البوركيني وفن صناعة المظلومية



سلوى فاروق رمضان
2021 / 7 / 13

البوركيني وفن صناعة المظلومية 2/1
في معظم شواطئ مصر لا تستطيع النساء إرتداء المايوة لا بسبب عنصرية القوانيين بل بسبب عنصرية المجتمع ضد حرية إختيار النساء لملابسهن فجميع شواطئ البلد تستطيع أن تنزل فيها ولو بجلابية وعباية، ولكن يوجد قلة قليلة من الشواطئ وحمامات السباحة معدة لأولئك المحرومين من حريتهم في جميع الشواطئ ، حريتهم التي لو مارسوها سيتعرضون للإغتصاب وتشوية صورة الرجل الذي تسبح بجانبة زوجتى أو أخته بحريتها ، فهل يعقل أن من يستمتع ب ٩٩ ٪ تدعي أن من يستمتع ب ١٪ بيقهروها! لو حقا من يدعون القهر يهمهم العدالة وعدم العنصرية كان يجب أن يدافعوا عن حق من لا يري راحته سوي في ١٪ من الشواطئ في إرتداد ٩٩٪ من الشواطئ كما يستمتعوا حالياً مدعين القهر .
الإدعاء هو أساس تكوين مظلومية الإسلاميين فشعارهم هو إذا لم نستطيع السيطرة عالكل فنحن بالضرورة مظلوميين من الكل .

البوركيني والطلاق الشفهي

لو شاهدت فيديو ورأيت إنسانة تبكي وفلتت أعصابها ومنهارة وتقول كفاية قهر وكفاية ظلم لإعتقد إنها تناقش قهر الطلاق الشفهي والغيابي وحق الرد الشفهي والغيابي وبيت الطاعة وقهر الخيانة الزوجية المشروعة وقهر إنها بترث النصف وشهادتها في المحكمة نص شهادة الرجل ، ولكن ياللعجب كل هذه المظالم الحقيقية لا تراها هي تري الظلم فقط في المنع من نزول حمام السباحة بالبوركيني ، الظلم الحقيقي في عقلية هذه الفئة هي عدم السيطرة عالمجتمع لماذا قلة تلبس ما يحلوا لها وأنا أؤمن بأن جسدنا عورة ، هكذا يفكرون .
الحجاب ليس زي أنتج من بيت أزياء ولا من حاجة المجتمع له بسبب المناخ مثلاً ، ولكنة منظومة فكرية محرضة عالنساء ، فالمحجبات نوعين محجبة رغم إرادتها بسبب وسوسة رجال الدين والمجتمع والضغط النفسي عليها، وهؤلاء بطبيعة الحال الأكثرية، والقلة محجبات عن إقتناع ، فإذا تحجبت أنت عن إقتناع فهذا معناه إنها موافقة عن المنظومة الفكرية التي يمثلها الحجاب ، أي موافقة إنها عورة أي من العار وموافقة أن ترتدي ما يراه الرجل ووفق أجندة غرائز الرجل لإنها موضوع للجنس مصدر الشهوات وأصل الفتن ، فعجيب جدآ أن إمرأة تقبل علي نفسها أن تلبس شئ أو تقيد نفسها بشئ لإنها فتنة عالرجال وتدعي إنها شعرت بالقهر عندما منعت من ارتداء البوركيني ، فالرجال ألبسوكي طول الوقت وفي جميع الأماكن شئ لإنك عورة وكانت الطاعة من جانبك لما لم تطيعي نظام المكان الذي وضع تنظيم من أجل هؤلاء الذين لم يروا في نفسهم عورة !
منظومة الحجاب تحتم علي من تؤمن بها حتمية إيمانها بطاعة زوجها ، فإذا رأيت إشكال في طاعة قانون المكان إعتبري زوجك وكإنه أمرك أن لا تسبحي من الأساس .

التماهي مع الظلم ومتلازمة ستوكهولهم .

