هل هناك نسويات إسلاميات؟ مغالطات في غرف النسوية على كلبهاوس



سهيل أحمد بهجت
2021 / 9 / 3

تابعوني على تويتر @SoShow11 و اشتركوا في قناتي على يوتيوب https://www.YouTube.com/c/SohelBahjat
هنالك العديد من السّيدات الرّائعات على تطبيق clubhouse الرّائع من المدافِعات عن حقوق المرأة و الأنثى و ما يُصطلح عليه بـ"الحركة النسوية" – و علامة الاقتباس هي للتأكيد - ما يدفعني دائما إلى الكلبهاوس هو أنّ هذا التطبيق يظهر لنا ما يجري على أرض الواقع في الدّول العربية عموماً و العراق تحديدا من صِراع بين موجة الحداثة و التنوير و العقلنة ، و الحركة النسوية واحدة من تجلّياتها ، و بين قوى التقليد و الطاعة و الإيمان الأعمى بالنّصوص الدّينية الذكورية.
ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هو اتّهام تم توجيهه لي و لآخرين – أغلبيتهم ذكور على حدّ علمي – بأنّنا نحن "ملحدون" نتبنّى حقوق المرأة و حقوق الأنثى كـ"عكازة" نتّكيء عليها في سبيل تمرير "مشاريعنا" و "عداوتنا" للإسلام (و كأنّ الإسلام شخص نعاديه) و الدّين لكي نصعد للواجهة و أننا – حسبَ بعض السّيدات في الغرفة محل النقاش – يجب علينا أن نفصل بين رفضنا للدّين و بين مسألة حقوق المرأة و تحريرها من حالة الاستعباد في دول معيّنة.
إحدى النسويات – و لها كل الاحترام – كانت تجادل بأنّها تستطيع أن تكون مسلمة و نسوية في آن واحد و أنها تريد أن تبقى مسلمة و تدافع عن المحجبة و السافرة في آن واحد.
طبعا ، كنتُ و بعض أصدقائي نناظر و ندافع عن التالي ، و هذه أهم النقاط التي يجب أن تنتبه لها السيدات النسويات:
1- أنّه يستحيل – و أوكد على كلمة يستحيل – أن تحصل المرأة و لو على أبسط حقوقها الأساسية في اختيار شريك حياتها و المساواة في الإرث و الشهادة و حرية أن تقرر كيف تعيش في ظل منظومة الإسلام الذكوري الذي أسّس لعدم التكافؤ في نصوص قرآنية و أحاديث صحيحة. بل إنّها تُـقتَل بداعي الشّرف بأتفه التبريرات السخيفة في جرائم "يحميها" دينٌ و قانون مستمد من الدين الإسلامي.
2- أنّ المشكلة و الصراع حول تحرير المرأة يرتبط قطعا بالصراع ضدّ الفاشية الإسلامية و أي محاولة لفصل الاثنين – حقوق المرأة و طرد السلطة الدّينية – هي محاولة عبثية تشبه تحويل محاكمة ذكر مغتصب لأنثى إلى مسألة ثقافة مشوهة لا أكثر. هذا الفصل يخدم التيار الإسلامي القومي (العربي-الكردي-التركي) المتلفح بلباس الدين و الّذي يشنّ باستمرار حملات تسقيط للنسويات خصوصا و للعلمانيين عموما (تتضمن سباب يعكس دناءة و سقوط التربية الدينية.)
3- إحدى السيدات النسويات تفضلت بأنّ هناك أيضا علمانيين و ملحدين "ذكوريين" مما يعني أن الصراع النسوي غير محصور بالإسلاميين و القوميين و هذه طبعا مغالطة كبيرة لأن هؤلاء "الذكوريين الملحدين" لا يعتمدون على نظريات العلم في تهميش المرأة ، بل يستفيدون من نفس الامتيازات الذكورية التي وفرها الإسلام لهم.
4- تبني محجبات و إسلاميات للنسوية لا يعدو أحد إثنين: إما حركات إسلامية تستخدم بعض النساء المسلمات لامتصاص جمهور الحركة النسوية – التي تنتهج الالحاد لمجرد مطالبتها بأبسط الحقوق – أو أن هؤلاء المسلمات سيصلن إلى مفترق طرق حيث يجب عليهن الاختيار بين (الإسلام) أو حريتهن و كرامتهن.
5- فلنتذكر دروس التاريخ: مصطفى كمال آتاتورك رسّخ حقوق المرأة عبر تهميش الدين و رجال الدين – لاحظ أن إدارة الدين تتم من قبل ذكور – و كذلك فعل محمد رضا و إبنه شاه إيران بتهميش الدين و أيضا فعل الحبيب بورقيبة. و متى تراجعت حقوق المرأة؟ عند عودة الإسلام للواجهة.
6- ممكن أن تكون هناك محجبة تدافع عن حقوق الإناث – مثل ملالا – لكنهن سيبقين معتبرات كضالات و ملحدات من قبل المؤسسات الدينية.
ختاما: من حقنا كبشر و لمصلحتنا كذكور للحصول على أفضل شريكة حياة أن تتحرّر المرأة و تكون شريكة حيات للرجل و هو شريكا لها بدلا من أن تكون جزءا من صفقات العوائل التي يرأسها ذكور. لا يحق للنسويات منع أو تثبيط الرجال عن هذا الدفاع مع تذكير الرجال أن عليهم ترقية أنفسهم لفهم النساء و مساعدتهن كأصدقاء متساوين.