عقلية استعباد الأطفال في الاسلام , وتشويه العلاقات الاسرية.



اسكندر أمبروز
2021 / 7 / 20

عندما تعيش في وسط المجتمعات الاسلامية , تبدأ بملاحظة أمر مهم يتواجد في الأفق وفي المنازل والشوارع ويحكم تصرفات البشر في المجتمعات الاسلامية بشكل مطلق دون أن يترك أي مجال للتنفس لأي فرد...

وهذا الأمر تشترك فيه المجتمعات الاسلامية والكثير من المجتمعات المحكومة من الأنظمة الشمولية كالشيوعية والنازية... ألا وهو الْمُرَاءاة والنفاق , أو بالعاميّة (الشوفونية) , وهو ما يمكن تعريفه بأنه تصرف الأفراد أمام الناس على عكس ما يريدون هم التصرف في حقيقة الأمر.

أو قول ما يعتبر مقبولاً بين الناس , مع اختلاف الشخص التام داخلياً مع ما يقوله...وهذا أمر ناتج عن العقلية الشمولية كما ذكرنا انفاً , والعقلية الجمعية التي تمحي الفرد وتمسح بكيانه الأرض , جاعلة منه نقطة في بحر الجماعة لا أكثر ولا أقل. ناسفة حريته الشخصية ومانعة اياه من قول ما يريد أو فعل ما يشاء , دون ايذاء الاخرين طبعاً.

وهذا الأمر يمتد الى أبسط التجمعات البشرية ألا وهي الأسرة , فالاسلام جعل الأطفال عبيداً لأهلهم , من خلال تقديس الاهل , ومنحهم المكانة الالهية التي لا يمكن لأي فرد الخروج عنها , وإن خرج سيتعرض للغضب الالهي أو التحقير من باقي أفراد العائلة أو المجتمع , أو لربما يتم قتل هذا الشخص ان كان امرأة خارجة عن طاعة أهلها مثلاً , مثلما يحدث في ما يسمى بجرائم الشرف.

وهذا يؤدي الى نسف كيان الأطفال منذ الصغر , ووضعهم ضمن إطار الطاعة وتعليمهم الاستجابة للأوامر من دون التفكير أو النقد أو النقاش , وهذا الأمر لا يقتصر على الاسلام فحسب , بل هو موجود في المسيحية واليهودية , ولكن في رأيي هو موجود بأقبح صورة في الاسلام , فهو اليوم يؤثر بعدد كبير من الناس حول العالم ويحطّم أسراً بأكملها. مشوهاً لعلاقة الأب بإبنه والأم بأطفالها , وناسفاً لأي مشاعر اسرية حقيقية تشمل الحب والحنان والرعاية.

واستكمالاً للحديث عن (الشوفونية) فالمجتمعات المقموعة والمكبوتة , ستصل في النهاية الى حلّان لا ثالث لهما , وهما إما التحرر من القيد بالخروج من قوقعة المجتمعات الاسلامية , أو النفاق والمرائاة وإبطان الكراهية دون البوح بها , واستمرار قمع الأهل لأبنائهم دون أي رداع , بل وبتصريح من الخرافة الدينية المهترئة التي تتحكم في عقول البشر.

ولهذا يجب علينا أن نضع ضوابط وأحكام للأهل حتى لا يغالو في توجيه أولادهم , وبناء علاقات طيبة مبنية على الثقة والانفتاح الفكري والثقافي , بدلاً من القمع والاسكات والتخويف من الخرافات والوحش الخيالي (الله) الذي سيأكل الطفل اذا لم يطع الأوامر !!