الأديان ومعاملة الأطفال.



اسكندر أمبروز
2021 / 7 / 20

مغالاة الأديان بالكثير من الأمور بثت في مجتمعاتنا أمراضاً لا حصر لها , وانتهاك حرمة برائة الأطفال وتشويه العلاقة بين الأهل وأطفالهم هي أهم ما يمكن مناقشته اليوم , لكونه أمراً يمس أو قد مس الكثيرين منا أثناء عيشهم في أوساط المجتمعات الاسلامية والشرق أوسطية عموماً , المحافظة بشكل كبير على عادات وتقاليد دينية متخلفة...

ولمناقشة موضوع تسميم الأديان للعلاقة بين الأهل والأطفال سننظر بشكل سريع على الأديان البهيمية الثلاثة بدئاً باليهودية وانتهائاً بدين بهائم الصحراء.

فبداية في اليهودية لا يخفى على قارئي الكتاب المقدس وخصوصاً العهد القديم ايات كثيرة تضع الأطفال موضع العبيد بالنسبة لأهلهم , وتأمر مثلاً بقتل الأولاد والبنات العصاة لأوامر الأهل كما في...

" وإذا كان لرجل ابن عقوق متمرد لا يسمع لكلام أبيه ولا لكلام أمه، ويؤدبانه فلا يصغي إليهما، 19: يمسكه أبوه وأمه ويخرجانه إلى شيوخ المدينة التي يقيم بها 20: ويقول لهم: ((إبننا هذا عقوق متمرد لا يسمع لكلامنا، وهو أكول شريب)). 21: فيرجمه جميع رجال مدينته بالحجارة حتى يموت. هكذا تزيلون الشر من بينكم، فيسمع كل بني إسرائيل ويخافون. " التثنية 21

" من لعن أباه أو أمه، فليقتل قتلا " خروج 17...

" كل من شتم أباه أو أمه يقتل لأنه شتم أباه أو أمه، لذلك دمه عليه." اللاويين 20

-------------------------------------------------------------------------------

وننتقل الان الى ديانة العم جيسوس , ومع أنها أخف حدة نوعاً ما ولكن على مر العصور كان العهد القديم مصدراً موثوقاً للأحكام بالنسبة للمسيحيين إلّا فيما يتعارض بشكل مباشر مع تعاليم العهد الجديد التي نسخت بعض تعاليم العهد القديم كما في حد الرجم مثلاً , ولكن في هذا الموضع يؤكد جيسوس مهزلة قتل الأطفال كما في التالي...

" فأجابهم يسوع: ((ولماذا تخالفون أنـتم وصية الله من أجل تقاليدكم؟4: قال الله: أكرم أباك وأمك، ومن لعن أباه أو أمه فموتا يموت. " متى 15

هذا طبعاً إضافة لتعاليم كثيرة كالطاعة الاجبارية على الأطفال , تجاه الأهل وكأن الأهل عبارة عن أسياد لأطفالهم العبيد , أو أنهم يملكون أطفالهم كسلعة أو كحيوانات يمكن التخلص منها أو اجبارها على العمل أو استغلالها بأي طريقة , ومن يقف في وجه هذا الطغيان من الأولاد والبنات جزاؤه الموت أو التحقير أو التعذيب الأبدي !!!

-------------------------------------------------------------------------------

والان نأتي الى دين صعاليك الصحراء , وهو في رأيي أقبح الثلاثة في كل شيء , وهنا أيضاً يتفوق على المسيحية واليهودية بهذا القبح...وإليكم الأمثلة التالية من الأحاديث والايات العفنة...

" لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَا يُقْتَلُ الْوَالِدُ بِالْوَلَد " رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

"لا يقاد الوالد بالولد." رواه أحمد والترمذي، وصححه ابن الجارود والبيهقي والألباني.

وهذا يعني أنه لا مشكلة في قتل الوالد لأولاده , ولا يوجد حد له في الشريعة. بل إما أن يدفع دية أو يخضع للعقاب المناسب من قبل ولي الأمر أي القوانين المدنية , أما في الدين فلا يجوز معاقبته.

"مُروا أولادكم بالصلاة لسبعٍ، واضربوهم عليها لعشرٍ" رواه أبو داود وأحمد.

وهذا الحديث المعروف يمكننا ملاحظة نتائجه الوخيمة على الأرض , فهو من أكثر الاحاديث تردداً بين أوساط المسلمين , ومن أكثرها تطبيقاً على الأرض , وهو ما يتسبب بالمشاكل النفسية للأطفال , ويولد لديهم الكراهية والبغضاء والعنف منذ الصغر.
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْما))(الكهف (18): 80 ــ 81).

وهنا نلاحظ أن العبرة من الاية السقيمة السابقة هي أن الاله أمر بقتل الطفل لأنه في المستقبل سيكفر وسيعق والديه !!!

ما هذا الهراء بحق زيوس ؟؟ ولماذا اذاً أتى بهذا الطفل المسكين الى الحياة من الأساس ؟؟ ولماذا قدّر له أن يكون كافراً أصلاً ؟؟ ولماذا قدّر له أن يكون عاقّاً ؟؟ وإن كانت هذه الأمور لا تستحق القتل أساساً ولكن من غير المنطقي أن تفرض على شخص ما ارتكاب فعل سيء ومن ثم تعاقبه على فعل أنت أمرته به !!!

وهنا تكمن مصيبة كبيرة يمكننا ملاحظتها في الاسلام بشكل مستمر , وهي أن الاله هو من يقدر للشر أن يحصل , ومن ثم يحاسب الناس عليه !! وهذا يدعونا لاستنتاجين لا ثالث لهما , وهو إما أن هذا الاله المعتوه اله شرير فيقدر للناس الشر , أو هو اله عبثي فهو يقدر الشر للناس ومن ثم يتسلّى بمحاسبتهم على فعلهم لهذا الشر...

أضيفو على هذه القصة أيضاً قصة ذبح ابراهيم لإبنه والاختبار الالهي الأحمق الذي كاد أن يودي بحياة طفل بريء , والتي يمكننا استنتاج أمرين منها أيضاً , وهي إما أن الاله هذا لا يعلم المستقبل وما في داخل ابراهيم حيث أنه أراد أن يعلم مدى إيمانه...أو أنه يعلم كل هذا ولكنه قام بالمسرحية تلك عبثاً وتسلية بالمسكين ابراهيم وابنه البريء...وهو ما يبيّن عبثية وعته هذا الإله الخيالي.

-------------------------------------------------------------------------------

ومن خلال هذه النصوص السابقة يمكننا ملاحظة بدائية وانحطاط وهمجية أديان اله الدم الثلاثة في تعاملها مع الأطفال وفصامها فيما يتعلق بالحَسَن والسَّقِيم , فهي تشوه العلاقة بين الأهل وأطفالهم الى أبعد الحدود , وشكراً للمجتمع الدولي ولقوانين حقوق الانسان التي وضعت حداً لهذه المهزلة وحدّت من انتشار هذه الظواهر الفظيعة التي كانت ولا تزال في بعض الدول تأكل مجتمعات بأكملها.