلب الرجل فرص عمل ولا برغبة في مجاراة الغرب ولا هو نوع من الرفاهية ولا علاقة له بأي شيء آخر سوى ضمان حياة كريمة للمرأة وأطفالها خاصة في حال فقد الرجل كمعيل اول للأسرة لأي سبب كان .