في النسوية ، وعقدة الزواج في سورية



نادية خلوف
2021 / 8 / 1

الفتاة المتعلّمة في الوطن العربي ،- ولا أدعي معرفة كل شيء في الوطن العربي ، لكنني أدعي أنني أعرف بعض الأشياء فيما يسمونها زوراً وبهتاناً" سوريتنا" فهي لم تكن يوماً لنا- ، ولست بصدد الحديث عن هذا الأمر، لكنني بصدد الحديث عن الفتاة المتعلّمة التي يجب أن تلقط فارس الأحلام قبل إنهاء الدراسة الجامعية ، وإلا سوف يصبح اسمها: " عانس" ، ولو تزوجت لقالوا أنّها مثل أمّه." منيح اللي رضي فيها". في عقلها الباطن تكون أمّه رغم أنه يكبرها بعدة سنوات ، وترعاه أفضل مما رعته أمّه فهي في خوف دائم من أن يفشل زواجها.
بعيداً عن أفكار كني أنت ، وكوني قوية ، وبعيداً عن الحديث الجنسي الذي ربما لا يمثل النسوية، و أحياناً يكون دعاية لكسب المال، و أعرف بعض النساء " المتحررات" اللواتي يتحدثن بالجنس بالفيديو يكسبن حتى من خلال ممارسة الجنس اللفظي على الماسنجر ، هن أحرار ، لكنّهن لسن متحرّرات !
لا تصلح النسوية للنساء في سورية لأنها محكومة بقانون الأحوال الشخصية ، وبدلاً من أن نطلب من المرأة أن تقبل بالزواج البلوشي-دون مهر-علينا أن نطالب بإلغاء قانون الأحوال الشخصية أوّلاً وتثبيت حقوق المرأة في القانون المدني كأن يكون لها نصف بيت الزوجية، وحضانة الأطفال عند الطلاق، أما البلّوشي فيمكن أن ينتهي بها الأمر في الشّارع ، وهنا لا أدافع عن المهر بل أطالب أن نسعى إلغاء القانون برمته.
قد تكون المرأة الغير متعلّمة تعليماً جامعياً أكثر استقراراً في حياتها الزوجية ، لآن من تزوجته اختارها لتكون ربة منزل ، وتكفّل هو بإعالة الأسرة ، أما من اختار الطبيبة على سبيل المثال -يوم كان للطبيب دخل معقول-فقد اختارها كدجاجة من أجل البيض، ولو انتهى بيضها لرماها . أتحدّث بشكل عام، ولكل أمر استثناء، فهناك زواجات مستقرّة ، قد يكون أحد الطرفين فيها قد بلع الموس على الحدين، ففي وطن يسوده العنف لا استقرار في أي أمر.
أغلب النساء اللواتي أنهين تعليمهن الجامعي ، وتعرضن للقب عانس ، هن أبسط النساء غير المتعلّمات لأنّه في الحالة الأولى تربت الفتاة منذ صغرها على أنها سوف تتزوج قبل العشرين، بينما الثانية تقع في فخ يدعى الحبّ، وتتعرض للخديعة مرّة بعد الأخرى ، وسوف أورد حادثة جرت معي : كنت في حلب وكنت أبحث عن ثياب . رأيت امرأة محجبة تشتري" روب نوم " شفافاً، ومخرّماً. استغربت الأمر، و أردت أن أعرف. سألتها: لماذا تشترين هذا ؟ أجابتني بابتسامة خجولة: " هيك"، لم أفهم، لكن بعد أن غادرت المكان بدأت أضحك على غبائي!
كنت أتابع بعض الفيديوهات لفتيات يتحدثن عن الجنس و الحرية ، وكان الكثير من أصدقائي الرجال يعلقون عليهن بأشياء كثيرة مثل كسرتِ التابو، وهي مجرد باحثة عن بيع الجنس ، لكن هناك من كتب في موضوع الجنس بشكل شيق مثل سلوى النعيمي في روايتها برهان العسل ، كان السؤال الأول الذي يطرح عليها، كما تقول: هل التجربة في رواية برهان العسل تجربة شخصية؟ تجيب بالضحك ، كل ما أكتبه حقيقي وكل ما أكتبه متخيل".كان بطل روايتها هو: المفكّر.
أيتها النسويات : النسوية هي المطالبة بالمساواة القانونية ، ولن تتم في ظل قانون يميز بين المرأة و الرجل ، لذا فإن المطالبة بالقانون المدني الذي يضمن حق المرأة ويمنحها الحضانة -إن كانت أهلاً لها-. أما من هن خارج سورية فربما الوضع أصعب حيث وصلت نسبة الطلاق إلى حوالي 60 بالمئة تقريباً ، و أغلب النساء هنّ أمهات عازبات، أو معنفات، أو خائفات من القتل ، فقد أثبت الرجل في الخارج أنه ينسف كل شيء أمام رجولته، وربما الكثير من النساء تخاف هذا المصير.