قتل أطفال أفغانستان ؟



حسن مدبولى
2021 / 8 / 18

هناك ملفات عديدة مثبتة وموثقة تفضح إنتهاكات حقوق الانسان فى أفغانستان، تلك الإنتهاكات التى تمت بواسطة قوات الإحتلال الأميركى على مدار العشرين عاما الماضية، وشملت عمليات اغتصاب وقتل وحرق وتدمير وإخفاء قسرى ،
ففي خلال تلك السنوات الماضية تلظى الشعب الأفغانى وإحترق بنيران الإرهاب الأمريكى بشكل إجرامى مستمر ، ويكفى أن نتذكر مذبحة حفظة القرآن فى مدينة قندوز التى وقعت فى إبريل عام 2018 والتى راح ضحيتها حوالى 300 ضحية معظمهم من أطفال المدارس الذين كانوا فى حفل بمناسبة تخرجهم من مدارس حفظ القرآن الكريم، وذلك عندما قصفتهم الطائرات الأمريكية وقتلتهم بلا رحمة ولا إعتذار بحجة مطاردة طالبان ،
المفجع أن تلك الجريمة حدثت دون أى رد فعل دولى او أممى أو حتى محلى، بينما ياتى الخونة الآن ليتباكون على طرد القتلة الامريكان من أفغانستان، ويهاجمون فصيل افغانى وطنى قدم التضحيات لتحرير شعبه من هذا الجحيم ؟
ولم تقتصر جرائم الإحتلال الأميركى (فى أفغانستان كما كانت فى العراق وفيتنام ) على قتل الأبرياء ، لكن تلك الجرائم إمتدت إلى النهب والفساد المالى والأخلاقى الذى كان يتم ضخه بكثافة خلال فترة الإحتلال بشكل ممنهج ومقصود ، بل وتقاعست أجهزة الرقابة الأمريكية عن محاربته، وسمحت بتفشيه عمدا ،كما تفعل مع كل المؤسسات العميلة لها فى كافة بلدان العالم، وأكبر دليل على ذلك الأمر هو أن الجيش الأفغانى( الورقي ) انهار في ساعات معدودة أمام طالبان ، رغم أن الإنفاق على تدريبه فقط -دون ثمن المعدات- يقدر بمليارات الدولارات الأمريكية ، والتى يبدو إنها ذهبت بأكملها إلى جيوب الفسده من عملاء أمريكا وتجار المخدرات،وليس لتطوير وتحديث جيش وطنى حقيقى وبناء دولة مدنية حديثة ،

فيا من تصرخ وتولول الآن بسبب تخوفاتك من حكم طالبان (الظلامي) أين كانت صرخاتك وتشهلقاتك خلال عشرين عاما من السنوات السوداء تحت حكم القنابل الأمريكية وعصابات القتلة والفسدة وتجار المخدرات ورعاة الدعارة العالمية ؟