ليس دفاعًا عن أسامة الرفاعي و مناف الحمد



مازن كم الماز
2021 / 8 / 21

أسوأ ما في الموضوع هو أن كلام الرفاعي و من دافعوا عنه هو في الواقع تصريح بالقتل ، ليس فقط قتل "الناشطات" "اللواتي يحرضن على الفجور و الإلحاد" , بل قتل أية امرأة أو فتاة تحاول أن تعترض على تنمر أو عنف زوج أو أب أو ابن أو أخ أو أن تتمرد على قمع و اضطهاد زوج أو أب أو ابن أو أخ ، ناهيك عن أن تحاول أن تعيش كما تريد … هذا النوع من التحريض الذي أدى في الماضي لاختطاف رزان و رفاقها و إلى إختفاء أي صوت مختلف في طول البلاد و عرضها ، الذي يتهم كل من يتحدث عن حقوق الإنسان أو حقوق أية مجموعات من البشر أو كل من يفكر و يتحدث بشكل مختلف عن الآخرين ، بالعمالة للغرب و الترويج للإلحاد و الفجور الخ الخ … هذا ما يتعلق بالناشطين و الناشطات أما بالنسبة للنساء السوريات أنفسهن فإن العنف ضدهن لا يحتاج إلى تحريض في الأساس ، إنهن إلى جانب أصحاب الفكر المختلف و الخارجين على السائد و المثليين جنسيا و كل أنواع الحالمين و المجانين و المختلفين ، هم بين الأكثر تهميشًا اليوم و لا يحتاج الأقارب الذكور إلى تحريض أو مبررات أصلًا لانتهاك حياتهن و حقوقهن ، كل ما في الموضوع أن هؤلاء الذكور سيضربوهن و يقتلوهن بهدوء و راحة ضمير أكبر و بدون أن يستطيع أحد أن يتصدى لهؤلاء القتلة و المجرمين … المصيبة تبلغ ذروة السوريالية عندما نجد الرفاق في حزب الشعب يتبنون و يدافعون عن هذا التحريض … صورة الحزب أهم بكثير من حياة ملايين النساء و عشرات الناشطين و الناشطات و بالتأكيد من حقوق و حياة السوريين و أي إنسان على هذه الأرض … معليش ، صورة الحزب أهم … إذا حكينا فلا بد من السؤال ، شو دخل الشيخ الرفاعي أو مناف الحمد أو رئيس إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني إذا السوريين ألحدوا أو آمنوا برب محمد أو يسوع أو أي رب من اللي عم يعبدهم البشر … شو دخلكم بالناس و مين عينكم قضاة على البشر و عقولهم و أجسادهم … الجميل أن الحديث عن حرية الرأي و التعبير لا يطرح إلا عندما يتعلق الأمر بأفكارهم خاصة الأكثر شذوذا و تصادمًا مع العلم المعاصر و المنطق الإنساني البسيط ، أما خصومهم و كل من يختلف معهم فهو متآمر و خائن و عميل ، فقط ، بكل بساطة ، هنا لا توجد حقوق إنسان و لا حرية تعبير … عيشوا كما تريدون ، لكن المفترض أن يعيش السوريون و كل البشر على هذه الأرض كما يريدون ، لا أنتم و لا بشار الأسد و لا الجولاني و لا ترامب و لا أردوغان و لا نصر الله يحق لهم أن يفرضوا على سكان هذه الأرض أن يعيشوا كما تريدون …