الشيطان الازرق وعوائلنا



حيدر الكفائي
2021 / 9 / 9

بالأمس كانت العوائل الكريمة تتباهى وتفتخر بهذا الشاب أو تلك الفتاة ممن عرف عنهم بالسمعة الحسنة والعفة والشرف فكان اروع ما تصنف البنت هي انها حبيسة حجرتها وجليسة دارها لا يرى لها شخص ولا يسمع لها صوت فكان ذلك اروع وصف لها ومضرب للأمثال بل تتشرف العوائل بطلب يدها للزواج ....! أو ان الشاب لا يسرح ويمرح مع ابناء الحارة ملتزم لا يرى فيه أي مما يشينه فمن المدرسة إلى الدار ومن الدار إلى العمل مع والده ،،،،،،،،،،،،،،،
اليوم ابطل عالم "التكنيك" روعة هذا المفهوم واخرج جذوته وافرغ محتواه ، فلعل خروج البنت اصبح اهون من بقائها جليسة دارها مع هذا الشيطان الازرق "الموبايل"الذي استحوذ على عقل الشاب والشابة وأصبحوا اسرى بين جنباته وأروقة دكاكينه ،، لم تعد البراءة كما كانت أيام الأجداد والآباء ولم يؤتمن على الفتاة وعلى الشاب بعد دخول هذا الغريب بين الأسر ، لا يستطيع الأب ولا الأم ان يحبسان ابنتهم أو ابنهم من دخول عالم الإنترنت ومطباته وسخفه ولا يمكنهما ان يأمنا على سلامتهما من الأمراض الاجتماعية والانحرافات بل اصبح الأمر من الصعوبة بمكان ان تعرف غاية البنت أو الولد ومرادهما فأجسادهم بين ثنايا الدار وحجراته لكن عقولهم افكارهم ومشاعرهم غير محبوسة بل في عوالم أخرى لا تحدها حدود ولا تقيدها جدر ......!
خيط واحد يبقى يربط العلاقة ويبقي الألفة ولا يفسد الود بين الأسرة ،، انه " الحب" .....والحب فقط لا سواه هو المرمم للعلاقات ومانع للتصدع الأسري والمقاوم الشرس لهزات وصدمات العولمة وسلبياتها وسلبيات التكنولوجيا واثارها على قلوب الفتيان والفتيات ،،، الحب نعمة كبيرة لا تقاوم وبه تدوم النعم ، نسأل الله ان يجنبنا وعوائلنا كل ما يعكر صفو العلاقات .