المرأة العراقية المهاجرة والمهجرة



سحر مهدي الياسري
2006 / 8 / 15

في الشهر الخامس أصدرت الخارجية الامريكية تقريرا حول وضع الطبقة العاملة حول العالم والمهم عندي كعراقية من هذا التقرير وضع الطبقة العاملة العراقية رغم انه لم يتناولها في الداخل العراقي وتناول حالتين خارج الحدود للطبقة العاملة المهاجرة (الوافدة كما يصطلح عليها :-
الحالة الاولى :وضع العمل العراقيين في الاردن والذين يعملون بطريقة اشبه بالسخرةحيث لايمنحون الاجور التي يستحقونها عند أنتهاء العمل أ واي طريقة لدفع الاجرمقابل العمل ومحرومون من حق التمثيل النقابي وسأعود بمقال مفصل لمناقشة هذا الموضوع
الحالة الثانية :وهي الحالة الاخطر والاسؤ بنظر القانون الدولي وبكل المعايير الانسانية والاخلاقية وبنظري وهو وضع المرأة العراقية المهاجرة في سوريا وتعرضها للاستغلال الجنسي والمتاجرة بالرقيق الابيض ولو ان التقرير لم يتعرض للحالات الاخرى من معاناة المرأة العراقية المهاجرة في سوريا وغيرها من دول العالم والتركيز على سوريا معروفة اسبابه والا ان المراة في كل الدول تقريبا معرضة للاستغلال الجنسي
توقعت عند سماعي لهذا التقرير ستقوم الدنيا ولاتقعد في العراق وستتخذ الحكومة أجراءات كفيلة بحماية النساء والرجال العراقيين مما يتعرضون له بالتشاور مع سلطات البلدان المعنية بالتقرير أو منظمات المجتمع المدني التي ملء جعجعت ممثليها أسماعنا بالوعود والورود وأعادة الحقوق المستلبة ولكن وللاسف لم يصدر أي رد فعل من أي جهة رسمية أو غير رسمية ولانقابات ولامنظمات نسوية كأن من جرى الحديث عنهم من كوكب آخر وليسوا عراقيين وحتى الا علام بكل أنواعه لم يتعرض للحالتين اعلاه أو غيرها
لقد أضطرت المرأة العراقية كما آلالاف العراقيين للهجرة لاسباب نعرفها جميعا قبل الاحتلال وبعد ه بشكل موجات لم تفعل الحكومةالعراقية المتعاقبة أي شيء لمساعدتهم لاعندما كانوا داخل الوطن ولا عندما أضطروا للهجرة ووقفوا طوابير بشكل مهين أمام السفارات للحصول على فيزا الاذلال العراقي في دمشق وعمان البلدين الوحيدين الذين سمحا بدخول العراقيين وهي دول ذات أقتصاد ضعيف وبطالة كبيرة في صفوف مواطنيها ولاتتحمل الاعداد التي تزداد كل يوم من العراقيين المضطرين كرها على هجر أرض الفراتين
هولاء المنسيون يمرون بأقسى ظروف الاستغلال والابتزاز الاهانات والفاقة وتعذر أيجاد فرصة عمل وهذه الظروف ضحيتها الاكبر النساء والاطفال والذين تتزايد فرص وقوعهم ضحية للاستغلال الجنسي والمتاجرة بالرقيق الابيض وأستغلالهم في صور وأفلام أباحية وهذا ما يحدث كل يوم للنساء العراقيات في سوريا وغير ها من بلاد الله حيث الشرف العراقي مباح مقابل أبخس الاثمان لقاء لقمة عيش تحفظ حياتهن وعوائلهن وسط الصمت المطبق للحكومة العراقية وسفاراتها الغارقة في صراع بقاء موظفيها ومنظماتها المدنية الباحثة عن مؤتمرات خارجية ومصادر تمويل لفعالياتها الوهمية وبرامج تلفزيون ليظهروا على شاشاتها بأكاذيبهم وبرامجهم الوهمية و ليعظموا قادتنا الجدد ومنجزات بلادنا جنة الله على الارض
لم أسمع رد الحكومة العراقية لحد الان ووزاراتها المعنية وزارة شؤون الهجرة والمهجرين والمرأة (والتي من أعظم أنجازاتها للمرأة العراقية أضافة كلمة شؤون الاسرة الى واجهة الوزارة مع كلمة المرأة ) ووزارة حقوق الانسان (ولا أدري لم تنتابني نوبة من الضحك عندما أسمع بأسم هذه الوزارة ضحك كالبكاء حيث لاحقوق ولا أنسان على الارض العراقية ))و لم أسمع بالاجراءات التي أتخذتها حكومتنا لحماية الطبقة العاملة العراقية المهجرة والمهاجرة وبالاخص النساء الوارد ذكرهن في تقرير وزارة الخارجية الامريكية لم تشكل أي لجنة وفق المحاصصة العراقية لتفقد حالنا ولو من باب رفع العتب وتأ مين سفرة مجانية لمن لم يحالفه الحظ والوقوف على صحة أ وعدم صحة المعلومات وتقديم ما يمكن لمساعدة هولاء النسوة وأنا متأكدة بكونهن في أمس الحاجة لمد يد العون لهن لانتشالهن من الاستغلال والعوز بالتعاون مع الحكومة السورية
ولم نسمع من ممثلات المجتمع المدني أي صوت أو مبادرة أو حتى زيارة (زوروني مرة وحدة حرام تنسوني بالمرة)بالتعاون مع المنظمات السورية لاخراج نسائنا من جحيم الاستغلال الجنسي والذي هو أبشع أنواع الاستغلال الانساني للجسد البشري والقيام بحملة عالمية مع المنظمات العربية والعالمية ذات الاهتمام بمثل هذه المواضيع وكفاكفن جعجعة واسمحن لنا أن نرى الطحين
عذرا لكم جميعا لكن المرارة في فمي أقسى من هذه الكلمات
المحامية سحر الياسري