مرثية وطن قتل حبيبة



هشام حتاته
2021 / 9 / 16

حبيبة زهران – طالبه بالفرقة الثانية بكلية الاداب جامعه طنطا
فتاه فى عمر الزهور ذهبت لاداء الامتحان ، شعرها منسدل على كتفيها وترتدى فستان ملون تحت الركبه بدون اى مساحيق على الوجه
اذا سالنا عن البراءه فستكون حبيبه زهران
لم تعلم حبيبه انها دخلت عش الدبابير الذى ينعق فيه الغربان والمنقبات المتشحات بالسواد
عقب أدائها الامتحان وأثناء خروجها من اللجنة، فوجئت بقيام مسئولي المراقبة في اللجنة الخاصة بها وإحدى المراقبات المنتقبات بالتنمر عليها والسخرية منها بسبب ملابسها، رغم ارتدائها فستان طويل ومحتشم، وطال التنمر المدينة التي تسكن فيها حيث انها من مدينة الاسكندرية
نشرت صورتها ، وكتبت قصتها ، وتفاعل معها كل المنادين بالدولة المدنية وحقوق الانسان واصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعى
وظهر رئيس الجامعه – وليته ماظهر – ينتقد لبس حبيبة ويدافع عمن تنمر عليها ويهدد باحالتها الى لجنه تحقيق حفاظا على سمعه الجامعه التى مرمتتها فى التراب كما قال
والغريب انه ظهر فى مؤتمر صحفى ليعلن عن سقوطها فى عده مواد فى امتحانات سابقة وحاليه – وكانت السابقة الاولى ان يعلن رئيس اى جامعه عن درحات طالبه فى مؤتمر صحفى
واستضافه الاعلامى عمرو اديب واستضاف حبيبه ايضا
والغريب ان رئيس الجامعه والمتحدث الاعلامى باسم الجامعه وهم يدافعون على التنمر عليها يقولون : ابنتنا حبيبة
وذهبت القضية الى النيابة ، واستدعت المتهمون بالتنمر ومنهم المنتقبات ، فانكروا ، ومارس رئيس الجامعه جبروته فلم يتقدم احد للشهاده معها
فما كان من النيابه ان اطلقت سراحهم لعدم وجود الركن المادى فى القضية وهى شهادة الشهور
رأينا المنتقبات يكذبون كما حدث من قبل مع محمد حسين يعقوب ومحمد حسان امام المحكمة عندمما انكروا التحريض على العنف
اصحاب لحى وصاحبات نقاب كاذبون ... كاذبون
ورئيس الجامعه الذى يربى اجيال لم يكلف نفسه ان يطيب خاطر حبيبة وهو يردد ( ابنتنا حبيبة ) بل انه حولها للجنه تحقيق للاساءه الى الجامعه بمنشورتها على الفيس بوك ، ولم يقبل منها الا اعتذار لمن تنمروا عليها ، وان يكون الاعتذار فى مكتبه
وذهبت حبيبة والله وحده يعلم ماذا كانت كمية الهوان والانكسار داخلها وهى تعتذر؟
ماذا كان احساسها بالانتماء لوطنها الذى خذلها ؟
ماذا كان احساسها بالقهر الذى مورس عليها ؟
وظهرت حبيبة فى صورة جماعيه فى مكتب رئيس الجامعه وحولها كل من تنمر عليها وكل من كتم شهادة الحق
اى شعور بالمهانه والمجنى عليها تعتذر للجانى ؟
ماذا عن باقى طلبة الجامعه وهم يشاهدون زميلتهم تقف على مذبح الجبروت فيلوذون بالصمت ويتنامى فيهم الاحساس بالقهر ويفقدون احساسهم بالانتماء لوطنهم وهم يرون رأس حبيبة الطائر
هل رئيس الجامعه يستحق ان يراس مؤسسة تعليمية لتخرج لنا اجيال من المقهورين ؟
عندما رفعت قضية ضد النقاب وعملت عده مداخلات مع بعض القنوات قلت ان النقاب تعبير عن فكر بدوى مغرق فى الظلامية ومعاده الاخر ... وان كان القاضى رفض الدعوى على اساس انها حرية شخصية ، الا ان واقعه حبيبة تؤكد كل ماقلته وماكتبته مع المحامى فى عريضة الدعوى : ان النقاب فكره عدائية واقصائية ضد الاخر
اذا كان هذا حال المنتقبات ... فماذا عن رئيس الجامعه الذى يرتدى البدله والكرافته وتحت جلده تكمن افكار اخوان سيد قطب وسلفيه بن عبدالوهاب
هل هذا يصلح ان يربى اجيال تفكر وتبدع ؟
ماهو موقف الدولة والرئيس يعلن من عده ايام عن مبادرة حقوق الانسان ؟
حبيبة ليست ابنه جامعه طنطا كما تبجح رئيس الجامعه والمتحدث باسمها
حبيبة ابنه كل الاحرار فى هذا الوطن
ويوم ما ستكون حبيبة ايقونه الدولة المدنية الحديثة بعد ان تتخلص مصر من جحافل طيور الظلام الذى امتلأت به معظم مفاصل الدولة ، وستكون حبيبة هيباتيا القرن الواحد والعشرين ، فالقتل المعنوى لايقل بشاعه عن القتل المادى .
آآآآآه ياوطنى
نلتقى على خير