تم السطو علي بنك في السويد عام ١٩٧٣ وأخذ المجرمون رهائن من الموظفين ولمدة ستة أيام يتفاوضون مع السلطات ، أثناء هذه المدة حدث تعاطف الخاطفين مع المخطوفين لدرجة إنهم لم يساعدوا الشرطة بل دافعوا عن الخاطفين ، هذا التماهي مع الظالم سمي بمتلازمة ستوكهولم ،.
قصة المخطوفين الذين وقفوا ضد من يريد أن يحررهم بل ساعدوا الخاطفين هي نفس قصة إمرأه أقنعوها إنها عار فإختاروا لها الحجاب فوافقت علي كل هذا وتماهت معهم ، ومن لم توافق علي هذا تتعرض للتنمر والتعهير ولجميع البذاءات لذا خصص لها شاطئ لتنال قسط من حريتها فتري صريخ من رأت في نفسها عورة وتدعي إنها مقهورة .

الشيطان الغائب والمزايدات

لماذا الحوار عالنساء ولبسهن وأجسادهن ، لماذا لم يوجد مثل هذا الحوار علي الرجال الحقيقة لإنه لم توجد من النساء عدد مهوسات بالرجال مثل ما وجد في الرجال ، فلم نر إمرأة مهوسة لتأخذ من جسد الرجل معيار الفضيلة ولا وجدت المهوسة التي تفتي في لبس الرجال ولا شروطة ولا المهوسة التي جعلت باب فقهي كامل لجسد الرجال ، أما النساء فويل لهن من هوس الرجال وكيدهم ، فهذا ما أغرقنا فيه الفقه الذكوري ، قديما إخترعوا الحجاب للفصل بين الأمة التي من حق جميع الرجال التحرش بها وبين الحرة التي جسدها ملك لزوجها فقط ، والأن يغرقون النساء في قضايا تافهة وجعلوا الحجاب هو فصل بين المرأة العفيفة التي أيضا بيتم التحرش بها وبين المرأة التي سيتم تعهيرها ووصمها إجتماعيآ قبل التحرش بها.
الذكوري هو الشيطان الغائب الذي غرقنا بتفاهته وكيدة ، لذا لايمكن أن أعتبر هذا الحوار نسائي ، فمن أغرقنا لا يجب أن يختفي من المعادلة ، عندما جعل الذكوري النساء عورة ومصدر الشهوات وجسدها مصنوع من أجله هو وكل جسدها عورة ، وهو وضع لنفسه أيضاً عورة ولكنها بسيطة لا تعوقه، وجعل عورته من السرة للركبة ، وأنا الأن أري أن من حقي أن أشربه من المزايدات الأخلاقية ودوامة التفاهات التي آسقانا منها ، فإذا كانت عورتك من السرة للركبة ومن شروط إخفاء العورة إنك تلبس عليها لباس لايصف ولا يشف ، فالبنطال يصف العورة ومحدد العورة لماذا لا تلبس قميص طويل للركبة أو جلباب ! عذراً فأنا أرفع شعار فاليشرب الكل من صنيعة يديه ، وأنا لا يخفي عليا الشيطان وراء الكواليس أبداً .
ثانياً ، من تريد إرضاء الذوق الذكوري واهمه إنها تفعل هذا من أجل إرضاء الله ، فدائما ستعيش في حالة مزايدات لإن الذكوريين لم يضعوا القيد حفاظا علي الشرف فهذا إدعاء ولكنهم يفعلون ذلك حفاظاً علي أن تكن النساء تحت القيود ، فإذا إستحرمتي البكيني فهناك من يستحرم البوركيني لإنه يصف وضيق جداً وغير شرعي من الأساس ولو حرمتي البوركيني ونزلتي البحر بجلابية فهناك من يري أن الإختلاط أصلا حرام ونزول البحر وإستمتاع النساء لهو والأفضل منه سماع القرآن ، ومن يريد هذا هو من نفس المنظومة الأخلاقية التي تنتمي إليها من وافقت عالحجاب ، فلم يعد شيئاً يرضي الذوق الذكوري الآخذ شكل ديني أبدا ، لإن كما وضحت يهمهم الحفاظ علي قيدك وفقط فلا داعي أن نزايد ونكذب عالوطن وندعي أن البلد تريدنا نقلع ، لإن من أراد أن تقلع النساء كان بيد من ألبسهن الحجاب للتميز بين الحرة والأمة .