من سيغلق باب السبي بوجه داعش



نساء الانتفاضة
2021 / 7 / 28

في نهاية العام 2003 بدأ تنظيم الدولة الاسلامية المعروف بتنظيم داعش الارهابي رحلته الإجرامية بسبي النساء، وكانت بدايته مع نساء سوريات من زوجات المعارضين المنتمين الى الجيش الحر واحرار الشام وغيرهم، وصولاً الى زوجات العناصر والقياديين في جيش النظام السوري. حتى نساء العصابات الإسلامية مثل جبهة النصرة والكتيبة الخضراء لم تسلم من ذلك أيضا، ولا ننسى جرائمهم البشعة والمفزعة من قتل واختطاف وسبي واغتصاب بحق المئات من النساء والفتيات اليزيديات بعد ان قتلوا الذكور، وفي صورة تعكس مدى دناءة وقذارة هذا التنظيم الذي اثبت نظرته الدونية للمراة فهي في نظرهم ليست سوى وسيلة للمتعة وسلعة تباع وتشترى.
وهذا ما اثبته الواقع عند امتداد هذا التنظيم واحتلاله لمدينة الموصل شمال العراق والمدن الاخرى التي سيطر عليها في البلاد والتي كان فيها للنساء عامة والايزيديات بصورة خاصة حصة الاسد من المآسي التي عانين منها .. فصراع تنظيم داعش بين عناصره وقياداته كان واضحا للعيان فظهرت على شكل تصفيات وانشقاقات ووشايات يلجأ اليها عناصر التنظيم في حال لم يجد احدهم وسيلة أخرى للتخلص من خصومه او منافسيه على احدى النساء المسبيات.
وكل ذلك ادى في النهاية الى نزوح مايقارب المئتين وخمسين الف سوري وسورية إلى العراق بينهم سبعون الفا موزعون على ثمانية مخيمات في إقليم كردستان، ليعانوا بذلك الامرين: مرارة ظروف المعيشة، وغموض مستقبلهم في مخيمات محافظة دهوك ومدينة الموصل، اللتين ظهر فيهما، في ضل غياب وفساد الحماية الأمنية، سماسرة يتاجرون بالنساء، وضعوا سعرا لكل واحدة منهن بحسب شكلها وهيئتها ونسبة جمالها، حالها حال اية سلعة. ما ادى الى ارتفاع حالات الإنتحار ومحاولاتها بين النساء، فضلا عن اصابة نسبة كبيرة جدا منهن بأمراض نفسية. كل ذلك تحت انظار الانظمة والسلطات ومنها العراقية، التي لم تضع حدا لانهاء هذه المأساة. ان هذا ما يدعونا الى طرح سؤال تكرر وسيتكرر ربما لوقت طويل، لعدم الحصول على اجابة مقنعة عليه، وهو إلى متى وقضية المرأة وخاصة في العراق وسوريا اللتين عانتا من داعش ستبقى منسية ؟
واضح ان ذلك لا يحصل الا عندما تتخلص مجتمعاتنا من الانظمة الذكورية والجندرية والعادات والتقاليد القبلية البالية التي تمنع النساء من اخذ ادوراهن الحقيقة في ادارة كل شيء يحتاج الى ادارة في الحياة بصورة عامة .. تخيلوا فقط لو أن مهمة حل مشكلة نساء المخيمات ومنهن الايزيديات في شمال العراق بيد ناشطات في النضال بقضايا حقوق المرأة، والتعامل مع القضية ككارثة انسانية بحق هذه النساء، وهل كنا سنهدر كل هذه الايام والشهور والسنين من اجل حل مشاكلهن ؟

نور سالم