الجنس مقابل الترّقي في الوظيفة



نادية خلوف
2021 / 7 / 30

تم توجيه أحدث حكايات إساءة استخدام الأريكة وهو مصطلح يدل على استعمال الجنس إلى قطب السينما هارفي واينستين ، حيث اتهمته العديد من الممثلات بخلع ملابسه وطلب التدليك ، قبل ظهور الاتهامات الموجهة إليه ، شاركت العديد من الممثلات بالفعل تجاربهن الخاصة بـتقديم الخدمات الجنسية من أجل التقدم الوظيفي ، ومثله مثل جميع الرجال ذوي النفوذ والسلطة يعتقد أنّه من الصعب على امرأة أن تفشي السر ، لكن مع حركة مي تو التي تتبنى قضايا التحرش الجنسي ، و التي أصبحت قوة اجتماعية و اقتصادية في أمريكا ، و التي تعتبر أن ذلك يتعلق بالمساواة حيث ترغم المرأة -تحت ضغط الحاجة للعمل- إلى تقديم الجنس.
في السيرة الذاتية لأنتوني سمرز ، الحياة السرية لمارلين مونرو ، يتذكر المؤلف النجمة وهي تصف حياتها المهنية بالقول إنها "أمضت وقتًا طويلاً على ركبتيها"
عندما سألتها الكاتبة البريطانية دبليو جي ويذربي عما إذا كانت القصص المتعلقة بالأريكة التي تعني الجنس من أجل المنصب صحيحة ، أجابت مونرو: "يمكن أن تكون كذلك".
ادعت السيدة جوان كولينز أنها فقدت الدور الرئيسي في فيلم كليوباترا عام 1963 بعد رفضها النوم مع رئيس الاستوديو.
لقد أخذني إلى مكتبه وقال: هل تريدين حقاً هذا الجزء؟ وقلت: نعم. أنا فعلاً أريد. حسنًا ، كل ما عليك فعله هو أن تكون لطيفة معي.

كان ينبغي أن تكون لحظة انتصار خالصة لجيمس فرانكو. حصل على واحدة من أفضل جوائز هوليوود في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب ، مما يثبت صحة حياته المهنية غير التقليدية ، بينما كان يقف على خشبة المسرح ، كان البعض يولون المزيد من الاهتمام لدبوس على حافة صدره يؤيد فيه الحركة النسائية
قالت سارة تيثر كابلان ، الطالبة السابقة في مدرسة السينما التي أسسها فرانكو والتي شاركت في العديد من أعماله ، "كانت مثل صفعة على وجهي"
هي واحدة من خمس نساء اتهمن فرانكو في مقابلات مع صحيفة التايمز ، بسلوك وجدن أنه غير لائق أو استغلالي جنسياً.
في بعض الحالات ، قلن إنهن يعتقدن أن فرانكو يمكن أن يقدم لهن التقدم الوظيفي ، ووافقن على رغباته حتى عندما كن غير مرتاحات.
قالت تيثر كابلان ، التي كانت واحدة من العديد من النساء اللواتي انتقلن إلى تويتر: "أشعر أن هناك إساءة استخدام للسلطة ، وكانت هناك ثقافة استغلال النساء غير المشهورات ، وثقافة استبدال النساء" كان ذلك . تنفيس الغضب بشأن فوز فرانكو.
لا ننسى التحرش بالأطفال ، ولا زالت قصة اعتداء مايكل جاكسون على طفلين في الأذهان .
هذه الأمثلة اقتطفتها من صحف غربية ، وليس لأنّني نسوية ، فقد أصبحنا في عالم ما بعد النسوية حيث أن بعض الطائرات في السويد مثلاً لم تعد تستعمل أيتها السيدات و السادة في بدء الرحلة ، بل تستعمل أيها الركاب الأعزاء من أجل عدم التمييز .
أتحدّث عن الفنّ و الفنانين في الوطن العربي ، وربما الكثير من النساء وصلت إلى ماوصلت إليه بفخذيها ، وحتى الرّجال يمكن أن يقدموا الجنس إن كانوا في سن الشباب ويحتاجون للعمل .
تستطيع الممثلة في هوليود أن تقبل الجنس ، ثم تلجأ للمحكمة وتقول أنه ذلك الرجل استغل منصبه، وكانت ترغب في الوظيفة، و اليوم ونستاين يسير على كرسي متحرك، و القيد قي رجله، لكن هل تتجرأ الفنانة العربية على قول ذلك؟ لدينا الآلاف من الحركات النسوية الممولة من مكان ما ، لكن لا يمكن أن تدفع لمحام للدفاع عن قضية نسوية. الحركات النسوية في الوطن العربي على مقاس الممول .
ربما البعض يعتبرنها ذكاء أن يحافظن على شهرتهنّ من خلال عمليات التّجميل التي هي في النهاية عمليات تبشيع ، وربما لا يستطعن، فتجاعيد الرقبة لا تزول بالتجميل ، الحفاظ على الشهرة له ثمن ، وليس بالضرورة إن كانت المرأة في أرزل العمر أن تدفعه، قد تدفعه ابنتها، فكل شيء مباح.
نحن لا نقلل من شأن المرأة بل نرغب أنه يجب أن تعمل وفقاً لمقدرتها، ولو لا حطنا الفنانات العربية نعتقد أنهن وقعن في عبودية الجنس ، مع عدم التعميم.
كنت أعمل في مكتب محاماة في الإمارات ، أتت إحدى الفتيات الشّابات تطلب وظيفة سكرتيرة ، راتب السكرتيرة ضعيف ، تحدّثت لي أنها عملت مقابلة مع رجل أعمال، قابلها في مطعم اسمه راندفو . قال لها: أعطيك عشرة آلاف درهم بالشهر ، فقط أرغب أن تكوني معي عندما آتي ، و أنا آتي في الشهر فقط أسبوع .
في مرّة أتت صاحبة العمل إلى المكتب وفي يدها صحيفة فيها إعلان لرجل أعمال يرغب بمديرة أعمال ، أعطت التلفون للسكرتيرة . قالت لها : قولي أن عمرك ثلاثين، ولونك أبيض، وطولك 170 ، تواصلت السكرتيرة مع رجل الأعمال واستفسرت عن الشروط فقال لها أنت الطلب المناسب . شروطي: تحجزين لي الطائرة، نسافر معاً ، ننام في الفندق معاً ، ومرتبك عشرون ألف درهم . سحبت صاحبة العمل التلفون، و أتلفت السيم كارت. . . يبدو أنها تأكدت من هوية الشخص.
هناك طرق أخرى غير الجنس ، وهي العلاقة مع رجال الأمن المتنفذين ، فأغلب الفنانين يسهرون، ويشربون ، و أحياناً يستغلون نساءهم ، ليس الفن فقط . بل جميع الأشياء الثقافية و الجوائز . كل له ثمن أمني، أو جنسي ربما. . . مع الاعتذار عن عدم وجود معلومات في الصحف العربية تؤكد أو تنفي ذلك.
على فكرة : في السويد ممنوع بيع الجنس ، لكن أرنولد الذي كان يستلم ملف جائزة نوبل دخل السجن من أجل التحرش، ويتم مداهمة أوكار الدعارة، يسجن الرجال ، ويشهّر بهم ، بينما يتمّ التكتم على أسماء النساء حيث يعتبرهن القانون ضحايا الحاجة، و الاتجار بالبشر.